انتعاش مبيعات المتاجر في أعياد الميلاد ببريطانيا وأميركا

لندن

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
26 ديسمبر 2019
63921B08-D3A5-4EAC-BD57-E6DABBBC3F19
+ الخط -

تحل مواسم أعياد الميلاد ورأس السنة هذا العام بمجموعة من البشائر للأسواق، بعد فترات من الاضطرابات المالية والاقتصادية عاشها العالم في العديد من أنحاء العالم، وكادت أن تقود إلى أزمة مالية جديدة.

وحتى الآن يبشر العام الجديد، وفقاً لتوقعات العديد من المصارف وبيوت الخبرة العالمية، أن يكون 2020 عام رخاء وانتعاش في العديد من دول الاقتصادات الكبرى، وربما تختفي فيه التوترات التجارية وتعود الثقة إلى الأفراد والعائلات للإنفاق، وترتفع فيه القدرة الشرائية للمتسوقين وتزداد تبعاً لذلك المبيعات والوظائف الجديدة. 

في بريطانيا، من المتوقع أن تتمكن الحكومة البريطانية من حسم موضوع الخروج من الاتحاد الأوروبي "البريكست" بنهاية شهر يناير/كانون الثاني المقبل.

وفي أميركا، من المتوقع أن يعود الهدوء التجاري بين بكين وواشنطن بعد الاتفاق التجاري الأولي بين الصين وأميركا والمقرر التوقيع عليه خلال الفترة المقبلة.

وعلى صعيد أسواق المال، بدأت الثقة تعود للمستثمرين في البورصات العالمية التي أغلق معظمها عشية عيد الميلاد على ارتفاع كبير، وسط بشائر بارتفاعات قياسية في أسعار الأسهم في عام 2020. وهذه الثقة الاستثمارية التي تعود بعد شهور من الاضطرابات في الأسواق، تعد مهمة للقوة الشرائية في مواسم الأعياد التي عادة ما تنتعش فيها  مبيعات المتاجر.
على صعيد مبيعات الكريسماس وإنفاق المستهلكين في أنحاء العالم خلال موسم العام الجاري، تشير بيانات مراكز التسوق إلى أن الإنفاق شهد ارتفاعاً في أميركا وبريطانيا، ولكن الاحتجاجات العمالية وإضرابات النقابات ضربت الموسم في فرنسا، حيث شلّت الإضرابات وحركة النقل موسم التسوق في متاجر باريس الرئيسية.

الولايات المتحدة

شهدت حركة التسوق في أميركا، حتى الآن، ارتفاعاً ملحوظاً. ومن المتوقع أن تستفيد المتاجر والاقتصاد من الثقة الاستهلاكية لدى المواطن الأميركي، خلال موسم أعياد الكريسماس ورأس السنة. وحسب تقديرات متخصصة، من المتوقع أن يزداد إنفاق المواطن الأميركي بنسبة 5.0% خلال الموسم الحالي، مقارنة بالمواسم السابقة.

ويقدّر الاتحاد الفدرالي لتجار القطع في الولايات المتحدة أن ينفق المواطن الأميركي في المتوسط نحو 1050 دولارا في موسم أعياد الكريسماس ورأس السنة هذا العام.

ويشمل هذا الرقم الهدايا والرحلات السياحية وأنشطة الترفيه التي عادة ما تنشط في الأيام الأخيرة من كل عام. وهذا المعدل أكثر من معدل الإنفاق في العام الماضي 2018 والذي قدّره الاتحاد 2018 بألف دولار. وهذا يعني أن مئات المليارات من الدولارات تدفقت وستتدفق على مراكز التسوق والترفيه ومتاجر "أونلاين" في أنحاء الولايات المتحدة خلال الموسم الجاري.

وعادة ما تشهد مدينة نيويورك، التي تشتمل على أكبر وأهم المتاجر، نصيب الأسد من مبيعات موسم الكريسماس ورأس السنة. وتضم مدينة نيويورك أهم شارع للتسوق في أميركا، وهو شارع "فيفث أفنيو" في منهاتن، الذي يضم متاجر مثل "ساكس فيفث أفنيو" و"بلومبينغديل" ومجموعة من متاجر الماركات الشهيرة.

وميزة الشارع أنه يتيح للمتسوقين كذلك فرصة الترفيه ومشاهدة الألعاب في حديقة "سنترال بارك" الشهيرة في مانهاتن. وتشير صحيفة "يو أس إيه توادي"، إلى أن التسوق في هذا الموسم يشهد انتعاشاً ملحوظاً وسط اكتظاظ الحركة بالمتسوقين في الشوارع الرئيسية بمدينة نيويورك.
وعلى صعيد مناطق قضاء العطل والترفيه، من المتوقع أن تستفيد ولايات مثل فلوريدا التي تتمتع بطقس مشمس وتوجد فيها "ديزني لاند" التي تفضلها العائلات التي لديها أطفال في رأس السنة. وكذلك منتجعات جزر الكاريبي، خاصة مدينة ناسو في جزر البهاماز التي يفضلها الأثرياء. ويوجد في جزر البهاماز كرنفال "جونكو" للموسيقى ورقصات القبائل والأزياء الملونة، وهو من المهرجانات الموسيقية المحببة لدى العديد من السياح الأميركيين.

بريطانيا

توقع خبراء في التسوق، أن تكون قيمة مشتريات المتسوقين في اليومين قبل عيد الميلاد، أي يومي 23 و24 من الشهر الجاري، قد بلغت 5.8 مليارات جنيه إسترليني، من بينها 1.48 مليار إسترليني مشتريات من متاجر "أونلاين".

وتعد متاجر "أونلاين" من محلات التسوق المفضلة لدى الشباب في المدن الكبرى البريطانية، بينما ظلت المتاجر التقليدية في شوارع "أكسفورد ستريت" ومنطقة "نايتس بيردج" وشارع "بوند ستريت" في العاصمة البريطانية لندن، مفضلة لدى كبار السن والأثرياء في المملكة المتحدة.

وعادة ما تأتي العائلات من الريف البريطاني للتسوق في لندن قبيل عيد الكريسماس وفي الأيام التي تليه حتى رأس السنة.

وفي هذه الأيام، تجري محلات التسوق تنزيلات ضخمة على الأسعار، حيث تجد صفوفاً طويلة من المتسوقين أمام المحلات التجارية الشهيرة مثل متجر هارودز في "نايتس بريدج" وسيلفريدج في "بوند ستريت" ومتاجر الماركات الشهيرة في وسط غربي لندن، للحصول على منتج من الماركات غالية الثمن بسعر رخيص جداً في بداية الافتتاح بعد الكريسماس، وهو اليوم الذي يطلق عليه "بوكسينغ داى".

ويتوقع "مركز أبحاث التسوق ومتاجر القطع" في لندن، وفقاً لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، ارتفاع مبيعات متاجر "أونلاين" في بريطانيا، ومن المتوقع أن ترتفع بنحو 1.19 مليار جنيه إسترليني خلال موسم الأعياد الحالي، مقارنة بموسم العام الماضي. وبلغ عدد المشترين من متاجر "أونلاين" نحو 7 ملايين شخص خلال الموسم الجاري، مقارنة بمركز التسوق التقليدية.
وشهدت متاجر العطور والهواتف النقالة والإكسسوارات والهدايا أكبر موجة من المتسوقين، خلال العام الجاري، بسبب التخفيضات الضخمة التي أجرتها على منتجاتها. وأجرت بعض المتاجر تنزيلات بلغت 70% من قيمة معروضاتها.

ويتوقع "مركز أبحاث التسوق ومتاجر القطع" ارتفاع مبيعات متاجر "أونلاين"، أن تكون المبيعات ارتفعت ثلاث أضعاف في يوم الثلاثاء، أول من أمس، مقارنة بالعام الماضي، وذلك بسبب قدرة هذه المتاجر على التوصيل إلى المنازل في اللحظات الأخيرة قبل الكريسماس.

تنافس بين الأشجار

من المتوقع أن تواصل مبيعات أشجار الكريسماس البلاستيكية ارتفاعها خلال العام الجاري في الولايات المتحدة.

وحسب بيانات "اتحاد مبيعات أشجار الكريسماس" في أميركا، ارتفعت مبيعات أشجار الكريسماس البلاستيكية أو "الزائفة"، خلال العقد الجاري بمعدلات كبيرة، حيث ارتفعت من 10.9 ملايين شجرة في عام 2012 إلى 23.6 مليون شجرة في العام الماضي 2018، وذلك في مقابل مبيعات 32.8 مليون شجرة طبيعية في العام الماضي.

وتعد "شجرة الكريسماس" من أهم مكونات عيد الميلاد في أوروبا وأميركا، ويبذل مجهود وأموال ضخمة في تزيينها، حيث تصل إلى آلاف الدولارات لدى الأسر الغنية.

وكانت الأشجار التي توضع في المنازل وتزيّن لمناسبة العيد في أميركا والعديد من الدول في السابق أشجارًا طبيعية، غير أنه في الفترة الأخيرة تنتشر الأشجار الصناعية مكانها بأطوال وأحجام وأنواع مختلفة، غير أن العديد من الأسر الأميركية لا تزال تستعمل الأشجار الطبيعية.

وقد نشأت شركات تهتم بزراعة أشجار الصنوبر الإبرية الخاصة بالميلاد وتسويقها قبيل العيد. وتزيّن شجرة الكريسماس بالكرات مختلفة الأحجام، وتوضع عليها الهدايا، حيث تقوم العائلة في صباح يوم الكريسماس بفتح الهدايا التي يستقبلونها من بعضهم البعض والأصدقاء.
وفي هذا العام، قدم منتجع وسبا في فندق "كمبنسكي باهيا" الفاخر على شاطئ البحر، في مدينة ماربيا جنوبي إسبانيا، أغلى شجرة "كريسماس" في العالم، وذلك ضمن محاولة جذب الأثرياء في موسم الأعياد واحتفالات رأس السنة.

وزيّنت الشجرة التي قدرت قيمتها بـ15 مليون دولار، ووضعت في بهو الفندق الإسباني الفخم، بقطع من الألماس والأحجار الكريمة مثل الياقوت والألماس الأحمر البيضاوي، وعلامات تجارية مصنوعة من الألماس لأشهر الماركات، منها "بولغاري" و"شانيل" و"كارتييه".

ذات صلة

الصورة
في مخيم جامعة شيفيلد 2 - بريطانيا - 17 مايو 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

يدخل المخيم الطلابي من أجل غزة في جامعة شيفيلد البريطانية أسبوعه الثالث، بالتزامن مع تصاعد حركة الاحتجاج ضدّ إدارة الجامعة بهدف وقف استثماراتها مع إسرائيل.
الصورة
يشاركان في المخيم نصرة لغزة (العربي الجديد)

مجتمع

يخجل طلاب جامعة كامبريدج من الدور الذي تقوم به مؤسستهم التربوية مع الاحتلال الإسرائيلي من خلال الاستثمار وغير ذلك، ويطالبون بتعليق الشراكة في ظل استمرار الإبادة
الصورة
مخيم طالبي من أجل غزة في جامعة ليستر 1 - بريطانيا - 15 مايو 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

في ذكرى النكبة السادسة والسبعين، أحيا الطلاب المعتصمون في جامعة ليستر البريطانية هذه المناسبة في الحرم الجامعي حيث يقيمون مخيّماً احتجاجياً نصرةً لغزة.
الصورة

مجتمع

اتسعت حركة الاحتجاج بين طلاب جامعات أميركية ضد سياسة دعم الاحتلال الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة التي تنتهجها إدارة جو بايدن
المساهمون