ستيف بانون: واشنطن في حرب اقتصادية مع الصين

17 اغسطس 2017
الخلاف التجاري يتصاعد بين الصين وأميركا (Getty)
+ الخط -
أعلن المستشار الاستراتيجي للبيت الأبيض ستيف بانون، في مقابلة نشرت الأربعاء، أن الولايات المتحدة في "حرب اقتصادية" مع الصين، معتبراً أن التصعيد مع كوريا الشمالية حول برنامجها النووي ليس سوى وسيلة "تمويه".

وقال بانون في مقابلة مع موقع "أميريكان بروسبكت" الإخباري اليساري: "برأيي، الحرب الاقتصادية مع الصين هي الجوهر. وعلينا أن نركز على هذه المسألة بهوس".

وأكد "إذا استمرينا في خسارة هذه الحرب، فلدينا خمس سنوات أو عشر سنوات على أبعد تقدير قبل أن نصل إلى نقطة اللاعودة التي لن يكون بوسعنا النهوض من بعدها".

وشدد المدير السابق لموقع "برايتبارت نيوز"، الذي يعتبر منصة لليمين المتطرف المعروف في الولايات المتحدة بـ"اليمين البديل"، على "أننا في حرب اقتصادية مع الصين" مضيفاً "كل شيء واضح من جانبهم، لا يحاولون حتى إخفاء ما يفعلون. واحد منا سيكون في موقع مهيمن في غضون 25 أو 30 عاماً، وستكون هذه الصين إن بقينا مستمرين في خطنا"، بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس".

وتابع "في ما يتعلق بكوريا الشمالية، كل ما يفعلونه هو المداهنة حيالنا. ليس الأمر سوى للتمويه".

وأعرب ستيف بانون، الذي يبدو معزولاً داخل الإدارة الأميركية ولم يتلق سوى دعم فاتر من الرئيس، دونالد ترامب، خلال مؤتمره الصحافي الأخير، الثلاثاء، عن آرائه بصراحة مطلقة حول العديد من المواضيع خلال المقابلة التي أجراها معه رئيس تحرير الموقع روبرت كاتنر عبر الهاتف.

وانتقد بانون بشدة توعد الرئيس كوريا الشمالية بـ"النار والغضب" إذا استمرت في تهديد الولايات المتحدة بصواريخها وبرنامجها النووي.

وقال "ليس هناك حل عسكري، لننسَ الأمر. وطالما لم يتمكن أحد من حل المعادلة التي تثبت لي أن عشرة ملايين كوري جنوبي لن يقضوا خلال الدقائق الثلاثين الأولى بأسلحة تقليدية، لا أدري ما الذي نبحثه هنا. ليس هناك حل عسكري للمسألة، إنهم يمسكون بنا".

ووجه انتقادات شديدة إلى الذين يسعون في وزارة الخارجية أو وزارة الدفاع لحمل الصين على المساعدة في ملف كوريا الشمالية، فقال "إنهم خائفون".


من جهة أخرى، لفت بانون الى خلافاته الأيديولوجية مع عدد من مسشاري الرئيس، حول السياسات التجارية مع الصين وضرورة اتخاذ الولايات المتحدة إجراءات حمائية أكبر، مشيراً الى ضغوط اللوبيات، وقال "ما زلنا نواجه يومياً ضغوط وزارة الخزانة وغاري كوهين" وهو رئيس المجلس الوطني الاقتصادي، شخصية مالية يهودية، من كبار مستشاري ترامب للشؤون الاقتصادية والمالية"- وغولدمان ساك".



كما اعتبر بانون، أن إثارة قضية العنصرية من قبل معارضي ترامب من الحزب الديمقراطي، ستكون نتائجها انتصار جديد للحزب الجمهوري، داعياً الرئيس الى التركيز على أجندته الاقتصادية من خلال تأمين الوظائف وحماية الاقتصاد الوطني.

ولم تحصد الاجتماعات المتكررة ما بين المسؤولين الأميركيين والصينيين اتفاقات نهائية ورسمية معلنة حتى اليوم حول الكثير من نقاط الاختلاف في السياسات والتوجهات الاقتصادية، وخصوصاً التجارية منها، وذلك بعدما عقدت أربعة حوارات رئيسية منذ أبريل/ نيسان الماضي، إثر القمة التي جمعت الرئيس الصيني، شي جين بينغ، ونظيره الأميركي، دونالد ترامب.
 
وفي حين تدفع الولايات المتحدة برئاسة ترامب نحو تقييد الواردات الصينية إليها برسوم إضافية، ومحاولة زيادة الصادرات الأميركية إلى بكين لتحقيق بعض التوازن في الميزان التجاري، لا تزال الصين تتمسك باتفاقيات التجارة الحرة، والإبقاء على قيود الاستثمار في السوق الصينية، وسط رفضها فرض أي قيود على وارداتها نحو السوق الأميركية.
المساهمون