عادت تركيا، اليوم الاثنين، تدريجياً إلى الحياة الطبيعية، بعد تراجع الإصابات والوفيات بفيروس كورونا، وإغلاق لنحو شهرين، لمنشآتها السياحية ومراكز التسوّق الكبرى وفرض قيود على حظر التجول والتنقل بين الولايات.
وأكدت وزارة الداخلية إلغاء إلزامية الحصول على إذن مسبق للسفر بين المدن عبر وسائل النقل الجماعي، وإلغاء القيود المفروضة على التنقل بين 15 ولاية، والسماح لمن هم دون 18 عاما المشمولين بحظر التجول بالسفر الداخلي برفقة ذويهم.
كما خففت الوزارة من القيود المفروضة على المرافق والأماكن العامة مثل المطاعم والمقاهي والحدائق وأسواق الملابس والشواطئ، مؤكدة السماح بفتح المطاعم والمقاهي ومحلات الحلويات وحدائق الشاي والنوادي لغاية الساعة العاشرة مساء اعتبارا من اليوم.
وتشهد اليوم جزر الأميرات إنهاء الحظر المفروض من 26 إبريل/ نيسان وفتحها أمام السياح، للدخول والخروج مجاناً بحسب إدارة الجزر التابعة لإسطنبول، وذلك بالتوازي مع استقبال الشواطئ في مختلف أنحاء الدولة زوارها.
كما افتتح "غراند بازار" في إسطنبول أبوابه أمام السياح بعد إغلاق لأكثر من شهرين، بينما يعدا واحداً من أكبر الأسواق في العالم، إذ يحتوي على آلاف المحلات التجارية في مختلف الأنشطة.
وبحسب مجلس إدارة السوق، سيتم اليوم الاكتفاء بفتح عشر بوابات من بوابات السوق الـ 22 على أن يتم الفتح الكلي بالتدرج بعد الرقابة، وذلك بموازاة عودة النشاط في "السوق المصري" وباقي مراكز التسوق والمعالم الكبرى في المدينة.
ولم يستثنَ قطاع الطيران من العودة إلى الحياة في تركيا اليوم، إذ أعلن وزير النقل والبنى التحتية، عادل قره إسماعيل أوغلو، قبل يومين استئناف الرحلات الجوية الداخلية اعتبارا من الاثنين، وذلك في إطار خطوات تخفيف التدابير المتخذة لمواجهة انتشار كورونا.
والرحلات متوقفة منذ 28 مارس/ آذار الماضي، بينما أشار أوغلو إلى أن بلاده قطعت شوطا كبيرا في مكافحة كورونا بفضل الإجراءات المتخذة، ولا بد من عودة البنية التحتية للنقل إلى وضعها الطبيعي.
وتأثر الاقتصاد التركي من الحظر المفروض منذ نحو شهرين، إذ لفتت مصادر رسمية إلى تراجع إيرادات السياحة 11.4% في الربع الأول من العام الحالي إلى 4.1 مليارات دولار، بسبب الإغلاقات العالمية والمحلية، بينما تعول الدولة على استقطاب 52 مليون سائح هذا العام، ضمن خطتها التصاعدية لجذب 75 مليون سائح وإيرادات بنحو 65 مليار دولار عام 2023.
وأظهر الاقتصاد الكلي تماسكاً، فقد أظهرت بيانات هيئة الإحصاء التركية الصادرة مؤخرا، أن الاقتصاد نما بنسبة 4.5% خلال الربع الأول من العام الجاري، وهو ما أشاد به المستثمرون الأجانب.
وقال الرئيس رجب طيب أردوغان، خلال افتتاحه مشفى في إسطنبول، أمس الأحد، إن لبلاده الأفضلية في أخذ مكانة متقدمة عالميا، بعد إعادة هيكلة الاقتصاد العالمي، في الفترة التي تلي وباء كورونا.
كما أشار رئيس غرفة تجارة إسطنبول، شكيب أوداغيتش، خلال لقاء تلفزيوني، أمس، إلى أن بلاده مقبلة على مرحلة جديدة يتم فيها تكثيف التحفيزات من أجل زيادة الإنتاج المحلي وحجم الصادرات.