تمدد كورونا يفاقم خسائر السياحة الروسية

05 فبراير 2020
تزايد الخسائر التي تطاول الشركات السياحية (Getty)
+ الخط -
تتراكم الأزمات التي تواجهها الشركات السياحية الروسية مع تزايد عدد المصابين بفيروس كورونا الجديد وتمدده خارج الحدود الصينية. وتتعرض شركات الطيران والسياحة الروسية إلى خسائر فادحة على إثر إلغاء عشرات آلاف السياح حجوزاتهم إلى الصين، بالتزامن مع قرار وقف حركة الطيران العارض (تشارتر) إلى هذا البلد بشكل كامل، وتعليق نظام إعفاء السياح الصينيين القادمين ضمن مجموعات منظمة من تأشيرات الدخول إلى روسيا.

وقررت الحكومة الروسية تعليق رحلات الطيران العارض إلى الصين اعتبارا من 14 فبراير/شباط الحالي، مع استمرار الرحلات المنتظمة للناقل القومي "أيروفلوت" فقط، بعد أن تم تخصيص مبنى "إف" بمطار "شيريميتييفو" الدولي في ضواحي موسكو لاستقبال الرحلات القادمة من بكين وشنغهاي وغوانزو وهونغ كونغ.

وبحسب تقديرات اتحاد الشركات السياحية الروسية، فإن خسائر شركات السياحة الروسية قد تصل إلى 100 مليون دولار في حال إطالة أمد القيود المفروضة على السياحة والسفر بين روسيا والصين. وما يزيد من خسائر القطاع، هو أن الصين تعد واحدة من الوجهات العشر الرئيسية للسياحة الخارجية الروسية، بينما زار أكثر من 1.3 مليون سائح صيني روسيا خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي.

وفي هذا الإطار، يشير نائب رئيس اتحاد الشركات السياحية الروسية، دميتري غورين، إلى أن شركات السياحة الروسية تواجه في الوقت الحالي ضربتين في آن معا متمثلتين بوقف حركة السياحة الروسية إلى الصين وأيضا تعطل السياحة الصينية الوافدة إلى روسيا، موضحا أن حجم الخسائر سيتحدد حسب فترة استمرار هذا الوضع.

ويقول غورين في حديث لـ"العربي الجديد": "حتى الآن، تم إلغاء حجوزات 33 ألف سائح روسي إلى الصين، كما تمت إعادة 7 آلاف آخرين، وأي سائح يلغي حجزه، يحق له إما استرداد قيمة الرحلة كاملة، وإما اختيار وجهة أخرى. بالإضافة إلى ذلك، لن يحضر إلى روسيا نحو 130 ألف سائح صيني كان من المنتظر قدومهم في فبراير/شباط الجاري".

ووسط بحث اللاعبين في سوق السياحة الروسية عن سبل للحد من خسائر القطاع، أفادت صحيفة "كوميرسانت" الروسية بأن وزير النقل الروسي، يفغيني ديتريخ، لم يستبعد خلال اجتماع انعقد في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي احتمال تقديم موعد استئناف الرحلات المباشرة إلى المنتجعات المصرية إلى ما قبل إبريل/نيسان المقبل، لتعويض خسائر فقدان الصين كوجهة سياحية أساسية.

إلا أن ناطقا رسميا باسم وزارة النقل الروسية نفى في تصريحات أوردتها وكالة "تاس" الرسمية الروسية الاثنين، عزم الوزارة رفع الحظر عن الرحلات إلى منتجعي الغردقة وشرم الشيخ قبل إبريل/نيسان 2020.

وحول الوجهات المتوفرة أمام السياح الروس بعد تعليق الرحلات إلى الصين، يضيف غورين: "تبلغ حصة الصين في السياحة الخارجية الروسية 6 في المائة فقط. سيتم تحويل الطائرات التي أصبحت شاغرة، إلى وجهات شتوية أخرى مثل كوبا والإمارات وبصفة خاصة تايلاند التي باتت فنادقها تقدم تخفيضات تصل إلى 30 و40 في المائة بعد إلغاء حجوزات السياح الصينيين".

ومع إطالة أمد تعليق الرحلات السياحية إلى المنتجعات المصرية منذ تحطم طائرة "أيرباص-321" الروسية في سيناء في نهاية عام 2015، تحولت تايلاند إلى الوجهة الرئيسية للسياحة الروسية في الموسم الشتوي، إذ قارب عدد السياح الروس الذين زاروا تايلاند في كل من العامين الماضي وقبل الماضي، 1.5 مليون سائح سنويا.

وتشير أرقام اتحاد الشركات السياحية الروسية إلى أن ما لا يقل عن 60 في المائة منهم سافروا إلى تايلاند بواسطة شركات السياحة، كما أن البرنامج الشتوي لرحلات الطيران يتسع وحده إلى 735 ألف مقعد.

وتأتي هذه الأزمة مع تأثر الاقتصاد الروسي بتراجع أسعار النفط وارتفاع أسهم التوقعات التي تؤكد على انخفاض الطلب الصيني على النفط خلال المرحلة المقبلة، وسط تدهور الروبل الروسي في تعاملات الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوى منذ قرابة شهرين، إذ بات سعر صرف الدولار يناهز عتبة الـ64 روبلا تحت وطأة انخفاض أسعار النفط العالمية إلى ما دون الـ60 دولارا للبرميل وتمدد فيروس كورونا الجديد وتأثيره سلبا على الاقتصاد الصيني.
المساهمون