تدابير رفع العزل تعيد سعر برميل النفط إلى ما فوق 30 دولاراً

05 مايو 2020
أسواق النفط في بداية تعاف هش (فرانس برس)
+ الخط -
بلغ سعر برميل النفط أكثر من 30 دولاراً بقليل الثلاثاء، للمرة الأولى منذ منتصف إبريل/نيسان، فيما بدأت تدابير رفع العزل في مؤشر مشجّع لاستئناف استهلاك الذهب الأسود الذي تضرر بشدة جراء تفشي كورونا الجديد.
وقرابة الساعة 13.35 بتوقيت غرينتش، بلغ سعر برميل برنت بحر الشمال تسليم يوليو/تموز 30.08 دولارا في لندن، في ارتفاع بنسبة 10.59% مقارنة بسعره لدى الإغلاق الاثنين، وهو مستوى لم يُسجّل منذ 15 إبريل.

في نيويورك، ارتفع سعر برميل نفط خام غرب تكساس الوسيط تسليم يونيو/حزيران بنسبة 16.58% وبلغ 23.77 دولاراً، وفي اليوم السابق، سجّلت أسعار النفط ارتفاعاً عند الإغلاق للجلسة الرابعة على التوالي.

ورأى كريغ إرلام المحلل في "أواندا" أن "إجراءات رفع العزل في الولايات المتحدة وأوروبا" تفسر تحسّن أسعار النفط الثلاثاء.
وكان نعيم إسلام من مجموعة أفاترايد أكد في وقت سابق الثلاثاء لوكالة "فرانس برس" أن التفاؤل "بالعودة إلى الحياة الطبيعية" في العالم يدعم أسعار النفط مشيراً إلى "البؤر السابقة للوباء مثل إيطاليا وإسبانيا التي تخفف تدابير العزل" والمملكة المتحدة "التي يُفترض أن يُرسم مسارها هذا الأسبوع".

وبدأت حوالى 15 دولة أوروبية الاثنين تخفيف اجراءات العزل التي فرضتها منذ أسابيع على سكانها، مع تدابير وقائية كثيرة.
على الضفة الأخرى من المحيط الأطلسي، ستبدأ كاليفورنيا وهي أول ولاية أميركية فرضت العزل لمنع تفشي كورونا الجديد، بتخفيف بعض التدابير في نهاية الأسبوع على غرار فتح بعض المتاجر، وفق ما أعلن حاكمها غايفن نيوسوم.

وأضاف إسلام أن "الأسوأ قد مرّ بالنسبة إلى النفط" خصوصاً بفضل "تخفيض العرض، طوعياً بشكل أو بآخر" و"منحى الطلب".
وذكّر المحلل نيل ويلسون من "ماركتس دوت كوم" بأن "فكرة أننا سنتنقل بقدر ما كنّا نفعل في السابق خيالية، على الأقل في المدى القصير".

وقال الرئيس التنفيذي لفيتول لوكالة "رويترز" إن أسواق النفط في بداية تعاف هش مع تخفيف إجراءات العزل بسبب فيروس كورونا، لكن ذروة الطلب للمدى الطويل قد تختفي بشكل دائم.

وأكد راسل هاردي الرئيس التنفيذي لأكبر شركة لتجارة النفط في العالم أن الطلب العالمي على الخام انخفض بما بين 26 و27 مليون برميل يوميا في إبريل، ويتوقع انخفاضا سنويا يتجاوز ثمانية ملايين برميل يوميا، مضيفا أن "السوق ستتأرجح بين التفاؤل والتشاؤم على مدى الأسبوعين أو الثلاثة أسابيع المقبلة."

وتتوقع فيتول أن يستمر تزايد المخزونات حتى أوائل يونيو/حزيران، ليبلغ إجمالي الزيادة منذ الأول من يناير /كانون الثاني ما بين 1.3 مليار و1.5 مليار برميل، وذلك قبل أن تبدأ السفن في تصريف المخزون في يوليو/ تموز.

وثمة جهود كبيرة لتحقيق توازن في السوق، فمنذ الجمعة، تُخفض منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" وشركاؤها إنتاج الخام 9.7 ملايين برميل في اليوم، بهدف تثبيت الأسعار. 


ويهدف هذا التدبير الاستثنائي الذي سيخفف تدريجياً اعتباراً من تموز/يوليو، إلى رفع الضغط عن سوق تواجه فائضاً في العرض وامتلاء في القدرات التخزينية، مع انخفاض في الاستهلاك نتيجة تفشي وباء كوفيد-19.


المساهمون