نفط فنزويلا بـ 10 دولارات للبرميل...أدنى سعر في 20 عاماً

26 ابريل 2020
الإنتاج يتراجع لمستويات أربعينيات القرن الماضي (فرانس برس)
+ الخط -

 

تراجع سعر برميل النفط الفنزويلي، إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من عشرين عاماً، ما يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية، بينما يشهد هذا البلد انتشارا لوباء فيروس كورونا الجديد.

وأعلنت وزارة النفط الفنزويليّة، وفق وكالة فرانس برس، السبت، أن سعر برميل النفط هبط إلى أقل من 10 دولارات بين الاثنين والجمعة، في سابقة منذ 1998 عندما بلغ سعر البرميل 9.38 دولارات.

وقد خسر النفط الفنزويلي بهذه المستويات 23,2 في المائة من قيمته بالمقارنة مع الأسبوع السابق، لتتعمق الخسائر بشكل أكثر فداحة حيث انهارت الأسعار في الأشهر الأخيرة متأثرة بتداعيات فيروس كورنا وحرب الإنتاج بين السعودية وروسيا.

ورأى فرنسيسكو مونالدي الخبير في النفط في رابطة الصحافة الأجنبية في فنزويلا، أن هذا الوضع يمكن أن يشكل كابوسا لفنزويلا التي تعتمد إلى حد كبير على صادراتها من الذهب الأسود، بينما تتعرض لعقوبات أميركية.

وقال مونالدي إن فنزويلا "تحتاج في الأوضاع العادية إلى أسعار تتجاوز 30 دولارا للبرميل، لكي تجدي مواصلة الحفر ودفع رسوم الامتياز". ويقدر الخبراء كلفة إنتاج برميل النفط الفنزويلي الواحد بحوالى 18 دولارا.

لكن الأسعار الأسبوعية تراجعت في الأسبوع الأخير إلى أقل بكثير من المعدل السنوي لعام 2019 الذي كان 56.7 دولارا، ولعام 2018 الذي بلغ 61.4 دولارا.

وأدّى استمرار انخفاض أسعار النفط منذ عام 2014 إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية في فنزويلا ودفع نحو 4.9 ملايين شخص إلى مغادرة البلاد منذ عام 2015 بحسب الأمم المتحدة. وخلال ست سنوات، تراجع اقتصاد فنزويلا بمقدار النصف.

ويشكل هذا السعر المتدني جدا ضربة إضافية لاقتصاد مستنزف أساسا يعاني من تضخم مفرط (تسعة آلاف في المائة في 2019) وست سنوات من الركود بينما أدت العقوبات الأميركية القاسية إلى تجفيف مصادر التمويل.

ويملك هذا البلد الواقع في أميركا الجنوبية أكبر احتياطات نفطية في العالم. لكن هذا القطاع يعاني من الفساد ونقص الاستثمارات، كما تقول المعارضة، لكن محللون يشيرون إلى أن العقوبات الأميركية استهدفت بشكل رئيسي إزاحة فنزويلا من خريطة الدول الكبرى المنتجة للنفط، كما تفعل مع إيران.

وأصبحت الولايات المتحدة، في السنوات القليلة الماضية، أكبر منتج للنفط في العالم بنحو 13.1 مليون برميل يوميا، وهو ما يضعها أحيانا في منافسة مع روسيا ودول في منظمة أوبك. وروسيا ثاني منتج للنفط في العالم بنحو 11.2 مليون برميل يوميا، تليها السعودية ثالثاً، بمتوسط يومي 9.8 ملايين برميل.

وتفيد أرقام قدمتها شركة النفطة الوطنية الفنزويلية (بيديفيسا) إلى منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، أن الإنتاج تراجع من 3.2 ملايين برميل يوميا في 2008 إلى 865 ألفا في فبراير/شباط 2020، ليعود إلى المستويات التي كان عليها في أربعينيات القرن الماضي.