السياحة اللبنانية في مأزق بسبب دهم الفنادق

30 يونيو 2014
حركة مفقودة في بيروت منذ 2008 (رمزي حيدر/فرانس برس/getty)
+ الخط -

قامت السلطات الأمنية اللبنانية بحملات دهمٍ واسعة طالت عدداً من الفنادق في بيروت.
إحدى المداهمات، أسفرت عن تفجير أحد الانتحاريين نفسه داخل الفندق في منطقة الروشة.
وعدد من المداهمات الأخرى، أدى إلى إلقاء القبض على بعض النزلاء. في حين حمّل ما تبقى من نزلاء الفنادق أمتعتهم، وهربوا من غرف أصبحت هدفاً أمنياً فعلياً خلال الأيام الماضية.

بديهياً، توجهت الأنظار نحو الموسم السياحي، وذلك بعد دخول لبنان فصل الاصطياف.
الكل أصبح يعيش على فتات أمل، بعدما أصبح المكوث في الفنادق اللبنانية مغامرة أمنية.
وبما أن عدداً من النزلاء والموقوفين كان يحمل جنسيات عربية، أصبح كل حامل جنسية غير لبنانية محط أنظار الأمن.
في الوقت الذي عادت فيه السفارات إلى وضعيتها السابقة: تحذير رعاياها من المجيء إلى لبنان، وتحذير الموجودين من البقاء على أراضيه.

الموسم أمام مصيره

يقول رئيس اتحاد أصحاب الفنادق في لبنان بيار أشقر لـ"العربي الجديد"، إن أي حادثة أمنية في أي دولة في العالم تؤثر اقتصادياً. ويتابع "نحن على باب رمضان الذي يُعتبر شهر الركود السياحي في لبنان، حيث تتراجع نسبة التشغيل بشكل كبير. وصودف أن يسبق هذا الشهر، حوادث أمنية طالت الفنادق، وبالتالي لم يكن هناك حجوزات ليتم إلغاؤها".

ويشرح أشقر أن القطاع السياحي أمام خيارين: إما أن ينطلق موسمه في عيد الفطر، أو يستمر الوضع السيء في حال استمر الاضطراب الأمني.
ويلفت رئيس اتحاد أصحاب الفنادق إلى أن مصير موسم الاصطياف، يُعرف في منتصف الشهر الجاري، حين تبدأ الفنادق بتلقي الحجوزات لفترة ما بعد انتهاء رمضان.

ويلفت أشقر إلى أن موسم الاصطياف ينتهي في نهاية سبتمبر/أيلول من كل عام، ويشكل مردود القطاع خلال هذا الموسم حوالى 60% من المردود الإجمالي للسياحة. ومع تراجع المردود حوالى 40 في المئة حتى الآن، حقق القطاع حجم تشغيل بقيمة 4 مليارات دولار بدلاً من 7 مليارات دولار.  

المهرجانات مستمرة

من جهته، يقول أمين عام اتحاد المؤسسات السياحية، جان بيروتي لـ"العربي الجديد" أن موسم السياحة، البحرية خصوصاً، يتراجع في رمضان حوالى 60%، وبالتالي فإن انخفاض الحركة متوقع هذا الشهر.

ويشرح بيروتي أن "المداهمات الأمنية التي حصلت، هي أمر طبيعي ويحدث في جميع الدول، ولا يتأثر بها سوى من يضمر الشرّ للبنان، في حين تشكل عامل طمأنة للسياح".

ويلفت إلى أن القطاع لم يشهد حالة خوف فعلية، وإنما يتوقع أن ترتفع نسبة الحجوزات بشكل كبير بعد انتهاء رمضان، خصوصاً مع تزايد عدد المهرجانات في المناطق اللبنانية، بعدما وصل عددها حتى الآن إلى 186 مهرجاناً.

ويضيف: "لا يجب أن نكون سلبيين، ويجب أن نتعاطى بإيجابية، فالسياحة هي عصب الاقتصاد اللبناني وتشغل عدداً كبيراً من القطاعات".

تغيير الاستراتيجية السياحية

ومع استمرار الاضطرابات في لبنان منذ سنوات طويلة، لا بد من البحث عن سياسة سياحية جديدة تتآلف والوضع القائم. إلا أن الخبير الاقتصادي اللبناني، لويس حبيقة، يقول لـ"العربي الجديد" إنه لا يمكن التعويل على قطاع السياحة في بلد يتعرض لهزّات أمنية وسياسية متواصلة.

ويلفت حبيقة إلى أنه مهما كانت الاستراتيجات السياحية مدروسة، تبقى ناقصة في حال لم تتزامن مع الاستقرار.  

ولكنه يؤكد على إمكانية الالتفاف على الواقع، من خلال تركيز السياسة السياحية على المغتربين اللبنانيين، وعلى الأجانب من أصول لبنانية، فهؤلاء، وفق حبيقة، يعرفون واقع لبنان أكثر من السائح العادي، ويمكنهم دعم الاقتصاد.

 إلا أن التوجه إلى هذه الشريحة من اللبنانيين، يحتاج، بحسب حبيقة، إلى عمل حثيث من قبل السفارات اللبنانية في الخارج، التي يقتصر عملها في هذا السياق على الحفلات والسهرات.

ومن جهة أخرى، يشير حبيقة إلى أهمية تنمية القطاعات الاقتصادية الأخرى، كالزراعة والصناعة، إضافة إلى تجاوز النظرة الكلاسيكية للسياحة.
ويشرح: "في عصر الانترنت ويوتيوب، لم يعد من الضروري أن نحضر حفلات المطربين لنستمع الى أغانيهم، وفي عصر المواقع الالكترونية أصبح بقدرة أي إنسان السفر افتراضياً إلى أي دولة، وبالتالي لا بد من البحث عن جوانب سياحية جديدة لتطويرها وتدعيمها".

 

















المساهمون