شراء الوجبات عبر الإنترنت في غزة

ينهمك سامي أبو شمالة، في متابعة مشروعه الجديد الذي أطلقه عبر موقع إلكتروني خاص، سماه "nocallfood" جَمع فيه مطاعم قطاع غزة، قاصدًا من خلاله شكلًا جديدًا لخدمات التوصيل السريع "دليفري".
وهذا المشروع هو الأول من نوعه في القطاع المحاصر إسرائيليًا منذ عشر سنوات.
أبو شمالة، الحاصل على شهادة الدكتوراه في الإدارة المالية من جامعة العلوم الماليزية، ويعمل رئيسًا لقسم البحث العلمي في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية بغزة، أوضح أن فكرة المشروع تكونت من تجارب السفر التي حظي بها على مدار سنواته الدراسية، إذ إنها مُطبقة في دول الخليج العربي وتركيا.

ويضيف المُحاضر في الكلية الجامعية لـ"العربي الجديد"، أنه خلال البحث أكثر عن الفكرة الريادية، تبين له أن المشروع مُطبق أيضًا في الضفة المحتلة ومصر، وكان لا بد أن تُطبق الفكرة بغزة، خاصة مع انتشار خدمات التوصيل السريع عبر الهاتف، دونما وجود موقع إلكتروني يُطور من تلك الخدمة.
ويتابع أن الموقع الذي تم إنشاؤه من قبل مبرمجين وبإشراف شركة استشارية، يعمل بصورة أوضح إلكترونيًا من خدمات التوصيل السريع المعتادة عبر الهاتف، بحيث يساعد الزبائن على تفحص مكونات الوجبات وأشكالها وأسعارها ومدة تحضيرها وإيصالها قبيل تأكيد رغبتهم بالحصول عليها.

وتعتمد آلية عمل الموقع على تسجيل الدخول الآمن، إذ تتبع طريقة التسجيل عبر كود تحقق يصل إلى هواتف المشتركين، لتأكيد هوية المشترك، تمكنه بعدها من اختيار صنف الطعام المختلف من أكلات وحلويات ومكسرات، وتحديد المطعم الذي يريده، وتصفح الوجبات التي يرغب بتناولها.
ويشير صاحب الفكرة إلى أن المشروع واجه صعوبة في البداية بإقناع المطاعم بفكرة المشروع، مُرجعة ذلك إلى انقطاع التيار الكهربائي باستمرار، وعدم قدرتها على توفير شخص يُتابع الطلبيات إلكترونيًا.

ويقول أبو شمالة، "واجهنا كذلك مشاكل برمجية تختص بالدخول الآمن للموقع، تم التغلب عليها حديثًا، وعوائق أخرى في ضعف توفر الكهرباء والإنترنت في بعض المطاعم بشكل متواصل، إضافة إلى الصعوبة في تغطية جميع محافظات القطاع من رفح جنوبًا، حتى بيت حانون شمالًا".
ويبين أنّ فكرة الموقع تتغلب على مشاكل الاتصال المعتادة في طلبيات المطاعم، من سوء فهم للوجبة المطلوبة أو جهل الزبائن بمكوناتها وأسعارها، والبُعد عن عنصر المفاجأة الذي قد يُنفر الزبون منها، ومن هنا جاء مسمى الموقع الذي يهدف إلى "طلب طعام دون اتصال".

ويهدف المشروع إلى تلبية رغبات الزبائن من الطبقات المتوسطة وما دون، والذي يتيح لهم الموقع معرفة العروض التي تقدمها المطاعم وأسعار الوجبات، والتي من شأنها مساعدتهم على طلب ما يحتاجونه وضمن قدراتهم المادية، إضافةً إلى خدمة تقييم الوجبة بعد الحصول عليها.
ويوضح أبو شمالة أن غالبية المطاعم المشتركة بالموقع، هي من تتحكم بمتابعة الطلبات المرسلة إليهم من الزبائن عبر لوحة إلكترونية خاصة بهم، فيما يقوم فريق عمل الموقع بمتابعة باقي الطلبيات، وإرسالها للمطاعم المختارة، من باب الحرص على تنفيذ جميع ما يطلبه الزبائن المشاركون بالموقع.

وعن أسعار الوجبات والعروض المقدمة، يبين أبو شمالة أنها هي نفسها أسعار الوجبات الطبيعية في المطاعم، مشيرًا إلى أن الموقع استقبل خلال أربعة أيام من افتتاحه ما يقارب 150 طلبًا من الغزيّين.
وساهم الموقع (المشروع) في توفير فُرص عمل محدودة لنحو 20 شخصًا، موزعين على الشركات المشاركة فيه.
ويطمح أبو شمالة إلى التوسع الجغرافي في كل المناطق الفلسطينية، بحيث يشمل الموقع مناطق الضفة المحتلة والأراضي المحتلة عام 1948، ليكون الموقع متوفرًا في كل فلسطين.