تخفيضات الإنتاج تصعد بسعر النفط الأميركي لأعلى مستوى منذ 2014

10 يناير 2018
ارتفاع أسعار النفط (كيث وود/Getty)
+ الخط -


صعدت أسعار خام النفط الأميركي، اليوم الأربعاء، لأعلى مستوى منذ عام 2014، وهو العام الذي شهد بداية موجة انخفاضات حادة في الأسعار لا تزال تعاني منها أسواق النفط حتى اليوم.

وجاء الصعود في سعر النفط الأميركي بدعم استمرار تخفيضات الإنتاج التي تطبقها منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وكذلك قوة الطلب، وحذر محللون من أن الأسواق قد تشهد نموا محموما في الأسعار.

وعززت قوة الأسواق العالمية عموما بما في ذلك أسواق الأسهم الاستثمار في العقود الآجلة للنفط. وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.8% بما يعادل 48 سنتا إلى 63.42 دولارا للبرميل في التعاملات الصباحية أمس.

وكانت الأسعار صعدت في وقت سابق من الجلسة إلى 63.53 دولارا للبرميل وهو أعلى مستوى منذ التاسع من ديسمبر/ كانون الأول 2014. وسجلت العقود الآجلة لخام برنت 69.11 دولارا للبرميل بزيادة 29 سنتا أو 0.4% عن التسوية السابقة.

ولامس برنت 69.29 دولارا للبرميل في أواخر معاملات يوم الثلاثاء وهو أعلى مستوى منذ مايو/ أيار 2015.

ورفع بنك "غولدمان ساكس" الاستثماري الأميركي، في تقرير سابق، توقعاته لأسعار النفط في عام 2018، قائلًا إن التزام منظمة أوبك وحلفائها القوي باتفاق خفض الإنتاج سيعمل على امتصاص المزيد من المخزونات ورفع الأسعار خلال 2018.

وتخفض أوبك الإنتاج بنحو 1.2 مليون برميل يوميا في إطار اتفاق مع روسيا ومنتجين آخرين غير أعضاء في المنظمة، ويستمر الاتفاق حتى نهاية 2018.

وحسب مسح حديث زاد مستوى الالتزام باتفاق خفض إمدادات النفط في ديسمبر/كانون الأول الماضي بفعل المزيد من التراجع في إنتاج فنزويلا وتخفيضات إضافية من دول خليجية مصدرة للخام، وهو ما يظهر التزاما قويا بالاتفاق على الرغم من ارتفاع الأسعار.

وأظهر المسح الذي أجرته "رويترز" أن نسبة الالتزام بالتخفيضات ارتفعت إلى 128% في ديسمبر/كانون الأول الماضي، من 125% في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. 

من جانبه، قال وزير الداخلية الأميركي، رايان زينكي، إن إدارة الرئيس دونالد ترامب لن تسمح بالتنقيب عن النفط والغاز قبالة سواحل ولاية فلوريدا بعد مناشدة من حاكم الولاية.

وقال زينكي في بيان اليوم "أدعم موقف الحاكم بأن فلوريدا متميزة وتعتمد سواحلها بكثافة على السياحة كمحرك اقتصادي. ونتيجة لنقاش مع الحاكم (ريك) سكوت وإدارته أشطب فلوريدا من خطط أي منصات نفط وغاز جديدة".

كانت إدارة ترامب اقترحت في الأسبوع الماضي فتح جميع المناطق البحرية المواجهة للسواحل الأميركية للتنقيب عن النفط والغاز في خطوة تهدف لتعزيز إنتاج الطاقة المحلي لكنها أثارت احتجاجات من الولايات الساحلية والمدافعين عن البيئة وقطاع السياحة.

ويلغي قرار الإدارة الأميركية الذي صدر أمس الثلاثاء، من الاعتبار قطاعاً من خليج المكسيك شرق الولايات المتحدة، وهو منطقة قالت شركات التنقيب عن النفط إنها مهتمة باستكشافها لكن ليس بأكملها.

في تطور أخر، أعلنت وزارة النفط والغاز العمانية، اليوم الأربعاء، أن العاصمة مسقط ستستضيف الاجتماع السابع للجنة الوزارية المشتركة لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" والمنتجين غير الأعضاء في 21 يناير/ كانون ثاني الجاري.

جاء ذلك، في تغريدة نشرتها وزارة النفط والغاز في سلطنة عٌمان اليوم، على حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "توتير".

ويعد هذا الاجتماع الوزاري، الأول خلال العام الجاري 2018، ما يمهد الطريق لمزيد من التعاون بين الدول الأعضاء في "أوبك" وخارجها في العام الجديد.

وبدأ الأعضاء في "أوبك" ومنتجون مستقلون بقيادة روسيا، مطلع 2017، خفض الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يوميا، لمدة 6 شهور، ثم تم التمديد حتى نهاية مارس/ آذار 2018.

واتفقت منظمة الدول المصدرة للبترول في 30 نوفمبر/ تشرين ثاني 2017، على تمديد خفض إنتاج النفط 9 أشهر إضافية تنتهي في ديسمبر/ كانون أول 2018، وسط خطوات تنفذها المنظمة ومنتجون مستقلون لخفض مخزونات النفط.

من جهته، وصف الخبير النفطي، أحمد حسن كرم، الاجتماع بأنه تشاوري تنسيقي لمراجعة قرار خفض الإنتاج ومدى تأثيره على أسعار النفط المرجوة.

وأضاف "كرم" في اتصال مع "الأناضول" من الكويت "من غير المتوقع أن يكون هناك قرارات هامة ومؤثرة في هذا الاجتماع".

وتابع "الاجتماع ربما يقوم بمناقشة الاضطرابات في إيران وتأثيرها على أسعار النفط، ولكن لن يتم اتخاذ أي قرار في هذا الشأن".


(العربي الجديد، رويترز)

المساهمون