مزارعو البن الإثيوبي يشكون من الاستغلال والخسائر

20 يناير 2017
+ الخط -
على الرغم من مساهمتهم بـ 95% من إنتاج بلادهم من البن الأجود عالمياً، يشكو صغار المزارعين في إثيوبيا من الاستغلال وعدم التربّح من هذه السلعة المعروفة بـ"الذهب الأسود"، والتي تُعدّ مصدراً رئيسياً وحيوياً للاقتصاد المحلي.

وتُعتبر إثيوبيا خامس أكبر دولة في العالم في إنتاج البن، وتعتمد الحكومة على هذا المنتج القومي كواحد من عناصر الاقتصاد الوطني في المجال الزراعي.

المزارع سلكامو كميسا (68 عاماً)، أعرب عن تذمّره من "سوء الاستغلال" الذي يتعرض له صغار مزارعي البن في الأسواق المحلية والعالمية.

وقال إن "الوسطاء والسماسرة في تجارة البن أكثر المستفيدين، بخلاف المزارعين الذين لم تتغير أحوالهم من هذه السلعة".

ومع أنه يتوقع أن يحصد 6 أطنان من البن هذا العام في مشروعه، إلا أن المزارع كميسا بدا وكأنه غير راض عن العائد المتوقع بعد المصاريف التي تكلفها، ويعمل في مشروعه 20 عاملاً يتقاضى الواحد منهم دولاراً في اليوم، إضافة إلى توفير الوجبات لهم.

كميسا الذي يعمل في زراعة البن لأكثر من 30 عاماً، لم يحقق الكثير من أمنياته بسبب العائدات الضئيلة التي يجنيها من هذه السلعة، على حد قوله.

واعتبر المزارع الإثيوبي، الذي يقطن بمنطقة "شبيندو"، جنوب شرق العاصمة أديس أبابا، شجرة البن بمثابة "الشجرة الأم" لحياة المزارعين بمنطقته، وهي مصدر الدخل الوحيد.

من جهته، انتقد المدير التنفيذي لبورصة السلع الإثيوبية، إرمياس إشيتو، طريقة صغار مزارعي البن في تسويق منتجهم، ووصفها بـ"التقليدية".

وقال إن هؤلاء المزارعين يتعرضون لاستغلال يتمثل في وجود سعرين موازيين للبن الإثيوبي إذ يبلغ سعر الكيلو منه عند شرائه من المزارعين 3 دولارات، فيما تقوم شركات تجارية مثل "ستار باكس" الأميركية ببيع نفس الكمية بأضعاف هذا المبلغ.

استغلال من نوع آخر يواجهه المزارعون، وهو القوانين المقيدة التي تلزم البائع تسليم منتجه في الميناء وتحمل كل تكاليف الشحن والتسليم.

وأشار إشيتو إلى أن "السعر الحالي لـ6 أطنان من البن في البورصة 23 ألفًا و500 دولار".

من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة التجارة الإثيوبية، شيملس أرغا، إن بلاده "حصلت على عائدات بلغت 879.6 مليون دولار جراء تصدير 206 آلاف و654 طناً خلال الـ12 أشهراً الماضية".

وأوضح أن "الحكومة الإثيوبية تعتمد على هذا المنتج القومي، الذي يوفر للبلاد 31% من العملات الصعبة جراء تصدير البن بمختلف أنواعه".

وكشف أنه يعمل أكثر من 15 مليون شخص في إثيوبيا (من أصل ما يزيد عن 90 مليوناً) بزراعة وتجارة البن بإنتاج يبلغ 270 ألف طن سنوياً وتمثل نسبة إسهام صغار مزارعي البن في إثيوبيا 95%.

ويعتبر البن الإثيوبي من أجود الأنواع على مستوى العالم، وتحتكر عدة شركات عالمية حق شراء كميات كبيرة منه، وعلى رأسها "ستار باكس" التي وقعت عقداً مدته 40 سنة.
(الأناضول)

المساهمون