حرائق القمح في العراق... الاتهامات تطاول داعش والمافيات

21 مايو 2019
توقعات سابقة بزيادة إنتاج العراق من القمح(عصام السوداني/فرانس برس)
+ الخط -
قالت وزارة الزراعة العراقية أمس، إن حرائق حقول القمح والشعير ممنهجة، كاشفة أنها بصدد إعلان نتائج التحقيقات قريباً.

وذكرت في بيان أن وزارة الزراعة تؤكد، من خلال دوائرها المعنية، "أن الحديث عن حجم الخسائر في الحقول مبالغ فيه، إذ إن الحرائق لم تأت على المساحات التي يجري تداولها في وسائل الإعلام".

وأضاف البيان أن "الوزارة شكلت فريقاً للمتابعة يتألف من ديوان الوزارة، بالتنسيق مع مدير زراعة صلاح الدين لبيان الخسائر وحجم تأثيرها، وسنعلن نتائج التحقيق خلال ساعات".

من جانبه قال محافظ صلاح الدين عمار جبر، إن تنظيم داعش الإرهابي مسؤول عن حرائق حقول الحنطة (القمح) في المحافظة.

وقال جبر في بيان أمس، "إن حرائق الحقول الزراعية لهذا العام مختلفة عن سابقاتها، لأنها بفعل فاعل".

وأضاف: "نحمل داعش المسؤولية المباشرة في افتعال الحرائق الزراعية بعد سلسلة ابتزاز للفلاحين، حيث العثور على هواتف نقالة تم استخدامها فنياً لحرق حقول الحنطة بطريقة الاتصال عن بعد".

عضو مجلس نينوى محمد الحمداني قال لـ"العربي الجديد"، إن "احتمالات وقوف تنظيم داعش وراء تلك العمليات يجب ألا يغفل عنها، وتركيز الاتهامات على المافيات غير صحيح". وتابع: "لداعش مصلحة في ذلك هي الانتقام ومحاولة إرباك الوضع في البلاد".

وطاولت الحرائق محافظات ديالى (شرق) وصلاح الدين وكركوك (شمال)، والمثنى وواسط والقادسية وبابل (جنوب)، والتهمت أحد أكبر حقول زراعة القمح في العراق التي تمتد من بيجي، مروراً بمكحول والبو عجيل والضباعي وصولاً إلى شرق تكريت، فضلاً عن مناطق زراعة القمح التاريخية في المكاصيص بالمثنى والحويجة بكركوك، والكافي في الديوانية.

الحرائق جاءت بعد أيام من حديث لرئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، حول ارتفاع نسبة إنتاج العراق من القمح والبدء بتسلمه من الفلاحين.

مسؤول في وزارة الزراعة العراقية قال لـ"العربي الجديد"، إن جميع حرائق حقول القمح والشعير بفعل فاعل ومن جهة واحدة، والتحقيقات تشير إلى تورط جهات منتفعة من بقاء العراق مستورداً لهذه المادة.

وأكد المسؤول الذي رفض ذكر اسمه، أن خسائر الفلاحين والدولة من تلك الحرائق بلغ مئات ملايين الدنانير، إذ قدمت الحكومة للمزارعين قروضاً ومحفزات قبل الموسم، كما أنها ستكون ملزمة بتعويضهم أيضاً.

عضو نقابة الفلاحين العراقية محمد الخالدي قال لـ"العربي الجديد"، إن الموسم الحالي وبسبب الأمطار كان متوقعاً له أن يشهد إنتاج العراق أكثر من 3 ملايين طن من القمح مقارنة بمليوني طن العام الماضي، ما يعني تقليص مستوى الاستيراد السنوي لسدّ برنامج توزيع مادة الدقيق على المواطنين بنحو 20 بالمائة.

وأضاف الخالدي أن الحرائق بهذا الوقت لا يمكن السيطرة عليها، لكون القمح بحالة قابلة للاشتعال بشكل سريع، مضيفاً أن الشرطة عثرت على دلائل توضح طريقة حرق الحقول ليلاً، كاشفاً عن احتراق عدد من مكائن الحصد الباهظة الثمن أيضاً.

ووفقاً للخبير في الحرائق العقيد المتقاعد أحمد العبيدي، فإن الحادث "لا يمكن وصفه سوى بأنه مدبر بفعل فاعل". العبيدي الذي عمل ضمن صفوف مديرية الدفاع المدني العراقية لأكثر من عقدين، قال لـ"العربي الجديد" إن نشوب حرائق في مواقع عديدة بعدد من المحافظات في أوقات متقاربة أمر طبيعي، لكن من غير الطبيعي، بحسب رأيه، أن تطاول الحرائق نوعاً متشابهاً من المحاصيل مثل القمح والشعير.

وأضاف: "احتراق محالّ تجارية مختلفة أمر قد يكون طبيعياً، فحوادث الحريق موجودة ومتوقعة وأسبابها عديدة، لكن أن يشمل الحريق محالّ محددة على سبيل المثال محالّ الحلاقة فقط، وفي عدة مناطق وبوقت متزامن، فهذا يثير شك المتخصصين، لأنه خارج حدود المعقول".

المساهمون