جدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الخميس، ضغوطه على "منظمة البلدان المصدرة للبترول" (أوبك) لتعزيز إنتاج النفط من أجل خفض الأسعار، فيما نقلت "رويترز" عن ثلاثة مصادر مطلعة قولها إن السعودية تجد صعوبة في إقناع روسيا بالبقاء لفترة أطول ضمن اتفاق خفض المعروض النفطي الذي تقوده "أوبك"، وإن موسكو قد توافق فقط على تمديد لمدة 3 أشهر.
وقالت المصادر إن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، أبلغ نظيره السعودي خالد الفالح عندما التقيا في باكو هذا الشهر، أنه لا يستطيع ضمان تمديد إلى نهاية 2019.
وقال مصدر مطلع على سياسة النفط الروسية، إن "نوفاك أبلغ الفالح أنه سيمدد في يونيو/حزيران لكنه يستطيع القيام بذلك حتى نهاية سبتمبر/ أيلول فقط، لأنه يتعرض لضغط كبير في الداخل لإنهاء التخفيضات".
وكانت منظمة البلدان المصدرة للبترول ومنتجون آخرون غير أعضاء فيها، وهو تحالف معروف باسم "أوبك+"، قد اتفقوا في ديسمبر/ كانون الأول على تقليص المعروض النفطي بمقدار 1.2 مليون برميل يومياً لستة أشهر من أول يناير/ كانون الثاني.
وكتب ترامب اليوم على تويتر، إن "من المهم للغاية أن تزيد أوبك تدفق النفط. الأسواق العالمية هشّة، وسعر النفط يرتفع أكثر من اللازم. شكراً!".
Twitter Post
|
ومباشرة عقب تغريدة ترامب، تراجع سعر برميل العقود الآجلة للخام الأميركي أكثر من دولار إلى 58.33 دولاراً، ونزلت عقود برنت أكثر من دولار أيضاً إلى أدنى مستوى للجلسة عند 66.76 دولاراً.
وارتفعت أسعار النفط الخام هذا العام وسط تخفيضات في المعروض بقيادة "أوبك"، فضلاً عن العقوبات الأميركية على فنزويلا وإيران عضوي المنظمة. وأدى انخفاض الإنتاج إلى شح في مخزونات النفط.
لكن المحللين يحذرون من أنّ أسعار النفط كانت ستصبح أعلى حالياً، لو لم يكن التباطؤ الاقتصادي الآخذ بالتفشي والمتوقع أن ينال قريباً من استهلاك الوقود.
وقال مصدر في "أوبك": "بوسعنا التمديد لثلاثة أشهر عندما نجتمع في يونيو/ حزيران، ثم نرى ما إذا كنا نحتاج إلى التمديد لما بعد ذلك. حقاً لا نعرف في الوقت الحالي، وقد لا نعرف حتى الدقيقة الأخيرة قبل أن نجتمع في يونيو/ حزيران، إن كان الروس سيبقون".
وتشكل تحالف "أوبك+" عام 2017، ومنذ انطلاقه، تضاعفت أسعار النفط إلى أكثر من 60 دولاراً، نتيجة في الأساس لسلسلة تخفيضات الإنتاج من جانب أعضائه. لكن إذا انسحبت روسيا من أحدث اتفاق لخفض الإنتاج، فقد تتراجع أسعار النفط.
وقالت المصادر، إنه من غير الواضح ما إن كان موقف روسيا المتشدد هو محض مناورة تفاوضية أم تهديداً حقيقياً للخروج من الاتفاق، في الوقت الذي يواجه فيه نوفاك ضغوطاً متصاعدة من شركات النفط الروسية التي لم تعد راغبة في كبح إنتاجها.
وكانت رويترز نشرت في فبراير/ شباط، أن مدير شركة النفط الروسية العملاقة "روسنفت" وحليف فلاديمير بوتين، إيغور سيتشن، قد أبلغ الرئيس الروسي بأن الاتفاق المبرم مع "أوبك" ينطوي على تهديد استراتيجي وأنه يصبّ في مصلحة الولايات المتحدة.
ومن غير المؤكد أن يؤيد بوتين وجهة نظر سيتشن. فالرئيس الروسي ينظر إلى الاتفاق مع "أوبك" على أنه جزء من أحجية أكبر تشمل الحوار مع السعودية، أكبر منتج في "أوبك"، بشأن سورية وقضايا جيوسياسية أخرى.
لكن روسيا تعلم أن السعودية تريد النفط عند سعر لا يقل عن 70 دولاراً في ضوء متطلبات موازنتها، بينما لا تحتاج موسكو إلى أكثر من 55 دولاراً للبرميل لضبط دفاترها، حسبما ذكرت المصادر.
وأبقت روسيا على نيّاتها طيّ الكتمان على الدوام في ما يتعلق بتمديد اتفاقات المعروض مع "أوبك"، فقط لتوافق في نهاية المطاف على ما تدعو إليه الرياض.
وقال مصدر روسي في القطاع إن "روسيا والسعودية تلجآن للخداع الآن وتحاولان اللعب بالورقة نفسها التي رأيناها في ديسمبر/ كانون الأول. نوفاك يهدد بإنهاء الصفقة، لكنه سيطلب لاحقا الإذن من بوتين لتمديد الخفض".
وفي وقت سابق هذا الشهر، ألغت "أوبك" وحلفاؤها اجتماعاً كان مزمعاً في إبريل/ نيسان. وسيدرسون بدلاً من ذلك، تمديد تخفيضات الإنتاج في يونيو/ حزيران، عندما تكون السوق انتهت من تقييم أثر عقوبات أميركية جديدة على إيران مقررة في مايو/ أيار. وقالت مصادر "أوبك" إن روسيا كانت بين الدول التي أوصت بإلغاء اجتماع إبريل/ نيسان.
(رويترز)