ميناء حمد الدولي بوابة قطر العملاقة في مواجهة الحصار

26 يوليو 2017
دور مهم لميناء حمد في كسر الحصار(معتصم الناصر/العربي الجديد)
+ الخط -
لعب ميناء حمد الدولي، دورًا ملحوظا في كسر الحصار، البري والبحري والجوي، المفروض على قطر، من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر، منذ الخامس من يونيو/ حزيران الماضي، عبر تنشيط حركة تصدير واستيراد البضائع والسلع ولا سيما المواد الغذائية.
ونجحت الشركة القطرية لإدارة الموانئ، في فتح خطوط بحرية جديدة تربط بين ميناء حمد وعدد من الوجهات البحرية لاستيراد الحاجات الأساسية التي كانت تصل من دول الحصار.

ووصلت إلى ميناء حمد في الخامس من يوليو/ تموز الجاري، السفينة المبردة، GREEN GUATEMAL قادمة من ميناء إزمير التركي، وهي تحمل على متنها ثلاثة آلاف طن من المواد الغذائية المتنوعة، وفقا لوكالة الأنباء القطرية.
وفي 12 يونيو/حزيران الماضي تم تدشين خط ملاحي جديد يربط ميناء حمد بميناء صحار في سلطنة عمان، ولاحقا فتح خط آخر يربط بين ميناء حمد وميناء صلالة العماني. وبالإضافة إلى ذلك، افتتح خط ملاحي جديد لنقل البضائع بشكل مباشر بين قطر والهند، يربط بين ميناء حمد وميناءي "ماندرا" و"نافا شيفا" في الهند.
وشهد ميناء حمد في الثاني من مايو/أيار 2017، تدشين خط بحري مباشر لتحالف (Ocean Alliance) المصنف كأكبر تحالف بحري في العالم، الذي يضم خمس شركات من كبريات الشركات العاملة في مجال الشحن والنقل البحري بأسطول يزيد على 350 سفينة وقدرة استيعابية تتجاوز 3.5 ملايين حاوية نمطية.

وكانت الشركة القطرية لإدارة الموانئ، قد دشنت أول خط نقل بحري مباشر بين الدوحة ومدينة شنغهاي الصينية أواخر يناير/ كانون الثاني 2017، مما يختصر زمن الرحلة بين الدولتين إلى 20 يوما. وفي منتصف يونيو/حزيران 2017، وصلت سفينة تحمل أكثر من 32 ألف رأس من الماشية إلى ميناء حمد ضمن جهود تقوم بها قطر لتأمين الإمدادات الغذائية في مواجهة الحصار المفروض عليها.
ويتوقّع أن يشكل ميناء حمد دفعة قوية للاقتصاد القطري من خلال تحقيق التنوع، وتحويل البلد إلى مركز تجاري إقليمي، ودعم المخزون الاستراتيجي للدولة من الاحتياجات الغذائية والدوائية وغيرها، وزيادة حجم التبادل التجاري بين قطر والعالم، وتخفيض كلفة الاستيراد من الخارج.

ويقول مدير ميناء حمد، عبد العزيز بن ناصر اليافعي، في تصريحات صحافية: "أثبتنا من خلال الأزمة الخليجية أن ميناء حمد قادر على الاعتماد على إمكاناته الذاتية، وقادر على تحقيق استقلاليته بفضل القدرات الكبيرة للميناء، بما يجعله مركزاً لوجستياً إقليمياً للتجارة الدولية"
وأكد اليافعي التزام ميناء حمد بتقديم كافة سبل الدعم اللازم لمختلف القطاعات الاقتصادية في الدولة، من أجل ضمان سير نشاطها بشكل فعال، لافتا إلى أن ميناء حمد يعمل ضمن خطة استراتيجية لوزارة المواصلات والاتصالات، لتطوير قطاع النقل البحري، وتعديل مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي للدولة، فضلاً عن تحويل الميناء إلى منطقة لوجستية على المستوى الإقليمي والعالمي، وذلك من خلال تطوير أساليب خدمة العملاء، فضلاً عن استغلال التكنولوجيا الحديثة، وتطبيق أفضل معايير الموانئ.

أكبر المرافئ في الخليج

يقع ميناء حمد، في مدينة مسيعيد جنوب الدوحة، وافتتح رسميا في 26 فبراير/ شباط 2015، ليكون أحد أكبر المرافئ البحرية في الخليج والشرق الأوسط، ويشكل أهم بوابة بحرية للتجارة الخارجية لقطر، بتمكينها من استقبال أضخم السفن في العالم.
ويعد من أبرز مشاريع البنية التحتية الكبرى المخطط إنجازها وفقا لرؤية قطر 2030، التي خصصت لها ميزانية تفوق 140 مليار دولار، وتتوزع هذه المشاريع الضخمة بين شبكات الطرق البرية والبحرية والجوية والسكك الحديدية.

بدأت الأعمال الإنشائية والهندسية في ميناء حمد في يونيو/ حزيران 2010، ووضع حجر الأساس أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني (والذي كان ولياً للعهد حينها)، في 11 يناير/كانون الثاني 2011، وأطلق عليه رسمياً اسم ميناء حمد خلال حفل تدشينه، في 26 فبراير/ شباط 2015، وافتتح رسميا في ديسمبر/ كانون الأول 2016.
وجرى تجهيز ميناء حمد بثماني رافعات من السفن إلى الرصيف، تستطيع الرافعة الواحدة حمل 80 طنا، أو حاويتين طول الواحدة 40 قدما في الوقت نفسه؛ واستقبل الميناء في 19 يوليو/تموز 2015، أول سفينة تجارية وعلى متنها الشحنة الأولى من رافعات حاويات الميناء وتتألف من 4 رافعات حاويات من السفن إلى ساحة الميناء و8 رافعات جسرية ذات الإطارات.

وفي 13 أغسطس/آب 2015، استقبل ثاني سفينة تجارية وعلى متنها الشحنة الثانية من رافعات الميناء، التي تتألف من عشر رافعات، منها 4 رافعات حاويات من على ظهر السفن إلى الميناء STS، و6 رافعات جسرية ذات الإطارات RTG، ووصلت الشحنة الثالثة في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول 2015.
وسيتم تجهيز الميناء في المجمل بـ12 رافعة من السفن إلى الرصيف، وهناك أيضا رافعات جِسرية مطاطية لخدمة الحاويات، وعدد من الرافعات المتحركة والرافعات الشوكية وزوارق القطر وزوارق الإرشاد وزوارق رسو السفن.

وبلغ عدد ساعات العمل بالمشروع 60 مليون ساعة عمل، كما بلغ عدد العاملين في المشروع في جزئه الأول 9 آلاف شخص، وقد يصل العدد إلى 17 ألف شخص في أوقات الذروة بهدف الإسراع في استكمال أعمال الإنشاءات، وتمت الاستعانة باثنين من أكبر المعدات للجرف بالقطع والشفط في العالم.

7.4 مليارات دولار

يمتدّ ميناء حمد على مساحة 26 كيلومترا مربعا، وبتكلفة إجمالية 27 مليار ريال (7.4 مليارات دولار)، ويبلغ طوله 4 كيلومترات، بعرض 700 متر، وبعمق يصل إلى 17 مترا، وهي مقاييس ومواصفات تجعله قادراً على استقبال أكبر السفن في العالم.
وتصل القدرة الاستيعابية لميناء حمد إلى 6 ملايين حاوية في العام الواحد، ويحتوي على محطة للبضائع العامة بطاقة استيعابية تبلغ 1.7 مليون طن سنويا، ومحطة للحبوب بطاقة استيعاب تبلغ مليون طن سنوياً، ومحطة لاستقبال السيارات بطاقة استيعاب 50 ألف سيارة سنويا، ومحطة لاستقبال المواشي، ومحطة لسفن أمن السواحل، ومحطة للدعم والإسناد البحري.

كما يضم منطقة للتفتيش الجمركي لسرعة تخليص البضائع وبرج للمراقبة بطول 110 أمتار، ومنصة لتفتيش السفن ومرافق بحرية متعددة، وعددا من المرافق الأخرى مثل المستودعات والمساجد والاستراحات وكذلك منشأة طبية، كما يحتوي الميناء على المباني الإدارية اللازمة لتشغيل الميناء.
وأنشئت منطقة اقتصادية متاخمة لميناء حمد، في إطار سعي الدولة لزيادة صادراتها غير النفطية وإنشاء صناعات تحويلية، وستعمل شبكة الطرق السريعة التي يتم إنشاؤها على خفض تكلفة نقل البضائع مما يجعل الميناء مركزا إقليمياً للشحن.



المساهمون