إسحاق بلفوضيل.. حلّ سحري لبلماضي أم خطة فاشلة؟

21 ابريل 2019
بلفوضيل نجم هوفنهايم (Getty)
+ الخط -
يعيش مهاجم نادي هوفنهايم إسحاق بلفوضيل أحلى أيام مشواره الكروي، من خلال العروض الكروية التي بات يقدمها على الملاعب الألمانية هذا الموسم، بمستويات تذكر ببلفوضيل بارما الذي خطف الأضواء وقتها وأسال لعاب الكبير إنتر ميلان، الذي استقدمه رفقة الأرجنتيني ماورو إيكاردي في ذات الموسم، غير أن هذا الأخير أصبح النجم رقم واحد للفريق وحاز قلوب الجماهير، في حين تراجع مستوى الدولي الجزائري لدرجة اللعب في الدوري الإماراتي، قبل أن يعود تدريجياً عبر الدوري الألماني، وقبله الدوري البلجيكي.

ما يقدمه بلفوضيل هذا الموسم ملفت للانتباه في مركز رأس الحربة الثاني، إذ وجد أخيراً راحته بعد أن وُظف بطريقة سليمة في المركز الذي يتألق فيه، بحيث لم يكن قادراً على التأقلم مع منصب رأس الحربة، فهو ليس من المهاجمين الذين يعشقون البقاء في الصندوق وتتبع أنصاف الفرص، لكون طريقة لعبه تختلف، فهي أقرب إلى رأس حربة ثان "تسعة ونصف" كما يسمى في قواميس الكرة الحديثة، فيجمع بين ثلاث مهمات؛ صناعة اللعب لرأس الحربة الأول، فتح المساحات لزملائه، الارتكاز على رأس الحربة للتسجيل، أي إن ثلث طريقة لعبه فقط للتسجيل، ومع ذلك فقد سجل 15 هدفاً، ويصبح بذلك أكثر اللاعبين العرب تسجيلاً في "البوندسليغا" خلال موسم واحد، متجاوزاً النجم المصري السابق محمد زيدان صاحب الـ13 هدفاً مع ماينز موسم 2006/ 2007.

ويصنع اسم مهاجم إنتر ميلان السابق، الحدث عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، إذ بات المطلب رقم واحد للجمهور الرياضي الجزائري، الذي أضحى يطالب المدرب الوطني جمال بلماضي باصطحاب المهاجم إلى مصر، لاستغلال المستوى الذي يبين عليه والاستفادة من الفعالية التي يبديها مؤخراً، وأنه الأحقّ بمرافقة الهداف بغداد بونجاح.

مشكلة بلفوضيل مع المنتخب الوطني أنه لم يستغل أبداً الفرص التي منحت له، وفشل فشلاً ذريعاً مع كل المدربين الذين تعاقبوا على رأس الجهاز الفني للمنتخب الجزائري، فلو نستثني حليلوزيتش لأن العلاقة بين الرجلين كانت متوترة جداً، ولم يتقبل البوسني كيف رفض اللاعب الدعوة قبل مباراة ليبيا في إطار تصفيات كأس أمم أفريقيا 2013، بعد أن وضع اسمه في القائمة التي نشرت تحسباً لهذا اللقاء، وهو ما جعله يرد له الصاع صاعين بإشراكه لمرة واحدة ولمدة دقيقتين فقط، في حين كان قد نال الفرصة كاملة مع غوركيف ومن جاء بعده، وصولاً إلى بلماضي الذي منحه الفرصة كاملة أمام البنين، لكنه لم يستطع استغلالها وترسيم نفسه بالطريقة التي احتل بها سليماني عرش سابقه جبور، أو بالإبهار من أول ظهور كما فعل بونجاح وأحال سليماني على الاحتياط.



ووسط هذا الضغط الجماهيري، والأهم ضغط الأرقام والمستوى المقدم مع ناديه، ناهيك عن غياب أسماء أخرى بنفس القيمة والجودة، قد يجد بلماضي نفسه أمام حتمية استدعاء بلفوضيل، رغم أنه قد وضعه ضمن قائمة المغضوب عليهم بعد خسارة البنين، لهذا فقد يكون إسحاق المنقذ الذي يمكنه اللعب في أكثر من منصب، سواء كرأس حربة ثاني مع بغداد بونجاح كما هو عليه الحال مع ناديه الآن ويجبر المدرب على تغيير نهجه التكتيكي، أو كصانع ألعاب متقدم بنفس طريقة بنزيمة مع ريال مدريد، لكن سيكون بحاجة إلى فعالية أكبر للجناحين وأن يكونا أكثر جرأة في الدخول، أو كلاعب جناح لأنه يمتلك السرعة والقدرة على المراوغة وهي صفات قلما تجدها في لاعب مثل إسحاق. أما الفرضية الثانية بأن يصطحب بلماضي مهاجمه بنيّة أن يكون بديلاً لبونجاح، وبالتالي تتكرر نفس الأخطاء، ويفشل بلفوضيل في التسجيل، ويترك منطقة جزاء الخصم ويتحرك يميناً ويساراً مانحاً الراحة لمحور الدفاع، ويجد لاعبو الجناح الصعوبة في إيجاد لاعب يمررون له وتتكرر نفس الأسطوانة.

ما على المدرب الوطني معرفته، أن اصطحاب بلفوضيل هو حلّ سحري لتحضير خطة بديلة في حالة اصطدم المنتخب بمنافسين يملكون دفاعات قوية، أو شلت كل نقاط قوة خطة بلماضي على الأجنحة بالتحول إلى اللعب على العمق، وأنه قد يتحول إلى حل فاشل في حال قرر اصطحابه ليكون بديلاً لبونجاح فقط.
المساهمون