تعتزم شركة هواوي افتتاح أول متجر رئيسي للهواتف الذكية في فيينا في أول متجر من نوعه خارج الصين، في إطار مساع لكسب السوق الأوروبية التي يتعرض فيها مستقبلها لمحك صعب.
وتواجه أكبر شركة منتجة لمعدات الاتصالات في العالم تدقيقاً في الغرب بسبب علاقتها بالحكومة الصينية، ومزاعم تقودها الولايات المتحدة بشأن تمكين الحكومة من التجسس، وطلبت واشنطن من حلفائها عدم الاستعانة بتقنيات هواوي، ونفت الشركة مراراً تلك المزاعم وكررت ذلك في مؤتمر صحافي في فيينا اليوم الخميس.
وقال جو كيلي نائب رئيس هواوي للاتصال المؤسسي في المؤتمر الصحافي، وفقاً لوكالة "رويترز"، إننا "لم نتلق طلباً من أي حكومة أو أي هيئة في أي مكان في العالم... لنفعل ما قد يعرّض أمن شبكات العملاء للخطر... وإذا طُلب منا ذلك فسنرفض".
ولدى هواوي صفقات مع مجموعات الاتصالات الثلاث الكبيرة في النمسا، وقال بان ياو الرئيس التنفيذي لأنشطة هواوي في النمسا، إن الشركة مستعدة لمساعدة تلك المجموعات على إنشاء البنية التحتية لشبكات الجيل الخامس من الهواتف المحمولة.
ودفعت الاتهامات التي وُجهت لـ"هواوي" العديد من الدول الغربية لتقييد دخول الشركة لأسواقها، فيما يدرس الاتحاد الأوروبي اقتراحات يمكنها أن تصل لحد فرض حظر عملي عليها.
وأكدت وزارة التكنولوجيا في النمسا اليوم أنها تسعى لموقف أوروبي موحّد، لتتخذ قراراً بشأن السماح لهواوي بتجهيز شبكات الجيل الخامس، ومن المقرر أن تفتح الشركة متجرها الرئيسي في فيينا في الصيف.
وهاجم مؤسس مجموعة الاتصالات الصينية العملاقة هواوي، أول من أمس الثلاثاء، المساعي الأميركية لوضع شركته على القائمة السوداء، ونفى وجود أيّ ثغرات في تكنولوجيا الشركة تتيح لها التجسس لحساب بكين.
وأكد رين تشنغفاي أن العالم لا يمكن أن يستغني عن هواوي و"تكنولوجيتها الأكثر تطوراً"، نافياً مرة أخرى إمكانية وجود طريقة لاستخدام أيّ ثغرات في التكنولوجيا بدون معرفته.
وقال في مقابلة مع "بي.بي.سي"، إن "ذلك ليس ممكناً، لأننا في منظمتنا بأكملها، أكدنا مرات ومرات أننا لن نفعل ذلك مطلقاً"، مضيفاً أنه "لو كنا فعلنا ذلك لكانت أميركا بالتكنولوجيا المتطورة التي تملكها، اكتشفت ذلك بالفعل. وهذا يثبت أنه ليست لدينا ثغرات".
وقال إنه سيغلق الشركة لو حدث أي تجسس لحساب بكين. وأكد: "شركتنا لن تقوم مطلقاً بأيّ أعمال تجسس، ولو حدث مثل ذلك فسأغلق الشركة".
ضغوط أميركية
وحذر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، اليوم الخميس، من أنّ بلاده لن تستطيع أن تكون شريكة لدول تستخدم أنظمة من شركة هواوي أو تتعامل معها في مجال المعلومات، وذلك لمخاوف أمنية.
وأضاف في مقابلة مع شبكة "فوكس بيزنس نتورك"، وفقاً لـ"رويترز"، إن على الدول في أوروبا وغيرها أن تدرك مخاطر استخدام معدّات الاتصالات التي تصنعها هواوي، وعليها عند إدراك المخاطر ألا تستخدم أنظمة الشركة في نهاية المطاف.
وقال بومبيو: "إذا اختارت دولة استخدام هذه (المعدات) ووضعتها في بعض أنظمة المعلومات المهمة لديها، فإننا لن نتمكن من مشاركتهم المعلومات ولن نستطيع العمل معهم"، مضيفاً أننا "لن نعرّض المعلومات الأميركية للخطر".
ورداً على سؤال عن الدول الأوروبية، التي ترفض تنفيذ مطالب الولايات المتحدة بحظر هواوي، قال بومبيو إن واشنطن تتحدث مع دول أخرى لتتأكد من أنها "تدرك مخاطر إدخال تكنولوجيا هواوي في أنظمة تكنولوجيا المعلومات لديها"، وأن هذه الدول "ستتخذ قرارات صائبة عندما تدرك هذا الخطر".
كان الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأمن السيبراني في بريطانيا، سيارن مارتن، قد أكد أن الإشراف الحكومي على هواوي أثبت أنه قادر على إبراز أي مشكلات أمنية، في إشارة إلى أنه لا يعتقد أن هناك ضرورة لمنع الشركة الصينية من توريد شبكات الهواتف الخلوية.
وأضاف مارتن أمس الأربعاء، أن أحد شروط الحفاظ على أمن سيبراني جيد هو وجود "تنوع دائم" في سوق موردي معدات الاتصالات اللاسلكية.
والسنة الماضية، منعت دول عديدة بينها أستراليا والولايات المتحدة، الشركة الصينية من المشاركة في أعمال نشر شبكة الجيل الخامس المستقبلية للاتصالات الجوالة. كما منعت نيوزيلندا كبرى شركات اتصالات لديها من استخدام تكنولوجيا هواوي لشبكة الجيل الخامس، فيما ذكرت تقارير أن تشيكيا استثنتها من مناقصة بقيمة 20 مليون يورو (22 مليون دولار) لبناء بوابة إلكترونية للضريبة.
واتهمت وزارة العدل الأميركية أيضاً هواوي بسرقة أسرار تجارية، وبأنها قدمت مكافآت لموظفين لقاء سرقة تكنولوجيا من منافسين آخرين.