في تغريدة مفاجئة ولأول مرة، هاجم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء، رئيس المركزي الأوروبي، ماريو دراغي، واصفاً إياه بأنه يتلاعب بسعر صرف اليورو.
وقال ترامب في التغريدة "ماريو دراغي أعلن عن المزيد من التيسير الكمي، وبالتالي تراجع فوراً سعر صرف اليورو مقابل الدولار. لقد أفلتوا من العقاب لسنوات مع الصين وآخرين".
ويشير ترامب في هذه التغريدة إلى أن المركزي الأوروبي يستخدم آلية خفض سعر صرف اليورو لأجل زيادة تنافسية البضائع الأوروبية في أميركا وبلدان أخرى.
وتواجه أوروبا، خاصة ألمانيا الاقتصاد الأكبر بمنطقة اليورو هجوماً من ترامب بسبب الفائض التجاري مع أميركا، وهدد الرئيس الأميركي مرات بفرض رسوم على السيارات الأوروبية.
وحسب رويترز، هبط سعر صرف اليورو مقابل الدولار الثلاثاء، متخلياً عن المكاسب التي كان قد حققها في وقت سابق، وذلك بعدما أقر رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي بتباطؤ النمو في المنطقة.
وكانت العملة الأوروبية قد ارتفعت في وقت سابق بدعم من أنباء عن أن إيطاليا قد تخفض عجز الميزانية المستهدف لاسترضاء الاتحاد الأوروبي. ولكنها عادت للتراجع أمام الدولار بنحو 0.3 % إلى 1.1187 دولار لتمنح ترامب الفرصة للهجوم على دراغي.
وقال دراغي مساء الإثنين، إن خفض الفائدة على اليورو أو قيام البنك المركزي الأوروبي بشراء المزيد من سندات الدين بدول منطقة اليورو قد يكون جزءاً من المعالجات التي سيتخذها المصرف لتلافي وقوع اقتصادات المنطقة في شرك الركود الاقتصادي.
وفي أعقاب هذه التصريحات انخفض سعر صرف اليورو وكذلك تراجع العائد على السندات الألمانية، التي تعد المقياس لباقي السندات بمنطقة اليورو.
وربما ستسعد هذه التغريدة رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي "البنك المركزي الأميركي"، جيروم باول، الذي كان في السابق يتلقى وحده هجمات ترامب الشرسة، حيث يشاركه الآن دراغي الانتقاد.
وتعاني الاقتصادات الرئيسية بمنطقة اليورو مجموعة من التحديات، فهنالك تدهور لمعنويات المستثمرين في ألمانيا، ومشكلة ديون في فرنسا، وسط الخسائر المتواصلة التي تكبدها الاقتصاد الفرنسي بسبب احتجاجات "السترات الصفراء".
وتواصل الاحتجاجات تداعياتها على الدخل السياحي ومبيعات الكريسماس في باريس ومدن مهمة في الجنوب الفرنسي.
كما يعاني الاقتصاد الإيطالي من أزمة المصارف وارتفاع الديون وزيادة العجز في الميزانية. وهذه هي الدول ذات الاقتصادات الكبرى في منطقة اليورو.
وعلى صعيد الاقتصادات الصغرى والمتوسطة، هنالك أزمة سياسية تهدد بتفتت إسبانيا، ولا تزال اليونان تعاني من ارتفاع البطالة والديون بعد حزمة إنقاذ ضخمة صرفت لها لتخليصها من الإفلاس.
وكشفت بيانات صادرة عن "يوروستات" اليوم الثلاثاء، أن مؤشر أسعار المستهلكين داخل منطقة اليورو زاد بنحو 1.2% في مايو/أيار وفقاً للتوقعات وبيانات القراءة الأولى، مقابل ارتفاع بنسبة 1.7% في أبريل/نيسان.
وأوضحت البيانات أن معدل التضخم الأساسي الذي يستثني الغذاء والتبغ والكحوليات زاد بنسبة 0.8% في الشهر الماضي، وهي وتيرة أقل من الشهر السابق له عند 1.3%.
وأشارت البيانات إلى أن أسعار الطاقة زادت بنحو 3.8% في مايو/أيار، مقابل ارتفاع بنسبة 5.3 % في أبريل/نيسان. كما أظهرت البيانات نمو مؤشر الخدمات داخل منطقة اليورو بنحو 1 بالمئة في الشهر الماضي، مقابل 1.9 بالمئة خلال أبريل/نيسان.
على صعيد المعنويات، أظهر مسح نشرت نتائجه الثلاثاء، أن معنويات المستثمرين الألمان تدهورت بشدة في يونيو/حزيران، وأشار معهد "زد.إي.دبليو" للأبحاث إلى بيانات اقتصادية ضعيفة صدرت في الآونة الأخيرة، وتصاعد النزاع التجاري بين الصين والولايات المتحدة.
وقال زد.إي.دبليو إن مسحه الشهري أظهر هبوط مؤشر المعنويات الاقتصادية لدى المستثمرين انخفضت إلى -21.1 في يونيو من -2.1 في مايو/أيار. وكان خبراء الاقتصاد توقعوا انخفاض القراءة إلى "-5.9".
وتراجع مؤشر منفصل يقيس تقييم المستثمرين للأوضاع الاقتصادية الراهنة إلى 7.8 من 8.2 في الشهر السابق.
وتوقعت الأسواق قراءة أقل قليلا عند 6.0. وأثار تباطؤ النمو العالمي توقعات بأن مجلس الاحتياط الفدرالي قد يوقف دورة تشديد السياسة النقدية في وقت أقرب مما كان متوقعاً في السابق.