قال مسؤول باكستاني كبير، اليوم الجمعة، إن قطر تتصدر متنافسين على صفقة طويلة الأجل لتوريد غاز إلى باكستان، مع اتجاه حكومة رئيس الوزراء عمران خان لاتخاذ قرار بشأن إبرام اتفاق في الأسابيع المقبلة.
وينفد الغاز المحلي من باكستان، التي يبلغ تعداد سكانها 208 ملايين نسمة، وتحولت البلاد إلى الاستيراد لتخفيف نقص مزمن للطاقة يعرقل اقتصاد باكستان وأدى إلى انقطاعات للكهرباء على مدى عشر سنوات.
وأصبحت قطر بالفعل أكبر مورد للغاز إلى باكستان، بعد أن وقعت اتفاقا مدته 15 عاما لتصدير ما يصل إلى 3.75 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا إلى باكستان. وزود الاتفاق المُبرم في عام 2016 باكستان بأول مرفأ للغاز الطبيعي المسال.
وتسعى قطر إلى زيادة قدراتها الإنتاجية والتصديرية للغاز خلال السنوات المقبلة بحسب خطط حكومية مبرمجة، وأطلقت "قطر للبترول"، أخيراً، دعوات لتقديم عطاءات لحجز سعة في عدد من أحواض بناء السفن لبناء ناقلات الغاز الطبيعي المسال لمشروع توسعة حقل الشمال الذي سيرفع طاقة إنتاج قطر من الغاز الطبيعي المسال من 77 مليون طن سنوياً إلى 110 ملايين طن سنوياً بحلول العام 2024.
وتعمل قطر بوصفها أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال، على تعزيز قدراتها حول العالم، وهذا يشمل إضافة 16 مليون طن في العام من مشروع غولدن باس لتصدير الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة مع شريك قطر للبترول الاستراتيجي إكسون موبيل.
ومن جانب ثان، وبعد أن أصبحت من أسرع أسواق الغاز الطبيعي المسال نموا في العالم، تتطلع باكستان إلى إبرام عقود إمدادات طويلة الأجل لثاني مرفأ للغاز الطبيعي المسال لديها، والذي بمقدوره استقبال 600 مليون قدم مكعبة يوميا من الغاز الطبيعي.
ووقعت باكستان بالفعل اتفاق استيراد مدته خمس سنوات مع جانفور لتجارة السلع الأولية واتفاقا مدته 15 عاما مع إيني الإيطالية، لكنها تسعى لإبرام اتفاقات طويلة الأجل تتعلق بنحو 400 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميا.
وتجري باكستان مفاوضات مع ثماني دول وقعت معها اتفاقات حكومية في السنوات الأخيرة، بما في ذلك قطر وروسيا وتركيا وإيطاليا وسلطنة عمان وأذربيجان وماليزيا وإندونيسيا. وأبدى وفد سعودي يمثل أرامكو السعودية المملوكة للدولة اهتماما بصفقة غاز.
وأبلغ المسؤول الباكستاني الكبير رويترز أن شركة قطر غاز التي تديرها الدولة قدمت أقل عرض لعقد توريد غاز طبيعي مسال طويل الأجل والذي يتضمن مراجعة للأسعار بعد خمس أو عشر سنوات.
وقال المسؤول: "قطر قدمت أقل سعر"، وامتنع عن الإفصاح عن كمية الغاز الطبيعي المسال أو السعر الذي عرضته قطر.
وقال إن من المتوقع أن تتخذ الحكومة الباكستانية قرارا، في الأسبوع أو الأسبوعين المقبلين، بشأن ما إذا كانت ستمضي قدما في اتفاق حكومي، كما ستتخذ حينئذ قرارا بشأن الحجم.
وكان مسؤولون قالوا إن من المرجح للغاية أن تتجه باكستان التي تعاني من أزمة سيولة لقبول عرض أقل الموردين سعرا، أي قطر، في هذه الحالة. لكن الحكومة قد تختار أسعارا أعلى تكلفة لتعزيز علاقاتها مع دولة سيقع عليها الاختيار.
وقال المسؤول الكبير إن حكومة خان ربما تختار أيضا طرح عطاء مفتوح للاتفاقات الطويلة الأجل. لكن بعض مسؤولي قطاع الطاقة يعتقدون أن الاتفاقات المباشرة المُبرمة بين حكومتين قد تقدم أسعارا أقل من العطاءات.
وأضاف المسؤول الباكستاني أن أرامكو السعودية ربما توقع اتفاق توريد طويل الأجل مع باكستان، ومن المحتمل أن تقدم أيضا جزءا من الكمية البالغة 400 مليون قدم مكعبة يوميا المتاحة للمرفأ الثاني.
(رويترز، العربي الجديد)