بعد أن أبدت منظمة الصحة العالمية قلقها من تفشي الفيروس في إيران، اتخذت العديد من الدول، وخاصة جيرانها، إجراءات احترازية تشمل إغلاق حدودها مع الجمهورية الإسلامية أو تعليق رحلات الطيران أو حركة القطارات معها أو منع استقبال مواطنين منها.
وفي حين أعلن وزير الصحة الإيراني، سعيد نمكي، ارتفاع حالات الوفاة جراء فيروس "كورونا الجديد" في البلاد إلى 12، فضلاً عن إصابة 47، نفى ما تردد بشأن تسجيل عشرات الوفيات بكورونا في مدينة قم (شمال).
وكان النائب الإيراني عن مدينة قم، أحمد أمير آبادي، قد أشار إلى تسجيل 50 وفاة بكورونا في قم حتى 13 فبراير/شباط، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء العمال الإيرانية (إيلنا) شبه الرسمية، الاثنين.
كما تحدث آبادي عن وجود 250 شخصاً قيد الحجر الصحي في المدينة ذاتها، وحمّل وزير الصحة مسؤولية تدهور الوضع وارتفاع الإصابات والوفيات بسبب عدم تطبيق الحجر الصحي على مدينة قم بأكملها.
وتزامنا مع تفشي الفيروس في إيران، اتخذت العديد من الدول، وخاصة من الجيران، إجراءات احترازية لمنع انتقال الفيروس إليها من الجمهورية الإسلامية.
وتعزز تلك الإجراءات العزلة التي تعانيها إيران أصلاً في ظل العقوبات الأميركية المتصاعدة.
عربياً، أعلنت الكويت، في وقت سابق، وقف جميع الرحلات من إيران وإليها في الوقت الراهن بناءً على تعليمات وزارة الصحة، لكنها استثنت من ذلك رحلات خاصة أجلت عبرها 800 من رعاياها كانوا في إيران، والذين تم وضعهم قيد الحجر الصحي. وأمس الأحد، أعلنت مؤسسة الموانئ الكويتية إغلاق موانئ البلاد أمام السفن الإيرانية.
ورغم ذلك، تسلل الفيروس إلى الكويت؛ حيث أعلنت، اليوم، تسجيل أول إصابات لـ3 مسافرين قدموا إليها من مدينة مشهد شمال شرقي إيران.
وبخلاف الكويت، قررت الحكومة الأردنية، الأحد، منع دخول القادمين من إيران إلى أراضي المملكة كـ"إجراء احترازي مؤقت".
وكان العراق سباقاً في اتخاذ إجراءات احترازية لمنع انتقال كورونا إليه من إيران، التي تجاوره من ناحية الشرق.
ومنذ الخميس، أعلنت بغداد جملة تدابير احترازية شملت حظر دخول الإيرانيين إلى البلاد عبر المعابر الحدودية، وتعليق الرحلات الجوية إلى إيران من مطاري بغداد والنجف (جنوب).
ورغم ذلك، أعلنت بلاد الرافدين، اليوم الاثنين، تسجيل أول إصابة مؤكدة بفيروس "كورونا الجديد" في البلاد، وهي لشخص يحمل الجنسية الإيرانية.
بدورها، أوقفت السلطات التركية، اليوم، جميع رحلات القطارات القادمة من إيران والمتجهة إليها في إطار التدابير الوقائية من فيروس "كورونا الجديد".
وسبق ذلك، قيام تركيا بتعليق جميع الرحلات الجوية القادمة من إيران، وإغلاق جميع المعابر الحدوية البرية مع الجمهورية الإسلامية بشكل مؤقت.
وقال وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، الأحد، إن إجراءات التعليق "مؤقتة"، وإنها تدابير وقائية لمنع انتقال الفيروس إلى البلاد.
على النحو ذاته، أغلقت باكستان حدودها مع إيران، الأحد، خشية انتقال الفيروس إليها. كما حظرت أفغانستان، في اليوم ذاته، جميع الرحلات البرية والجوية بينها وبين إيران.
واتخذت كابول قرارها بالتزامن مع تسجيل 3 حالات مصابة بفيروس كورونا لأشخاص قادمين من إيران. كذلك، أعلنت أرمينيا، الأحد، تعليق جميع الرحلات الجوية مع إيران وإغلاق حدودها معها لمدة أسبوعين.
وأثار الوضع في إيران والتصاعد السريع في أعداد الإصابات والوفيات قلق منظمة الصحة العالمية. إذ أعرب مدير المنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في مؤتمر صحافي، اليوم الاثنين، عن قلقه من انتشار فيروس كورونا في إيران.
وهذا القلق له ما يبرره، وفق مراقبين، خاصة أن عدد وفيات كورونا في إيران، مقارنة بعدد الإصابات المؤكدة بالفيروس، أعلى من أي بلد آخر، بما في ذلك الصين وكوريا الجنوبية حيث الانتشار الأوسع للمرض.
ورغم تأكيد السلطات الإيرانية تسجيلها إصابات بكورونا في 5 مدن، بينها العاصمة طهران، إلا أنها لم تشر إلى فرض حجر صحي كامل على أي من تلك المدن، رغم مطالب مسؤولين محليين بذلك، لا سيما في قم. كما لم تعلن إيران عن عدد الأشخاص المفروض عليهم حجر صحي في البلاد بشكل عام.
والأربعاء الماضي، أعلنت السلطات الإيرانية، تعطيل المدارس والجامعات في مدينة قم، تجنباً لانتشار العدوى، بعد وفاة شخصين اثنين متأثرين بفيروس كورونا. فيما قررت السلطات الإيرانية إغلاق الجامعات والمدارس في أنحاء كثيرة من البلاد بدءا من الأحد.
(الأناضول)