ظل الجلد لسنوات طويلة رمز الفخامة في صناعة السيارات الفاخرة، لكن واقع الصناعة يتبدل اليوم، فقد تكون المقاعد في سيارتك مصنوعة من أشجار الكافور وقصب السكر وربما فول الصويا.
باتت شركات صناعة السيارات الفاخرة تتخلى عن الجلد وتستبدله بمواد تلائم البيئة، في إطار توجه نحو ما يعرف بالسيارات النباتية، التي ظهرت بوضوخ خلال معرض نيويورك الدولي للسيارات، الذي استمر في الفترة من التاسع عشر وحتى الثامن والعشرين من إبريل/ نيسان الماضي.
فقد لحقت لاند روفر البريطانية وأودي الألمانية وفولفو السويدية بماركات فاخرة مثل رولز رويس وبنتلي البريطانيتين، في استخدام النباتات بشكل أوسع في عمليات التصنيع خاصة المقصورات.
ووفق تقرير لوكالة بلومبيرغ الأميركية، فإن الخامات المستدامة هي العالم الجديد للتصميم الداخلي للسيارات، لا سيما باهظة الثمن والفريدة من نوعها.
يقول ماسيمو فراسكيلا، المدير الإبداعي في لاند روفر: "قبل 50 عاماً كانت الأريكة الجلدية في أفضل الفنادق والمنازل هي ذروة الرفاهية، لكن لم نعد نراها الآن وهو أمر مماثل مع عالم السيارات".
فقد كشفت لاند روفر في معرض نيويورك الدولي للسيارات عن مجموعة جديدة من المواد الخالية من الجلود، والنباتية المطورة بالكامل لتزويد سيارات رينج روفر إيفوك 2020، ورينج روفر فيلار الجديدة بها.
ووفق فراسكيلا فإن هناك عدداً متزايداً من العملاء يهتمون بمصدر المواد في سيارتهم، كما أن التصميمات الداخلية الجديدة تجذب هؤلاء المستهلكين الذين تتماشى أعلى أشكال الرفاهية مع معتقداتهم البيئية.
ومؤخرا أعلنت شركة فولفو السويدية أن 25 في المائة على الأقل من الأسطح الشبيهة بالبلاستيك في مركباتها ستأتي من مواد مستدامة، بدلاً من المواد المنتجة من مشتقات النفط بحلول عام 2025.
كما تقوم شركة تويوتا بتصنيع مواد وسادة المقعد التي تستخدم الجليكول من قصب السكر المتجدد، بدلاً من الجليكول المشتق من البترول. يقول فيليب برابيك ، نائب رئيس أودي لإدارة المنتجات: "هذا جزء من اتجاه عالمي أكبر نرى نموه مستمراً".
ويتوقع أن تشكل الجلود الاصطناعية وحدها صناعة تبلغ قيمتها 45 مليار دولار بحلول عام 2025، وفقًا لشركة الاستشارات التجارية Grand View Research، وأن تكون تطبيقات السيارات ثاني أكبر استخدام للمنسوجات المتجددة، بعد المفروشات المنزلية.
ومع تراجع جاذبية الجلد، أصبحت شركات السيارات تبحث عن عنوان جديد للفخامة، على حد قول ليتشه. ويوضح رئيس قسم التصميم في أودي: "نريد أن نواكب هذا التغير في القيم الفكرية وأن ندفعه قدماً، عن طريق استخدام نوعية جديدة من الخامات".
كما أن جمعيات حماية حقوق الحيوان، تزيد ضغوطها على مصنعي السيارات بالتوقف عن استخدام جلود الحيوانات في أعمالها. فعندما كشفت شركة تسلا الأميركية النقاب عن سيارتها "إكس"، تسلم رئيس الشركة إيلون موسك آنذاك التماساً من جمعية "بيتا" لحماية حقوق الحيوان يطالبه باستخدام مقصورة "نباتية" للسيارة.
وقالت تسلا التي تتخذ من وادي السليكون في أميركا مقراً لها إنه نظراً لأن الالتماس كان يحمل آلاف التواقيع، لم يتردد موسك في التراجع عن استخدام الجلد في أحد موديلات خط إنتاج السيارة إكس، واستبدله بخامة صناعية بديلة في كسوة مقاعد تلك السيارة، وتمت تغطية عجلة القيادة وبطانة الأبواب بالجلد الصناعي.