بدأ العدّ التنازلي للتوصل إلى اتفاق تجاري بين واشنطن وبكين، في ظل تجاهلهما الأمور الدبلوماسية التي من المحتمل أن تقوّض نتائج مفاوضاتهما الحساسة.
يقول خبير التجارة الدولية في مجلس العلاقات الخارجية الأميركي، ادوارد ألدن "أعتقد أن الولايات المتحدة والصين دخلتا أخيراً في مرحلة جدية من المفاوضات".
ويرى وفقا لوكالة "فرانس برس" أنه حصل "تقدم أساسي في أسبوعين أكثر مما حصل في سنتين" من ولاية دونالد ترامب الرئاسية، لكنه يتوقع التوصل في أحسن الأحوال إلى "اتفاق جزئي" مع بعض الالتزامات من جانب الصين".
وتمثل بعض القضايا ذات الطابع السياسي والدبلوماسي عائقا أمام تحقيق تقدم في الملف التجاري، فبالإضافة إلى ملف هواوي، تتهم السلطات الأميركية الصين بشنّ هجمات إلكترونية على الأراضي الأميركية، واتهمتها أيضاً مؤخراً بقرصنة قاعدة بيانات تابعة لعملاق الفنادق "ماريوت".
وحتى الآن، يظهر الرئيسان الأميركي والصيني على أنهما لا يمزجان بين المفاوضات التجارية والخلافات الدبلوماسية، لكن هل هذا الموقف قابل للاستمرار؟ يرى ألدن أن في قضية هواوي، "سيكون على الولايات المتحدة أن تقرر ما إذا كانت تدعم كندا" حليفتها التاريخية. الأمر الذي قد يثير غضب بكين.
ويتوافق الخبراء على أن إجراء محادثات جدية والقيام بخطوات للتهدئة لا يعنيان توقيع اتفاق بحلول الأول من آذار/مارس، إذ إن التحديات كبيرة وضمن مهلة قصيرة.
وذكّر بيتر نافارو، مستشار ترامب التجاري المعادي للصين علناً بأن "الأمر الأهمّ الذي يقف خلف الوصول إلى السوق هو (تغييرات) هيكلية"، كما لا يكفّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن التنديد بتبادلات تجارية غير متوازنة بسبب الممارسات التجارية "غير العادلة" مثل نقل تكنولوجيا الشركات الأميركية عنوةً مقابل الوصول إلى السوق الصينية أو المساعدات المقدمة إلى الشركات الحكومية.
وحتى الساعة، لم يتم تحقيق أي هدف كمّي في حين يطلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من بكين في الربيع تخفيض العجز التجاري الأميركي مئتي مليار دولار.
واعتبر ترامب الجمعة الماضية أنه قد يتمّ التوصل إلى "اتفاق كبير، بسرعة"، مبررا ذلك بتباطؤ اقتصاد العملاق الآسيوي جراء الرسوم الجمركية الأميركية العقابية.
ومنذ أسبوعين فقط، أعلن ترامب ونظيره الصيني تشي جين بينغ، هدنة في الحرب التجارية التي يخوضانها منذ أشهر عدة، حيث وافق ترامب على مهلة تسعين يوماً قبل فرض رسوم جمركية على 200 مليار دولار من البضائع الصينية، التي كان من المفترض أن تُطبق في الأول من يناير/ كانون الثاني.
كما كثفت السلطات الصينية التدابير التي يُفترض أن تهدئ غضب واشنطن، فبعد أن علقت الرسوم الجمركية الإضافية المفروضة على السيارات وقطع الغيار المستوردة من الولايات المتحدة واستعادت شراء كميات كبيرة من فول الصويا الأميركي، قالت أيضاً إنها مستعدة للتفاوض على أراضيها وكذلك على الأراضي الأميركية.
(فرانس برس، العربي الجديد)