رفض صندوق النقد الدولي، الثلاثاء، طلباً تقدّمت به فنزويلا لمنحها قرضاً بقيمة خمسة مليارات دولار لمواجهة فيروس كورونا الجديد، معلّلاً قراره بالشكوك المحيطة بشرعية الرئيس نيكولاس مادورو في نظر المجتمع الدولي.
وقالت المؤسسة المالية الدوليّة ومقرّها واشنطن، في بيان، "للأسف فإنّ الصندوق ليس في موقع يتيح له درس هذا الطلب". وأضاف البيان أنّ إجراءات صندوق النقد الدولي "تستند إلى اعتراف رسمي بالحكومة من جانب المجتمع الدولي. وفي هذه المرحلة ليس هناك اعتراف واضح" بشرعية النظام الحاكم في كراكاس.
رسالة مادورو مؤرخة بتاريخ الأحد الماضي، لكن نشرها وزير الخارجية خورخي أريازا على حسابه في موقع "تويتر"، الثلاثاء. وشدّد مادورو في رسالته على أنّ هذا القرض من شأنه أن "يساهم بشكل كبير في تعزيز نُظُم الفحص والاستجابة" للفيروس.
Twitter Post
|
وحالياً هناك أكثر من 50 دولة، في مقدّمها الولايات المتحدة، ترفض الاعتراف بسلطة مادورو وقد اعترفت بدلاً منه بزعيم المعارضة خوان غوايدو رئيساً موقتاً لفنزويلا، وذلك بعد فوز الرئيس الاشتراكي في 2018 بولاية جديدة في انتخابات شابتها انتهاكات واسعة النطاق.
وفشلت العقوبات الأميركية والضغوط الدولية الأخرى، في إزاحة مادورو الذي يحظى دولياً بدعم الصين وروسيا وداخلياً بدعم الجيش.
والنظام الصحّي في فنزويلا متداع من جراء الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تغرق فيها أكبر دولة في العالم من حيث الاحتياطي النفطي. وقال وزير الصحّة الفنزويلي السابق خوسيه فيليكس أوليتا، لوكالة "فرانس برس"، إنّ "النظام الصحّي غير قادر على تلبية" متطلبات المواطنين في الأوقات العادية فكيف ستكون حاله في أزمة مثل وباء كورونا.
والعلاقات متوترة بين كراكاس وصندوق النقد الدولي الذي يتخذ من واشنطن مقرّاً له. وسبق لمادورو أن انتقد مراراً "النموذج الليبرالي الجديد" الذي يحاول صندوق النقد الدولي، على حدّ قوله، فرضه في أميركا اللاتينية.
وفي 2007، هدّد الرئيس الراحل هوغو تشافيز (1999-2013) بانسحاب بلاده من صندوق النقد الدولي، لكنّه لم ينفّذ هذا التهديد. وبلغ عدد الإصابات بفيروس كورونا في فنزويلا، الثلاثاء، 33 حالة، ولقد فرض الحجر الصحي على الدولة بأكملها، حيث لزم المواطنون منازلهم.
وحتى مساء الثلاثاء، أصاب كورونا أكثر من 197 ألفاً في 163 دولة وإقليماً، توفي منهم أكثر 7900، أغلبهم في الصين وإيطاليا وإيران وإسبانيا وكوريا الجنوبية وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة.
وأجبر انتشار كورونا على نطاق عالمي دولاً عديدة على إغلاق حدودها، وتعليق الرحلات الجوية، وإلغاء فعاليات عديدة، ومنع التجمعات، بما فيها الصلوات.
(الأناضول، فرانس برس)