الدور على من؟

09 نوفمبر 2015
صلاح دياب لحظة القبض عليه (فيسبوك)
+ الخط -
لم يعد السؤال المطروح في مصر الآن وسط مجتمع رجال الأعمال وكبار المستثمرين هو: ما الخطوة المقبلة التي سيقدم عليها النظام لتشجيع مناخ الاستثمار في البلاد، وتوفير الغاز والدولار للمصانع المتعثرة والمغلقة، وإعادة الاستثمارات والأموال الهاربة بسبب زيادة المخاطر؟

بل بات السؤال هو: من عليه الدور من كبار رجال الأعمال، ومن التالي في مسلسل إلقاء أجهزة الأمن القبض عليه وفتح جهات التحقيق ملفاته؟ وهل سيستمر هذا المسلسل أم يغلق في القريب العاجل؟ وهل صحيح أن الدور على نجيب ساويرس؟

السؤال بالطبع يأتي على خلفية إلقاء القبض على واحد من أبرز رجال الأعمال المصريين، وهو صلاح دياب، مؤسس ومالك صحيفة "المصري اليوم"، كما يأتي عقب عدة ممارسات تم اتخاذها من قبل السلطة الحاكمة مؤخرا ضد عدد من كبار المستثمرين، مثل صفوان ثابت، الذي تم التحفظ على أمواله، وفريد خميس المتهم في قضية احتكار، وسليمان عامر الذي تم منعه من السفر للخارج على خلفية قضية فساد وزارة الزراعة، علما بأن كل هؤلاء محسوبون على النظام الحالي.
لقد توقفت كثيرا أمام خبر إلقاء القبض على صلاح دياب فجر أول من أمس، ونشر صورة مهينة له، فالرجل ابن النظام الحالي والسابق والداعم القوي لنظام 30 يونيو، وأحد رجال الأعمال المعروفين الذي يمتلك استثمارات ضخمة وبمليارات الدولارات في قطاعات مختلفة وحيوية، مثل الزراعة والبترول والأغذية والإعلام. 
وتوقفي الأكثر كان أمام أمرين، الأول هو الصورة التي تم التقاطها لصلاح دياب عقب القبض عليه فجراً، وهو مكبل بالقيود الحديدية، ويقف وحيداً في الشارع وخلفه مدرعة للشرطة، والامر الثاني هو نوعية التهمتين الموجهتين لرجل الأعمال، فهناك جريمة تتعلق بحيازة أسلحة بدون ترخيص، والمعروف للقاصي والداني أن كل رجال أعمال مصر يمتلكون أسلحة بدون ترخيص، خاصة في المصانع والمزارع المملوكة لهم، وتهمة تتعلق بقضية أرض المجمع السكني الفاخر "نيو جيزة" وأرض المجمع السكني "صن ست" والمتورط فيها 13 رجل أعمال آخرين، علماً بأن هذه القضية كانت مخبأة في الأدراج منذ مايو/أيار 2011 وبدأ التحقيق فيها في أعقاب اﻹطاحة بالرئيس بالمخلوع حسني مبارك ثم عادت للأدراج على مدى السنوات الخمس الماضية.
في ظل غياب المعلومات، فإننا لا نستطيع أن نجزم بالأسباب الحقيقية للقبض على صلاح دياب أو التأثيرات المتوقعة للقرار، وما إذا كان القرار مرتبطاً بمعالجة صحيفته للشأن السياسي والاقتصادي بالبلاد، كما يقال، أم أن هناك أسباباً أخرى ترتبط بعلاقة دياب بالأمريكان؟

لكن ما أستطيع قوله هو إن هناك اضطراباً وقلقاً شديداً بين مجتمع كبار المستثمرين لأسباب تعود لقوة صلاح دياب الاقتصادية وقربه من النظام الحالي وتخوف رجال الاعمال من تكرار السيناريو معهم، وهذه الحالة تزيد الأمور تعقيدا داخل الوسط الاقتصادي.

اقرأ أيضا: البورصة المصرية تجمد أرصدة صلاح دياب ومحمود الجمال

المساهمون