غارات التحالف الدولي تحرق محاصيل الحسكة

11 مايو 2015
النظام السوري أحرق كميات كبيرة من القمح (أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -

تسببت غارات التحالف الدولي على ريف تل تمر، في محافظة الحسكة في سورية، أمس الأحد، في اندلاع حريق استمر نحو 20 ساعة، أتى على نحو 1500 دونم من محاصيل القمح والشعير، قبل أن تخمد بفعل هطول أمطار على المنطقة، بحسب شهود عيان.

وأوضح علي الجبوري من قرية تل براك، لـ"العربي الجديد"، أن الحريق ما كان ليخمد "لولا تدخل العناية الإلهية وهطول الأمطار".

وفي حين قالت مصادر من المؤسسة العامة للحبوب المعارضة إن الحرائق طاولت 500 دونم، أكد المزارع الجبوري إن النيران أتت على أكثر من 1500 دونم في ريف محافظة الحسكة شمالي شرق سورية، جلها في منطقة "تل مجدل"، متسائلاً: "من سيعوض للفلاحين عن خسارة موسمهم ومصدر رزقهم الوحيد ...لله المشتكى".

وأضاف "اشتعلت النيران في المحاصيل الزراعية إثر قصف طيران "التحالف الدولي" على المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" في الريف الغربي لمحافظة الحسكة حتى حدود مدينة رأس العين على مجرى نهر الخابور، والتي يسكنها الآشوريون والعرب وجلهم من "عشيرة البكارة".

بدوره، قال مدير مؤسسة الحبوب التابعة للحكومة السورية المؤقتة المعارضة، حسان المحمد "نتيجة الصراع بين تنظيم "داعش" ووحدات الحماية الشعبية الكردية، شنّت طائرات "التحالف الدولي" قصفاً شديداً على مناطق سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في الريف الغربي والجنوبي لتل تمر، وتل مجدل وأم الكبر، ورفرف، تسببت في حرائق بمحاصيل القمح والشعير".

وأضاف أن "المناطق المحروقة خارجة عن صلاحياتنا كمؤسسة معارضة، لكننا نعتقد أن ثمة مبالغات في تقدير المساحات المحروقة وتقديراتنا الأولية بين 500-700 دونم بحسب مصادرنا الخاصة في المنطقة".

وتقع بلدة تل تمر غرب مدينة الحسكة (45 كيلومتراً)، وتعتبر مدينة مهمة استراتيجياً بحكم وقوعها على الطريق الدولي، الذي يربط الحسكة مع حلب، كما تقع على الطريق الدولي، الذي كانت تمر منه الشاحنات من حلب نحو العراق (سابقاً)، يسكنها العرب والكرد والآشوريون، يتجاوز عدد سكانها نحو 50 ألف نسمة، وتبلغ مساحتها ما يقارب 11100 كيلومتر مربع.

وتعتبر مدينة تل تمر مدينة زراعية بامتياز، حيث تكثر فيها الأراضي الزراعية المروية، التي تعتمد على مياه نهر الخابور، الذي يمر من المدينة وريفها، كما تعتمد على الآبار.

وتأتي زراعة القمح والشعير في الدرجة الأولى في المنطقة، تليها حالياً زراعة الكزبرة والكمون بعد العزوف عن زراعة القطن، بسبب زيادة تكاليف الإنتاج وتردي أسعار البيع، بحسب مصادر مؤسسة الحبوب.

وفي حين قالت مؤسسة الحبوب المعارضة، إن موسم الحبوب في محافظة الحسكة هو الأفضل منذ سنوات بفضل هطول الأمطار، تخوفت من استمرار قوات الحماية الكردية من منع الفلاحين من جني محاصيلهم، خاصة في منطقة جنوب الرد "ناحية القحطانية وتل حميس" التي تسكنها العشائر العربية.

وأفادت مصادر "العربي الجديد"، بأن قوات الحماية الكردية وضعت مبررات وذرائع لمنع حصاد المحاصيل ومصادرتها، ومن بين هذه المبررات أن "داعش" هي التي زرعت الأراضي ولها الحق في تملك المحاصيل، بالإضافة إلى التخوف من وجود ألغام أو تفخيخ الأراضي، وادعاء ضرورة "استيفاء القمح، الذي تمت سرقته من صوامع ربيعة".

المساهمون