تردي المعيشة يبعد المصريين عن الانتخابات

23 نوفمبر 2015
ارتفاع كبير في أسعار السلع (فرانس برس)
+ الخط -
أكد محللون أن السبب الرئيسي في إحجام المصريين عن الانتخابات البرلمانية، يرجع إلى انشغالهم بالأزمات الاقتصادية والمعيشية. وبدأت المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية، أمس، في 13 محافظة، ومن المقرر أن تنتهي اليوم، في حين أجريت انتخابات المرحلة الأولى في 14 محافظة الشهر الماضي، في ظل إقبال ضعيف.

وأدت الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد إلى اتجاه الحكومة لإلغاء تدريجي للدعم خلال العامين الماضيين، ما تسبب في ارتفاع كبير في الأسعار وتفاقم المشاكل المعيشية، ما أبعد المواطنين عن المشاركة السياسية، حسب محللين.

وقال تاجر ملابس بوسط البلد، فاضل عبد الستار، إن الانتخابات البرلمانية لا تشغل إلا المرشحين فيها فقط، وأن الناس لا يشغلها سوى ارتفاع الأسعار، وكيفية تدبير أمورها، خاصة بعد الارتفاع الكبير جدا لأسعار جميع السلع بسبب زيادة أسعار الدولار.

وارتفع سعر العملة الأميركية إلى 7.83 جنيهات رسمياً، مقارنة بنحو 7.15 جنيهات في بداية العام الجاري، في حين يصل سعره في السوق السوداء إلى أكثر من 8.50 جنيهات، كما يشهد المعروض من الدولار نقصاً حاداً في المصارف وشركات الصرافة.

اقرأ أيضا: انتخابات مصر: مواطن يشكو وفاته وأصوات بأسعار متفاوتة

ولفت عبد الستار، النظر إلى أن إعلان الحكومة خفض الأسعار لم يشعر به المواطن، وما زالت محلات التجزئة تبيع بنفس الأسعار المرتفعة.

وقال نائب رئيس شعبة المواد الغذائية بالغرفة التجارية، عماد عابدين، لـ"العربي الجديد"، إن مبادرة الحكومة بخفض الأسعار لم تنجح، نتيجة لعدم امتلاكها منافذ كافية لطرح منتجاتها المدعمة، خاصة أن عدد المجمعات الاستهلاكية على مستوى الجمهورية نحو أربعة آلاف مجمع لا تكفي العاصمة القاهرة وحدها. وأشار عابدين إلى أن المبيعات تراجعت بنسبة 40 % نتيجة ارتفاع أسعار السلع وضعف القوة الشرائية للجنيه بعد ارتفاع أسعار الدولار.

وقال المواطن محمد نجار، من حي العمرانية بالجيزة (غرب القاهرة)، لـ"العربي الجديد"، إن الانتخابات لا تخصني في شيء، لأن ما يشغلني هو توفير لقمة العيش لأولادي. وأضاف، أن "المرشحين في الانتخابات الحالية لا يهتمون بتقديم أي خدمات للمواطنين، ولم تشهد المرحلة الأولى أي إقبال يذكر".

اقرأ أيضا: الانتخابات المصرية: التصويت بالخارج "صفر" في بعض الدول

وأكدت ربة منزلة، رباب شادي، أن ما يشغلها هو عدم قدرة الحكومة السيطرة على الأسعار التي ارتفعت بشكل يفوق إمكانات الأسر الفقيرة ومتوسطة الدخل. وأوضحت شادي، التي يعمل زوجها سائق سيارة أجرة، ويعول أسرة مكونة من 6 أفراد، أن أقل وجبة غداء يبلغ سعرها نحو 40 جنيها (5 دولارات) وإجمالي مصروف المنزل في اليوم الواحد لا يقل 150 جنيها (19 دولارا) على الأقل، بالإضافة إلى مصاريف المدارس.

اقرأ أيضا: عمّال مصر لا يرون بصيص أمل في انتخابات البرلمان
المساهمون