الجزائر تصدّر الكهرباء إلى تونس والتيّار مقطوع عن جنوبها

17 يوليو 2018
شبكة النقل والتوزيع بحاجة إلى تطوير (Getty)
+ الخط -

من المنتظر أن تزود الجزائر جارتها الشرقية تونس بالكهرباء، بعدما لجأت الحكومة التونسية هذا العام، إلى الاستيراد، لمجابهة الطلب المتزايد على الطاقة خلال فصل الصيف وتفادي انقطاع التيار في العديد من المناطق التونسية، على غرار ما حدث في السنوات السابقة.

يوم الجمعة الماضي، جرى في العاصمة التونسية، توقيع اتفاق ثلاثي تلتزم فيه كل من شركة إنتاج وتوزيع الكهرباء الجزائرية "سونلغاز" والديوان المغربي للكهرباء ومياه الشرب، بتزويد الشركة التونسية للكهرباء والغاز بالكهرباء طيلة فصل الصيف.

وكشف المدير العام لمجمع "سونلغاز"، محمد عرقاب، أن "الجزائر والمغرب سيزودان تونس بما بين 200 إلى 300 ألف ميغاواط للسماح لها بتغطية احتياجاتها من هذه الطاقة".

وليست هذه المرة الأولى التي تشتري فيها تونس الكهرباء من الجزائر لمواجهة الطلب الداخلي، حيث اعتادت تونس على الاستعانة بالطاقة الجزائرية منذ أكثر من 5 عقود، إبّان عهدَي الرئيسين الهوّاري بومدين والحبيب بورقيبة.

وبحسب مدير التسويق في المجمع الجزائري للكهرباء، حميد الحواس، فإن "المفاوضات بين الشركتين الجزائرية والتونسية لم تستغرق كثيراً من الوقت، نظراً للتاريخ المشترك بين الطرفين".

وأضاف المتحدث نفسه لـ"العربي الجديد" أن "الجزائر ستزوّد تونس بحوالي 100 ألف ميغاواط انطلاقاً من محطة "عين أرنات" الجديدة (340 كيلومتراً شرق العاصمة) التي يقدر إنتاجها بحوالي 1200 ميغاواط".


ورفض مسؤولون في شركة "سونلغاز" الكشف عن قيمة العقد، إلا أن مصادر أكدت لـ"العربي الجديد" أن قيمة ما ستصدره الجزائر من كهرباء إلى تونس تتعدى فاتورته 12 مليون دولار.

وتتصدر شركة "سونلغاز" العمومية قائمة الشركات الجزائرية التي تعاني من صعوبات مالية حادة، حيث تبلغ الديون غير المحصلة قرابة 5 مليارات دولار، ما جعل الحكومة تفكر في العديد من المرات بفتح رأسمالها أمام الجزائريين والأجانب.

وتقدر طاقة إنتاج الجزائر من الكهرباء بحوالي 18 ألف ميغاواط، بعد دخول محطتي "عين أرنات" و"كاب جنات" (100 كيلومتر شرق العاصمة) حيّز الخدمة بطاقة إنتاج تقدر بنحو 1200 ميغاواط لكل محطة.

وعلى رغم تغطية الإنتاج الطلب الداخلي المقدر بـ12 ألف ميغاواط، بحسب الأرقام الرسمية، تشهد الجزائر انقطاعاً متكرراً للكهرباء، بخاصة في المحافظات الواقعة جنوب الجزائر، جرّاء ارتفاع الطلب في فصل الصيف، إلى مستويات مرتفعة للاستهلاك وقت الذروة في الفترة الممتدة من منتصف النهار إلى الرابعة عصراً.

الخبير الطاقوي محمود فيلالي اعتبر أن "الحديث عن تصدير الكهرباء بات يشكل مصدر غرابة بالنسبة إلى الجزائريين الذين تعودوا على الانقطاع المتكرر في فصل الصيف بعد تسجيل البلاد مستويات غير مسبوقة للاستهلاك الداخلي، وكأن الحكومة تعيش في عالم بعيد من الواقع".


المتحدث نفسه أضاف لـ"العربي الجديد" أن "الجزائر سجلت الصيف المنصرم استهلاكا قياسيا بلع 14 ألف ميغاواط أول أغسطس/ آب 2017 عند الساعة 14:45 دقيقة، وبالتالي نحن أمام ارتفاع مستمر للاستهلاك بسبب تغير المناخ وارتفاع عدد السكان، ولم تجد بعد سونلغاز خطة متوازنة لضمان التقسيم العادل".

ولفت المتحدث إلى أنه "لا يمكن معارضة تصدير الكهرباء نحو الأشقاء في تونس، لكن يجب على الحكومة الجزائرية أن تحل مشكل الانقطاع المتواصل للكهرباء، بخاصة في الجنوب الجزائري، والذي دفع بالسكان إلى الخروج للاحتجاج في الشارع، قبل التوجه نحو التصدير".

وتدرس الحكومة إمكان رفع الدعم عن الطاقة، وفي مقدّمها الكهرباء والغاز والوقود، التي تكلف خزينة الدولة قرابة 20 مليار دولار سنوياً، وذلك من أجل ترشيد الإنفاق العمومي.

المساهمون