تنوي شركة الخطوط التونسية تشغيل 5 طائرات جديدة في الربع الأول من سنة 2021 بعد إبرام صفقة لتجديد خمس الأسطول الحالي، بهدف تحسين مردودية الشركة من حيث انتظام المواعيد وزيادة عدد الرحلات نحو الوجهات الخارجية.
وكشف المدير التنفيذي لشركة الخطوط التونسية، جمال الشريقي، لـ"العربي الجديد" عن خطة الشركة لتحسين المردودية واستعادة بعض الوجهات التي توقفت رحلاتها، مؤكدا أن 5 طائرات جديدة من طراز "إيرباص 320 نيو" ستدخل حيز الاستغلال في الثلاثية الأولى من سنة 2021، وتم اقتناؤها بتمويل من شركات الإيجار المالي.
وأفاد الشريقي بأن الخطوط التونسية أعادت منذ بداية أكتوبر/ تشرين الأول الخطوط التي أوقفتها منذ شهر يونيو/ حزيران الماضي بهدف دعم الرحلات على الخطوط الأوروبية التي تعرف طلبا كبيرا في فصل الصيف، مشيرا إلى أن فقدان الشركة لنحو 20 بالمائة من مسافريها لم يؤثر على إيراداتها المالية التي زادت بـ12 بالمائة بعد مراجعة أسعار التذاكر وتراجع كلفة الوقود.
وكانت الخطوط التّونسية كشفت عن تراجع المسافرين على متن أسطولها، منذ بدية العام وحتى سبتمبر/ أيلول 2019، إلى 2 مليون و679 ألفا مقابل 2 مليون و994 ألفا، خلال نفس الفترة من 2018، مما يشكّل تراجعا بنسبة 20 بالمائة.
وأكدت الشركة، وفق بيانات نشرتها على موقع بورصة الأوراق المالية بتونس، أنّ عائدات الشّركة بلغت، خلال الأشهر الثمانية الأولى من سنة 2019، نحو 1200 مليون دينار أي نحو 428 مليون دولار مسجلة ارتفاعا بنسبة 12 بالمائة على مستوى مسافري الرحلات المنتظمة والإضافية، مقابل 1059 مليون دينار ما يعادل 378 مليون دولار، في سبتمبر2018.
وأفاد المدير التنفيذي لشركة الخطوط التونسية بأن معدل تأخير الرحلات تقلص إلى حدود 1.3 ساعة حاليا بعد أن كان يصل إلى حدود الـ10 ساعات عام 2018، مرجحا إنهاء مشكلة تأخر الرحلات بعد دخول الأسطول الجديد حيز الاستغلال.
وحول مردودية الأسواق الأفريقية التي فتحتها الشركة السنوات الماضية، قال الشريقي إن الخطوط التونسية أعادت كذلك تشغيل الرحلات نحو هذه الوجهات التي توقفت صيفا، مؤكدا ربحية هذه الرحلات، غير أنه أفاد بأنها تستهلك الطائرات لأن معدل الرحلة الواحدة يستغرق قرابة 20 ساعة.
وبخصوص عودة الرحلات نحو المطارات الليبية، أفاد المدير التنفيذي بأن القرار متوقف على تحسن الوضع الأمني في ليبيا، موضحاً أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال المخاطرة بإعادة تشغيل الخطوط نحو المطارات الليبية في الوضع الحالي.
وبحلول سبتمبر/ أيلول الماضي حصلت الخطوط التونسية على 30 بالمائة من السوق، فقط مقابل 35 بالمائة، في الفترة ذاتها من سنة 2018.
وحافظت الشركة على حجم الأسطول العامل، عند 25 طائرة، في سبتمبر 2019، في حين تراجع عدد موظفيها من 3807 موظفين إلى 3721 موظفا، في نفس الشهر.
كما تراجع سعر استهلاك وقود الطائرات، بحلول سبتمبر 2019، بنسبة 6 بالمائة وتراجعت ديون الشركة من 1017 مليون دينار، في سبتمبر 2018، إلى 898 مليون دينار وفق بيانات رسمية نشرتها الشركة الحكومية في نفس الشهر من العام الجاري.
وتخطط الشركة لاقتناء طائرة جديدة ذات سعة عالية ستخصص لفتح خطي الصين ونيويورك بعد إنهاء دراسة الجدوى التي بلغت مراحل متقدمة.
ومن جانبه، قال كاتب عام جامعة النزل، خالد الفخفاخ، إن زيادة أسطول الطائرات ستقدم خدمات مهمة لقطاع السياحة الذي عانى في السنوات الأخيرة من نقص في قدرة شركة الطيران الحكومية على الاستجابة لطلبات العاملين في قطاع السياحة ووكلاء السفر.
وأضاف الفخفاخ في تصريح لـ"العربي الجديد" أن الأزمة التي مرت بها الخطوط التونسية بسبب تقادم الأسطول وعدم قدرتها على توفير طائرات إضافية في فترة الذروة، ألقت بظلالها على القطاع السياحي الذي بدأ يتعافى، داعيا إلى إزاحة كل المكبلات التي تحول دون تدفق السياح من كل الأسواق.
واعتبر أن استثناء بعض المطارات من قرار فتح الأجواء يحد من القدرة التنافسية للسياحة التونسية التي تواجه منافسة شرسة مع بلدان في محيطها المتوسطي والمغاربي بعد أن قطعت هذه الأخيرة أشواطا متقدمة في فتح الأجواء.
وأضاف كاتب عام جامعة الفنادق أن النقل الجوّي دعامة أساسية للسياحة وأنه لا انتعاشه لهذا القطاع الحيوي في غياب إصلاحات هيكلية في قطاعي النقل الجوي والبحري، متوقعا أن تحقق تونس أرقاما قياسية جديدة في عدد السياح بعد زيادة أسطول الطائرات وتكثيف الشركة لرحلاتها على الأسواق الأوروبية التقليدية وتوفير طائرات للخطوط الجديدة ولا سيما خط تونس ــ الصين الذي تعتزم فتحه.