مصارف تتوقع استمرار انتعاش سوق المال الأميركي في 2020

11 ديسمبر 2019
ابتسامات في قاعات التداول بـ"وول ستريت" (Getty)
+ الخط -
رسمت البنوك العالمية صورة وردية للمستقبل الاستثماري في العام المقبل لسوق المال الأميركية التي عادة ما تقود البورصات العالمية. وتوقعت شركة البيانات المالية رفينيتف ببورصة لندن أن يبلغ العائد على السهم في المتوسط ببورصة "وول ستريت" 10%. وهذا معدل مغرٍ للمستثمرين.

ورغم التحديات العديدة التي تواجه الاقتصاد الأميركي، إلا أن معظم المصارف الاستثمارية الكبرى ترى تواصل الانتعاش في سوق المال الأميركية خلال العام المقبل 2020 بسبب السياسات النقدية الميسرة التي سينفذها مجلس الاحتياط الفدرالي "البنك المركزي الأميركي"، وسياسات الميزانية التي ستدعم برامج توسيع الانفاق لمساعدة الاقتصاد الأميركي على مواصلة النمو.

وعادة ما تنتعش سوق المال الأميركي في عام الانتخابات الرئاسية التي تحرص فيها الحكومات الأميركية على تبني سياسة انتعاش اقتصادي، ومنذ عام 2000 لم تخسر أسواق المال في عام الانتخابات سوى مرتين. حسب بيانات مصرفية أميركية.

وفي المتوسط، توقّعت المصارف ارتفاع مؤشر "ستاندرد آند بوورز 500" في العام المقبل بنسبة 4.6% عن مستوياته الحالية. وهذه التوقعات تعني أن سوق "وول ستريت" تواصل أطول دورة انتعاش في تاريخها للعام السابع على التوالي منذ عام 2013. 

وحتى الآن تمكنت سياسات خفض الفائدة التي نفذها مجلس الاحتياط الفدرالي ثلاث مرات وآمال توقيع اتفاق التجارة الأولى بين بكين وواشنطن إلى جانب احتفاظ المستثمرين بكميات ضخمة من السيولة، من المساهمة في ارتفاع سوق المال الأميركي إلى مستوى قياسي جديد. وأبقى الاحتياط الفيدرالي على سعر الفائدة الأميركية بدون تغيير في اجتماعه اليوم الأربعاء. 
 
ويشير موقع "زيرو هيدج" المصرفي الأميركي إلى أن المستثمرين استفادوا من الانتعاشات المتواصلة في سحب كميات كبيرة من حساباتهم، إذ قدر أن المستثمرين سحبوا خلال ثلاث سنوات نحو ترليون دولار من السوق ووضعوها في الحسابات السائلة أو "الكاش"، كما سحبوا نحو 3.4 تريليونات دولار من البورصة منذ أزمة المال العالمية في عام 2008. 

وحسب توقعات صحيفة "فاينانشيال تايمز"، فإن سوق المال الأميركي سيرتفع بنهاية العام الجاري ويحقق مكاسب بنسبة 25%.  

ومن بين كبار المصارف الاستثمارية التي أشاعت التفاؤل في المستقبل الاقتصادي خلال العام المقبل، مصرف "جي بي مورغان" الأميركي و"كريدي سويس" السويسري ومصرف "غولدمان ساكس".  

وكان مصرف " كريدي سويس" أكبر المتفائلين بحدوث انتعاش كبير في سوق "وول ستريت"، إذ توقع أن يرتفع مؤشر سوق وول ستريت الرئيسي لقياس الأداء "ستاندرد آند بوورز 500" إلى 3425 نقطة ليكسب بنسبة 25% في العام المقبل مقارنة بمستوياته الحالية.  

أما مصرف "غولدمان ساكس" الاستثماري، فتوقع أن يغلق مؤشر "ستاندرد آند بوورز 500" في عام 2020 لدى حاجز 3400 نقطة، وهو ما يعني ارتفاع السوق بنسبة 4.6% خلال العام المقبل. وذات معدل الانتعاش توقعه مصرف "جي بي مورغان". 

ويبدو أن مصرف "مورغان ستانلي" من بين المصارف القليلة التي بدت متشائمة حول العام المقبل، حيث توقع عدم ارتفاع مؤشر "ستاندرد آندبورز" أو حتى احتمال خسارته في العام المقبل.  

وعلى صعيد الاقتصاد العالمي، توقع مصرف "يو بي أس السويسري" أن يشهد الاقتصاد العالمي حالة من التعافي في النصف الثاني من العام المقبل، مع تهدئة الحرب التجارية وسريان مفعول السياسات النقدية للبنوك المركزية.


وقال رئيس مخصصات الأصول في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بمكتب البنك الاستثماري أدريان زويشر، يوم الجمعة، إن هناك الكثير من الضبابية حول التجارة، ما يؤثر على توقعاتنا بشأن النمو الاقتصادي.

وأضاف في تعليقات مع محطة "سي.إن.بي.سي" الأميركية أن التعريفات الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة والصين على بعضهما البعض تُعد من بين المخاطر الرئيسية.
وأضاف أن النمو الاقتصادي من المتوقع أن يشهد تعافياً ملحوظاً بحلول النصف الثاني من عام 2020، وعلى وجه التحديد في الربع الرابع.

وكانت الولايات المتحدة والصين قد اتفقتا في بداية أكتوبر/ تشرين الثاني على المرحلة الأولى من الصفقة التجارية لكن لم يتوقع التوقيع من قبل الجانبين على تلك الصفقة الجزئية حتى الآن.

وقال محلل الأسواق في البنك زويشر: "نحن نرى أن الاقتصاد الأميركي قد تباطأ بالفعل كما نرى فرصة جيدة نسبياً بأنه قد يتم إبرام المرحلة الأولى من الصفقة الاتفاق التجاري مع الصين مع احتمالية تأجيل تعريفات ديسمبر/ كانون الأول المقترحة أو حتى إلغاؤها بالفعل".

المساهمون