قالت مسؤولة أممية إن ملايين اليمنيين من الفقراء والمعدمين باتوا مهددين بالجوع نتيجة الارتفاع القياسي لأسعار السلع، على خلفية التضخم الناتج عن الانهيار المتسارع في قيمة العملة المحلية، فيما تشهد مدن يمنية تظاهرات منذ أيام، احتجاجاً على الغلاء المعيشي.
وأكدت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، ليز غراندي، اليوم الجمعة، أن "المعدمين في اليمن باتوا عاجزين عن شراء الطعام نتيجة ارتفاع أسعار السلع"، وحذرت من أن أزمة العملة تدفع ملايين اليمنيين خطوة إضافية نحو المجاعة.
وقالت غراندي، في بيان اطلع عليه "العربي الجديد": "عندما ترتفع أسعار القمح أو زيت الطهي أو الحليب في الأسواق المحلية، حتى ولو بزيادة بسيطة، فسيصبح التأثير كارثياً وفورياً. كما أن الأسر التي كانت بالكاد تستطيع شراء ما تحتاج إليه، أصبحت فجأة غير قادرة على ذلك."
وارتفعت أسعار السلع الأساسية بشكل حاد في الأسابيع الأربعة الماضية، بسبب الانخفاض السريع في قيمة الريال اليمني، كما ارتفعت تكلفة الحد الأدنى لسلة المواد الغذائية للأسرة في الشهر الماضي بنسبة 11%، بحسب المسؤولة الأممية
وتعاني العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظات أخرى عدة أزمة خانقة في الوقود وغاز الطهي، وأشارت غراندي إلى أن أسعار الديزل ارتفعت بنسبة 45% وأسعار غاز الطهي بنسبة تصل إلى 200% في المناطق المتضررة بشدة.
وأوضحت منسقة الشؤون الإنسانية أن ما يقرب من 8 ملايين شخص يعانون من شدّة الجوع ويحصلون على مساعدات غذائية شهرية.
وقالت "إذا استمرت قيمة الريال اليمني في الانخفاض، فإن 3.5 – 4 ملايين شخص يمني آخرين سيقعون في ظروف ما قبل المجاعة".
ودعت غراندي إلى التحرك لإنقاذ العملة اليمنية، مضيفةً "أصبح الوضع المعيشي للناس في اليمن لا يطاق فعلاً، وسوف نصل إلى نقطة اللا عودة ما لم يتم القيام بشيء لإنقاذ الريال اليمني".
وتشهد مدن يمنية احتجاجات مستمرة على الأوضاع الاقتصادية، وأطلق ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي دعوات لتظاهرات حاشدة في مختلف المدن اليمنية، غداً السبت، للمطالبة بإنقاذ العملة المحلية ووضع حد لارتفاع أسعار السلع.
ويعاني الريال اليمني من النزيف المستمر، وهبطت أسعار العملة المحلية على نحو حاد مقابل العملات الأجنبية، منذ نهاية أغسطس/ آب الماضي، ووصل سعر الدولار الواحد إلى نحو 880 ريال خلال الأسبوع الماضي، مقارنة بنحو 513 ريالاً في منتصف الشهر الماضي.