الحوثيون يحاصرون تعز.. ويمنعون عنها الماء والسلع

12 أكتوبر 2015
أطفال يبحثون عن قطرة ماء في تعز (العربي الجديد)
+ الخط -


تعاني مدينة تعز، جنوبي اليمن، منذ شهرين، من حصار مطبق فرضه الحوثيون على منافذ المدينة التي تخضع لسيطرتهم، فيما تدخل المواجهات المسلحة الشهر السابع بدون توقف.

ويواجه نحو 2.2 مليون مواطن في محافظة تعز (جنوب اليمن) أوضاعاً إنسانية واقتصادية صعبة، جراء الحرب التي تشنها جماعة الحوثي على المدينة منذ ما يزيد على 6 أشهر، حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية وانعدمت المشتقات النفطية والغاز، في ظل الحصار الذي تفرضه الجماعة على تدفق الوقود والسلع.

وتوقفت المؤسسة المحلية للمياه عن ضخ الماء للسكان تماماً منذ منتصف أغسطس/آب بسبب احتياجها إلى 200 ألف لتر من الوقود شهرياً ليحرم 300 ألف مواطن من مياه الشرب".

وقال الناشط في المجال الإنساني ياسين القباطي لـ"العربي الجديد" تعز محاصرة ، لا وقود يشغل محطات الضخ من آبارها ولا يسمح بدخول ناقلات الماء إلى المدينة، النساء تبكي عندما تشاهد تسلل سيارات نقل المياه إلى الأحياء والأطفال يتسابقون للحصول على قليل من الماء".

ويعمل القباطي على تزويد السكان بمياه الشرب ضمن مشروع إغاثة ضحايا الحرب ، وذكر مثالاً لحصار الحوثيين قائلاً: "اليوم أوقف حوثيون في بير باشا، مدخل تعز الغربي سيارتين تنقلان المياه تابعتان لمنظمتنا الإنسانية المحايدة، وقاموا بإفراغ المياه من السيارتين، وسكبه على الأرض وقفز أحدهم إلى سطح السيارة، وحلف يمينا أنه لن تدخل قطرة ماء للدواعش سكان تعز".

ويطلق الحوثيون وصف "الدواعش" على المقاومة الشعبية في مدن وسط وجنوب اليمن التي رفضت دخولهم المدن وقاومتهم بالسلاح.

وقال ناشطون، إن مسلحي الحوثي قاموا بنهب 10 قاطرات تتبع منظمات إغاثة تحمل مواد غذائية وصحية ومستلزمات إيواء مخصصة للنازحين والمتضررين جراء الحرب في تعز.

وأكد الناشطون أن قيمة المواد الغذائية تقدر بأكثر من 20 مليون ريال يمني، مقدمة من مفوضية الأمم المتحدة، ومنظمة الهجرة الدولية، وبرنامج الغذاء العالمي، تم حجزها لأكثر من ثلاثة أسابيع في المدخل الشرقي للمدينة، قبل مصادرتها.

وأكد الناشط الميداني سليم محمد أن: سكان مدينة تعز محاصرون من كل مقومات الحياة، وان المخزون الغذائي والدوائي ينفد، ومن ينج من القذائف من سكان المدينة فسيقتلهم الجوع والمرض.

وقال محمد لـ"العربي الجديد" الدقيق نفد من المدينة، غاز الطهو اختفى تماماً ومياه الشرب منعدمة وأسعار الخضروات والفواكه وصلت لمستويات قياسية.

وأوضح أن نقاط الحوثيين وقوات صالح تمنع منعاً باتاً منذ أسابيع دخول المواد الغذائية والمياه والوقود، وتفتش السيارات وتصادر ما فيها وتعتقل في أغلب الأحيان من يحاول إدخال أي مواد إعاشة للمدينة.

وينعدم غاز الطهي في محلات البيع الرسمية، ويتوفر في السوق السوداء التي يديرها الحوثيون بعشرة أضعاف السعر الرسمي، ولم يتم جمع القمامة منذ اكثر من شهر، مما أدى إلى تراكمها في الشوارع.

كما يجد المواطنون في هذه المدينة صعوبة في الحصول على الخدمات الصحية، جراء إغلاق العديد من المستشفيات والعيادات الخاصة بسبب القصف المتواصل على المدينة، وأيضا بسبب الانقطاع المستمر لشبكة الكهرباء وانعدام مادة الديزل وعدم توفرها إلا في السوق السوداء.

اقرأ أيضاً: وجبات مجانية لليمنيين الذين فقدوا أعمالهم في تعز

وقال الناشط راكان الجبيحي : نعيش حصارا خانقا، وانعداما لمقومات الحياة الأساسية، وناشد الأمم المتحدة بقوله" أيها العالم هل تعلم أن في تعز اليمنية عيونا تبكي وبطونا جائعة وأطفالا خائفين جداً، ولا يجدون مكانا للنوم بعد قصف منازلهم من المليشيا".

وتعيش المدينة بدون كهرباء منذ 5 أشهر بعد قصف الحوثيين لمحطة كهرباء عصيفرة التي تزود السكان بالطاقة، وتوقفت خدمة الإنترنت، منذ شهرين، بعد قصف مركز الاتصالات بالمدينة.

وقال أكرم الراسني، موظف، لـ"العربي الجديد": "منذ أكثر من ستة أشهر، يعيش أبناء هذه المدينة وضعاً معيشياً صعباً، في ظل انقطاع كامل للتيار الكهربائي وانعدام المشتقات النفطية، ومنع دخول الغاز المنزلي إلى المدينة وارتفاع أسعار المواد الغذائية إن وجدت، وانعدام لكل مقومات الحياة فيها".

ويوضح أن السكان يبحثون عن أسياسيات الحياة، قطرة الماء لم تعد متوفرة، المستشفيات أغلقت أبوابها نتيجة لمنع دخول الأدوية، وانعدام مادة الديزل لتشغيل المولدات الكهربائية وآلاف المرضى مهددون بالموت المحقق، بسبب الحصار الخانق الذي تفرضه نقاط أمنية تابعة لمليشيا ‫الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح.

وعلى الرغم من إعلانهم قبول خطة السلام الأممية وتنفيذ القرار 2216، يستمر قصف الحوثيين للأحياء السكنية في تعز بشكل عشوائي ومكثف.

وأعلنت الحكومة اليمنية، نهاية أغسطس/آب، تعز مدينة منكوبة، نتيجة "للمجازر" التي يتعرض لها المدنيون بشكل شبه يومي على يد المليشيات التابعة لجماعة الحوثي.

ووجهت الحكومة نداءً عاجلاً للمجتمع الدولي، في مقدمته مجلس الأمن، "للتدخل الفوري لإنقاذ المدنيين من حرب الإبادة التي يتعرضون لها على يد هذه المليشيات".

وقال محمد مقبل، طالب جامعي: "لم يكتفوا بحصارنا عن (الماء و الغذاء) الذي بحد ذاته يقتلنا، بل يستمرون في قصف المدنيين بالأحياء السكنية يومياً ويواصلون إرسال المزيد من حقدهم، عبر قذائف الهاوزر وصواريخ الكاتيوشا.

وأعربت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في بيان صحافي، نهاية سبتمبر، عن شعورها بالانزعاج إزاء الارتفاع الحاد في عدد الضحايا المدنيين في تعز في الأسابيع الأخيرة، فضلاً عن الوضع الإنساني غير المحتمل، والذي يزداد سوءاً بسبب تعطيل اللجان الشعبية التابعة للحوثيين طرق الإمداد إلى مدينة تعز.

وأدت المواجهات المسلحة بين الحوثيين والمقاومة إلى إغلاق المحلات التجارية والشركات والمؤسسات وتوقف النشاط التجاري بشكل تام، كما أدى إغلاق البنك المركزي بالمدينة إلى تفاقم معاناة موظفي المدينة الذين لم يحصلوا على رواتبهم منذ شهرين.

وتقول تقارير لمنظمات مدنية، إن مليونين و400 ألف مواطن في محافظة تعز، وسط اليمن، يعانون من انعدام المياه، في حين أن مليونين و700 ألف آخرين بحاجة إلى الرعاية الصحية العاجلة و1.5 مليون مواطن في المحافظة يعانون من انعدام الأمن الغذائي.


اقرأ أيضاً: تعز: نزوح مئات الآلاف.. والحرب تدمّر المنشآت

المساهمون