لعلج الرئيس الجديد لرجال الأعمال المغاربة يدعو إلى الابتعاد عن اقتصاد الريع

24 يناير 2020
شكيب لعلج (العربي الجديد)
+ الخط -
كان من المعروف سلفا أن الأمر حُسم لفائدة رجل الأعمال، شكيب لعلج، لتولي منصب رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، قبل الإعلان عن نتائج صناديق الاقتراع.

فقد عاد رجال الأعمال إلى الوضع الذي عاشوه قبل 14 عاما، عندما كان وزير الصناعة والتجارة الحالي، مولاي احفيظ العلمي، مرشحا وحيدا لرئاسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، حيث أعادوا في مؤتمرهم الانتخابي الأخير، نفس السيناريو، عندما انتخبوا المرشح الوحيد شكيب لعلج، رئيسا لهم، الذي حاز 4122 صوتا من إجمالي 4265 صوتا.

لعلج التحق بالاتحاد العام لمقاولات المغرب قبل 6 أعوام، وهو يتولى رئاسة فيدرالية أرباب المطاحن، والفيدرالية المهنية لأنشطة الحبوب، وفيدرالية الموزعين والتجار "تجارة 2020".

رئاسته لتلك الهيئات أهلته لجمع خبرة في نشاطها المتنوع بالعديد من القطاعات التي تمتد من الصناعات الغذائية والبلاستيك وأعلاف المواشي إلى الفنادق والعقار.
سيقود لعلج، بمعية نائبه المهدي التازي، الاتحاد العام لمقاولات المغرب، بعدما لم يكمل صلاح الدين مزوار، الرئيس السابق للاتحاد، ولايته التي كان يفترض أن تنتهي في منتصف 2021، فقد استقال مزوار بعد بلاغ شديد اللهجة، صادر عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، آخذته فيه على تصريحاته حول الوضع في الجزائر خلال مؤتمر نظم بمراكش قال فيه إن "ما نشاهده اليوم في الجزائر من احتجاجات سلمية يبعث على الأمل، عكس ما يعتقده الكثيرون"، وهو ما أثار حفيظة وزارة الشؤون الخارجية التي وصفت ذلك بالسلوك "الأرعن والمتهور".

عندما فتح باب الترشح لتولي رئاسة الاتحاد، عبّر رجلا أعمال عن نيتهما في التقدم للتنافس على تلك المهمة، غير أنهما ما لبثا أن انسحبا، كي يصبح لعلج مرشحا وحيدا. وهو ما فُسر بسعي المنظمة إلى تفادي صراعات ستكون ارتداداتها ضارة بها.

ويرى لعلج أن مهمته خلال الثلاثة أعوام المقبلة على رأس اتحاد مقاولات المغرب، يلخصها شعار "الثقة" التي يجب منحها للمستثمرين، والتي يعتقد أن بدونها لن يكون هناك نمو اقتصادي، معتقدا أن الخبرة التي اكتسبها في مجال الأعمال على مدى ثلاثة عقود تؤهله لأن يكون حاملا لرسالة رجال الأعمال والشركات، مشددا على أن الأمر يستدعي في المرحلة الحالية "رجال ميدان" يمكنهم أن يتحلوا بالبراغماتية والرؤية لمواجهة الوضع الاقتصادي.

يشدد هذا الصناعي على تطلعه إلى محاربة المنافسة الدولية غير المشروعة والقطاع غير الرسمي الذي يهدم القيمة، مؤكدا على ضرورة منح الثقة للمستثمرين كي ينخرطوا في مشاريع صناعية، معبرا عن انشغاله بالإفلاس الذي يأتي على ثمانية آلاف شركة صغيرة ومتوسطة سنويا بالمملكة.
في كلمته بمناسبة المؤتمر الانتخابي، شدد لعلج على أن الثقة ضرورية من أجل إعادة بعث الاستثمار المنتج وخلق الثروة وتوفير فرص العمل، ما يقتضي في تصوره الابتعاد عن اقتصاد الريع الذي يضر بالنمو والتنمية.

وشدد على ضرورة رفع الحواجز أمام التنمية، عبر توفير التمويل ومعالجة مشكلة آجال السداد والانفتاح على العالم وإعادة تأهيل المقاولات.

في سؤال لـ"العربي الجديد" حول أولوياته في العام المقبل، أكد لعلج تفعيل دور القطاع الخاص في رفع معدل النمو وخلق فرص العمل. لكن ماذا عن اتفاقيات التبادل الحر التي يشتكي منها رجال الأعمال؟ يجيب بأن مسلسل التفكير حولها انطلق، مشيرا إلى الاتفاق مع تركيا الذي سيعاد فيه النظر.

ويسعى برنامج لعلج، خلال الفترة المقبلة، إلى تقليص تكاليف المنافسة، حيث جرى التشديد أمام رؤساء الاتحادات العمالية الذين حضروا المؤتمر، على خلق نوع من المرونة في سوق الشغل وإخراج قانون الإضراب إلى حيز الوجود.

يؤكد مصدر من الاتحاد العام لمقاولات المغرب، أن الثلاثة أعوام المقبلة ستكون حاسمة من أجل مساهمة المنظمة في إنعاش النمو، ما دامت تؤكد أن أعضاءها يمثلون أكثر من نصف الناتج الإجمالي المحلي. مشيرا إلى أن تركيز لعلج سيكون في الفترة المقبلة على معالجة مشاكل القطاعات الإنتاجية والخدماتية، بينما سيترك تدبير شركات مجموعته الخاصة بيد أبنائه.
المساهمون