تصاعد الحرب التجارية... رسوم عقابية متبادلة بين أميركا والصين

23 اغسطس 2018
A1084625-8567-40C1-A8D4-0D721634EC0A
+ الخط -

صعدت الولايات المتحدة والصين حربهما التجارية، اليوم الخميس، عبر تطبيق رسوم جمركية عقابية نسبتها 25 في المئة على سلع قيمتها 16 مليار دولار من كل دولة على الأخرى، في الوقت الذي استأنف فيه مسؤولون متوسطو المستوى من الجانبين محادثات في واشنطن، فيما تأثرت الأسواق العالمية وأسعار النفط بتطورات الحرب التجارية، مع توقعات بالتأثير السلبي على النمو العالمي.

ويفرض أكبر اقتصادين في العالم حاليا رسوما جمركية على منتجات قيمتها الإجمالية 100 مليار دولار منذ أوائل يوليو/ تموز، ويجهزان للمزيد، ما يعزز التهديدات للنمو الاقتصادي العالمي.

وقالت وزارة التجارة الصينية إن واشنطن "تظل متعنتة" بتطبيقها الرسوم الجمركية الأحدث والتي دخلت حيز التنفيذ من قبل الجانبين كما كان مقرراً. وأضافت الوزارة في بيان مقتضب: "الصين تعارض هذا بحزم، وستواصل اتخاذ الإجراءات المضادة الضرورية".

وتابعت أنه "في الوقت ذاته، وبغية حماية التجارة الحرة والأنظمة متعددة الأطراف والدفاع عن مصالحها المشروعة، فإن الصين ستقيم دعوى بخصوص إجراءات الرسوم تلك بموجب آلية فض النزاعات في منظمة التجارة العالمية".

تهديد بالمزيد من الرسوم

وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على جميع السلع الصينية المُصدرة إلى الولايات المتحدة تقريبا والبالغة قيمتها أكثر من 500 مليار دولار سنويا، ما لم توافق بكين على إجراء تغييرات كبيرة في ممارساتها بشأن الملكية الفكرية وبرامج الدعم الصناعي وهياكل الرسوم وتشتري المزيد من السلع الأميركية.

ويزيد ذلك الرقم بكثير عما تستورده الصين من الولايات المتحدة، ما يثير مخاوف من أن بكين قد تدرس أشكالا أخرى للرد، مثل زيادة صعوبة عمل الشركات الأميركية في الصين أو السماح لعملتها اليوان بالانخفاض أكثر لدعم مصدريها.

ومسؤولو إدارة ترامب منقسمون بشأن مدى الضغط على بكين، وقال وزير التجارة الأميركي ويلبور روس، عبر تلفزيون سي.ان.بي.سي، أمس الأربعاء: "لن يستسلموا بسهولة. من الطبيعي أن يردوا بعض الشيء". وأضاف "لكن في نهاية المطاف، لدينا ذخيرة أكثر بكثير مما لديهم. يعرفون هذا. لدينا اقتصاد أقوى بكثير مما لديهم".

ويعتقد الاقتصاديون أن فرض رسوم على واردات بمئة مليار دولار يقلص التجارة العالمية نحو 0.5 في المئة. ويقدر الخبراء أن للرسوم تأثيرا مباشرا على نمو الاقتصاد الصيني في 2018 بما بين 0.1 و0.3 نقطة مئوية، وأن لها تأثيرا بنسبة أقل على الولايات المتحدة، لكن التأثير سيكون أكبر العام القادم، فضلا عن الإضرار بدول أخرى وشركات ترتبط بسلسلة التوريدات العالمية للصين.

وتدخل الرسوم حيز التنفيذ في ظل محادثات تستمر يومين في واشنطن بين مسؤولين من الجانبين، وهي أول مفاوضات رسمية منذ اجتمع وزير التجارة الأميركي مع ليو خه، نائب رئيس مجلس الدولة الصيني، في بكين، في يونيو/ حزيران.

وعبرت مجموعات ممثلة لمصالح الشركات عن أملها في أن يشكل الاجتماع بداية مفاوضات جادة بشأن التغييرات في سياسات التجارة والاقتصاد الصيني التي يطلبها ترامب. لكن ترامب أبلغ وكالة رويترز، يوم الاثنين، بأنه لا "ينتظر الكثير" من المحادثات التي يقودها وكيل وزارة الخزانة الأميركية ديفيد مالباس ونائب وزير التجارة الصيني وانغ شو ون.

تأثيرات تصعيد الحرب

وتراجعت أسعار النفط، اليوم الخميس، تحت وطأة النزاع التجاري المتصاعد بين الولايات المتحدة والصين لكن انخفاضا في مخزونات الخام التجارية الأميركية قدم بعض الدعم. وسجلت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 74.54 دولاراً للبرميل منخفضة 24 سنتا، بما يعادل 0.3 في المئة عن إغلاقها السابق.

وسجلت عقود خام غرب تكساس الوسيط 67.80 دولاراً بانخفاض ستة سنتات عن أحدث تسوية لها مدعومة بعض الشيء بتراجع في مخزونات الخام بالولايات المتحدة.

وضعفت الأسواق العالمية في ظل احتدام النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين والذي قد يكبح النمو الاقتصادي.

وقالت وكالة موديز للتصنيفات الائتمانية "من المتوقع لهذه الإجراءات مجتمعة أن تحذف ما يصل إلى 0.3-0.5 نقطة مئوية من نمو الناتج الإجمالي الحقيقي للصين في 2019. وبالنسبة للولايات المتحدة فإن القيود التجارية ستمحو نحو ربع نقطة مئوية من نمو الناتج الإجمالي الحقيقي ليصبح 2.3 في المئة في 2019".

وقد ارتفع المؤشر نيكي الياباني، اليوم الخميس، بعد أن دعم تراجع الين ثقة المستثمرين بوجه عام، لكن تحذيرا بشأن الأرباح من كونتننتال الألمانية دفع أسهم شركات السيارات ومصنعي الإطارات للانخفاض. وأغلق المؤشر القياسي مرتفعا 0.2 في المئة عند 22410.82 نقاط.

وقال المحللون إن المستثمرين يحجمون عن الشراء تزامنا مع محادثات التجارة الصينية الأميركية والمؤتمر السنوي لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) في جاكسون هول. والتقى المسؤولون الأميركيون والصينيون للمرة الأولى في شهرين للعثور على مخرج من نزاع تجاري متفاقم بين البلدين.

في حين أظهرت بيانات جمركية، اليوم الخميس، تراجع واردات الصين من الحبوب تراجعا حادا في يوليو/ تموز بعدما فرضت بكين رسوما باهظة على الشحنات القادمة من الولايات المتحدة وسط صراع تجاري متفاقم.

وبحسب الأرقام الصادرة عن الإدارة العامة للجمارك، فقد اشترت الصين 220 ألف طن من السورجم (الذرة البيضاء)، في يوليو/ تموز، بانخفاض 62.5 في المئة من 588 ألفا و364 طنا قبل عام. وجاءت الأرقام أقل أيضا من مستوى يونيو/ حزيران البالغ 450 ألف طن عندما اقتنص المشترون الشحنات الأميركية وسط تخفيف مؤقت للتوترات التجارية الصينية الأميركية.

في حين ارتفعت الأسهم الأوروبية في المعاملات المبكرة، اليوم الخميس، بعد انطلاق أحدث جولة من الرسوم التجارية الأميركية الصينية، ما ألحق الضرر بقطاع السيارات الشديد التأثر بالتجارة، لكنه عزز الطلب على قطاعات من المعتقد أنها بمنأى أكثر عن النزاع التجاري المتصاعد.

وصعد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.2 في المئة بدعم من الأسهم "الدفاعية" في قطاعات التكنولوجيا والرعاية الصحية والسلع الاستهلاكية الأساسية، والتي يسعى إليها المستثمرون كرهان آمن في الأوقات الضبابية نظرا للنمو القوي لأرباح الشركات العاملة في هذه القطاعات وارتفاع توزيعاتها النقدية.

وتصدرت أسهم شركات السيارات قائمة القطاعات الأسوأ أداء لليوم الثاني، وانخفضت أسهم شركات صناعة السيارات دايملر وبي.ام.دبليو وفولكسفاغن 0.6 في المئة إلى 0.8 في المئة، في حين تصدرت أسهم فولفو ورينو وميشلان وبيجو قائمة الأسوأ أداء على المؤشر كاك 40 الفرنسي.

(رويترز، العربي الجديد)

ذات صلة

الصورة
يهود إصلاحيّون يطالبون من أمام الكونغرس بوقف دعم إسرائيل عسكرياً (العربي الجديد)

سياسة

اجتمع الثلاثاء أكثر من 50 يهودياً إصلاحياً مع أعضاء الكونغرس في الكابيتول هيل، للضغط من أجل فرض حظر على تصدير الأسلحة للجيش الإسرائيلي، ووقف تمويل إسرائيل
الصورة
سفينة تنتظر شحن البضائع في مقاطعة شاندونغ الصينية، 29 سبتمبر 2023 (Getty)

اقتصاد

يتصاعد جنون الارتياب عالمياً حيال سلاسل التوريد، بعد تفجير الاحتلال الإسرائيلي أجهزة النداء الآلي المحمولة "البيجر" في لبنان، ما يؤرخ لمرحلة تجارية جديدة.
الصورة
دبابة إسرائيلية تسير على طول الحدود مع قطاع غزة 7 أغسطس 2024 (أمير ليفي/Getty)

سياسة

قال مسؤلون أميركيون رفيعو المستوى في البيت الأبيض ووزارتي الخارجية والدفاع إنهم لا يتوقعون أن تصل إسرائيل وحماس إلى اتفاق قبل انتهاء ولاية الرئيس بايدن.
الصورة
خالد شيخ محمد عقب القبض عليه في مارس 2003 (Getty)

سياسة

في صباح الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، كان خالد شيخ محمد يجلس في مقهى في كراتشي بدولة باكستان، عندما شاهد الطائرة الأولى تصطدم ببرج التجارة العالمي
المساهمون