قطر- روسيا...مرحلة جديدة من الاستثمارات والطاقة

26 يناير 2017
اشترت قطر 19.5% روس نفط الروسية (Getty)
+ الخط -
لم تمر أسابيع على إتمام صفقة بيع 19.5% من أسهم شركة "روس نفط"، أكبر شركة نفط في روسيا، لتحالف جهاز قطر للاستثمار وشركة "غلينكور" السويسرية، إلا وأعلن عن إبرام صفقة جديدة بقيمة ملياري دولار بين الجهاز والصندوق الروسي للاستثمار المباشر.
وعلى الرغم من خلافات سياسية كبيرة في الملف السوري وعلاقات اقتصادية محدودة، بدأ التعاون الاستثماري بين روسيا وقطر يتطور منذ عام 2013، عندما اشترى صندوق الثروة السيادي القطري أسهماً بقيمة 500 مليون دولار في بنك "في تي بي"، ثاني أكبر مصرف في روسيا.
وأكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن قطر ستشارك في مشاريع إنتاج الهيدروكربونات في روسيا. وقال بوتين خلال لقائه المشاركين في صفقة خصخصة "روس نفط": "سيشارك القطريون في إنتاج الهيدروكربونات في روسيا. ستحصل شركة غلينكور على عقود طويلة الأجل. أعلم أنكم قد بدأتم العمل لوضع عقد طويل الأمد لتوريد نفطنا إلى الأسواق العالمية".
وأعلن رئيس جهاز قطر للاستثمار، عبدالله آل ثاني، أن الجهاز والصندوق الروسي للاستثمار المباشر أبرما صفقة جديدة بقيمة ملياري دولار، مشيراً إلى أنه قد تم استثمار 500 مليون دولار أخرى وأنه يجري الاستثمار في مطار "بولكوفو" في مدينة سانت بطرسبورغ العاصمة الشمالية الروسية.
وسبق لجهاز مكافحة الاحتكار الفيدرالي الروسي، أن كشف في سبتمبر/أيلول الماضي، أن اللجنة الحكومية للاستثمار الأجنبي وافقت على بيع حصة تبلغ نحو 25% من أسهم "بولكوفو" لقطر مقابل 239 مليون يورو.
وفي الوقت الذي لم يتم الكشف رسمياً عن طبيعة الاستثمارات الجديدة، ذكرت صحيفة "فيدوموستي" الروسية المتخصصة في الشأن الاقتصادي في عددها الصادر أمس، أن الحديث قد يجري عن شراء 49% من أسهم شركة "يارغيو" صاحبة ترخيص استكشاف وإنتاج الهيدروكربونات بحقل ياروديسكي في دائرة، يامالو - نينتس، ذات الحكم الذاتي حتى عام 2029.
وتقدر الاحتياطات بهذا الحقل الذي بدأ الإنتاج به في نهاية عام 2015، بنحو 4 ملايين طن من النفط و28 مليار متر مكعب من الغاز. وخلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2016، بلغ الإنتاج به 2.66 مليون طن نفط و228 مليون متر مكعب من الغاز.
وتوّج التعاون بين قطر وروسيا، في نهاية العام الماضي، بمشاركة قطر في صفقة خصخصة أسهم "روس نفط" مقابل 10.5 مليار يورو، فيما يعتبر أكبر صفقة خصخصة في تاريخ روسيا.
وبإتمام هذه الصفقة، تمكنت روسيا من كسر حصار العقوبات الغربية التي كانت تخضع لها "روس نفط"، ودعم الميزانية الفدرالية واستعادة ثقة المستثمرين.
أما شركة "غلينكور" التي تملك قطر حصة مهمة فيها، فقد استفادت في إطار الصفقة من عرض مغرٍ حصلت بموجبه على عقد جديد مدته خمس سنوات لتوريد النفط الروسي دون المساس بحق التحالف في بيع أسهم "روس نفط" في أي وقت، وفق ما أكده خبراء اقتصاد وطاقة لـ"العربي الجديد".
وقال الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) محمد باركيندو، لرويترز إن استثمارات قطر في روسيا ستعزز العلاقات بين المنظمة ومنتجي النفط غير الأعضاء فيها.
المساهمون