أكد موسيقار كرة القدم العراقية نشأت أكرم أن ثمة رابطاً وطنياً وثيقاً بين ما يقدمه المنتخب العراقي من مستوى فني مميز في بطولة "خليجي 24"، وبين ما يجري في الشارع العراقي من احتجاجات وتظاهرات في البلاد.
وقال نشأت أكرم في حوار مع "العربي الجديد" إن المنتخبات العراقية كانت دائماً على موعد مع التوهج والتألق أثناء الأزمات والمحن، حيث عاد بالذاكرة إلى أولمبياد أثينا عام 2004، عندما تألق المنتخب الأولمبي تحت قيادة المدرب الوطني عدنان حمد، واحتل المركز الرابع في ظل ظروف قاهرة تزامنت مع الغزو الأميركي، قبل أن يتمكن الجيل نفسه بعدها بثلاث سنوات من إحراز لقب كأس آسيا 2007 بعد الفوز على المنتخب السعودي في المباراة النهائية، حيث خرج العراقيون إلى الشوارع بأعداد كبيرة للاحتفال بهذا الانتصار التاريخي، واجتمعت كل شرائح المجتمع لإظهار الوحدة على الرغم من الصراعات الطائفية التي كانت سائدة. وفيما يلي نص الحوار.
كيف تقيم مستوى الجيل العراقي الحالي؟
الحمد لله، هناك ولادة لجيل عراقي جديد في هذه البطولة. الكل كان متخوفاً في المباراة الأولى أمام العنابي بسبب الغيابات، لكن المدرب واللاعبين عرفوا كيف يتعاملون مع المباراة وخرجوا بثلاث نقاط غالية أمام بطل كأس آسيا، وهذه تُحسب للاعبين والمدرب.
هل كان لديك تخوف من الجيل الجديد؟
لا شك أن الثقة موجودة باللاعبين، لكن لا بد من وجود شك في البداية لأن المباراة الأولى كانت بمواجهة بطل آسيا، وهو فريق مستقر ويمتلك واحداً من أقوى الدوريات في المنطقة نظراً للإمكانيات المتوفرة، وهذا ما يجعل الظروف مختلفة .. لكن إمكانيات اللاعبين العراقيين وإصرارهم، والشعور بالمسؤولية التي تقع على عاتقهم، فضلا عن ظروف البلاد والآمال التي وضعها الشعب عليهم، كلها عوامل شكلت دافعاً كبيراً للبداية الجيدة.
ما هو السر في تألق اللاعب العراقي في عز الأزمات والمِحن؟
اللاعب العراقي "يتوارث" جيلا بعد جيل هذا التألق والإصرار أثناء الأزمات التي تتعرض لها بلاده، وأذكر جيدا خلال أولمبياد أثينا 2004 حين قدمنا عروضاً رائعة تحت قيادة الكابتن عدنان حمد، واحتل منتخبنا وقتها المركز الرابع في أفضل إنجاز للكرة العراقية في الألعاب الأولمبية .. وكانت البلاد حينها ترزح تحت ظروف الغزو الأميركي.
ونفس الجيل عاد وتألق وأحرز لقب كأس آسيا عام 2007 وتوحد الشعب رغم كل الصراعات الطائفية. هذا ما يملكه الشعب العراقي، وحتى اليوم نلاحظ أن معظم المتظاهرين في الشارع هم من جيل الشباب. بالتأكيد، الانتماء للبلاد والشعور بالمسؤولية والظروف والمعاناة التي يعانيها الشعب العراقي تجعل اللاعبين يضاعفون جهودهم ليفرِحوا هذا الشعب.
وكما توحد الشعب في 2007 بعد الحرب الطائفية، واليوم نرى أن خروج الناس للمطالبة بالحقوق يضاعف المسؤولية على اللاعبين، وقد شاهدنا في طريقة احتفال اللاعبين كيف وجهوا تحية إلى المتظاهرين في العراق، وهذا يدل أننا كعراقيين نعيش نفس الأجواء الموجودة في ساحة التحرير في بغداد وفي كل المحافظات.
كيف تنظر إلى المواجهة مع البحرين في نصف النهائي، وهل ثمة مقارنة مع المواجهات السابقة في التصفيات المزدوجة وبطولة غرب آسيا؟
أعتقد أن المباراة ستكون مختلفة هذه المرة مع البحرين. نحن لعبنا ثلاث مباريات مؤخرا، وواجهنا صعوبة شديدة في التسجيل لأنه منتخب منظم وجيد، ويلعب في كل مباراة بتشكيلة مختلفة. لكن أعتقد أن الظروف هذه المرة تبدو مغايرة. فلدي ثقة كبيرة باللاعبين، وأتوجه إليهم بالقول: أفرحوا شعبكم وذويكم. أنا أتابع حاليا المنتخب العراقي بصفتي مشجعا وكأخ كبير لكل اللاعبين، وأتمنى لهم كل التوفيق.
وبشكل عام ليس هناك مباراة سهلة بكأس الخليج، كل المباريات صعبة وكل منتخب يحرص على ألا يتعرض للخسارة من المنتخب الشقيق والقريب منه، لكن بالنسبة إلينا تعرضنا للخسارة أمام البحرين في نهائي بطولة غرب آسيا على أرضنا، وأعتقد أن الفرصة متاحة اليوم لرد الدين.
اقــرأ أيضاً
كيف تقيم عمل المدرب كاتانيتش الذي تعرض لانتقادات شديدة قبل "خليجي 24"؟
لو أتينا على ذكر الأرقام، يجب التأكيد أن المدرب اليوم هو متصدر في التصفيات الآسيوية المزدوجة، وفي كأس الخليج أيضا. على المستوى الشخصي لا تربطني بالمدرب أي علاقة، لكن بالنتائج يبدو أن المدرب يقوم بعمله بشكل جيد. قبل التصفيات المزدوجة، كل التقديرات كانت تقول إن المنتخب الإيراني سيكون في صدارة مجموعته، لكن ما حصل حتى الآن هو أن منتخبنا في الصدارة. صحيح أن هناك أمورا تنقص المنتخب العراقي مثل الاستحواذ ونقل الكرة، لكن المدرب بالمقابل يحقق الانتصارات حتى الآن.
من ترشح أن يكون نشأت أكرم الجديد؟
بداية أتمنى ألا يكون هناك لاعب نشبّهه بيونس محمود، ونشأت أكرم، وأحمد راضي، وليث حسين. كل لاعب لديه إمكانياته وحضوره وأسلوبه. صحيح أنني أفضّل بعض اللاعبين وأرى نفسي فيهم، لكن أتمنى لكل لاعب أن يسلك طريقه بنفسه. على سبيل المثال هناك صفاء هادي، فهو لاعب ممتاز، ولديه جوانب مميزة بإمكانه أن يزيدها تميزاً، وأيضا هناك محمد قاسم الذي لديه القدرة اللافتة على التمريرات الطويلة والقصيرة والتي كنت أتميز بها.
رسالة توجهها للقطري أكرم عفيف أفضل لاعب في آسيا؟
مبروك لأكرم .. عريس آسيا كما أطلقت عليه، يستحق عن جدارة واستحقاق وهو إضافة كبيرة لمنتخب قطر وأحد خريجي أكاديمية أسباير. لقد عشت لسنوات في قطر وأعلم جيداً التخطيط الممتاز الذي أثمر التتويج ببطولة كأس آسيا. الحصول على اللقب القاري لم يأت من فراغ، ونتج عنه أيضا ولادة نجوم جدد منهم أكرم عفيف الذي أتوجه إليه بالقول إن الوصول إلى القمة سهل، لكن المحافظة عليها أصعب، خصوصا أنك ما زلت شاباً وفي بداية المشوار.
وقال نشأت أكرم في حوار مع "العربي الجديد" إن المنتخبات العراقية كانت دائماً على موعد مع التوهج والتألق أثناء الأزمات والمحن، حيث عاد بالذاكرة إلى أولمبياد أثينا عام 2004، عندما تألق المنتخب الأولمبي تحت قيادة المدرب الوطني عدنان حمد، واحتل المركز الرابع في ظل ظروف قاهرة تزامنت مع الغزو الأميركي، قبل أن يتمكن الجيل نفسه بعدها بثلاث سنوات من إحراز لقب كأس آسيا 2007 بعد الفوز على المنتخب السعودي في المباراة النهائية، حيث خرج العراقيون إلى الشوارع بأعداد كبيرة للاحتفال بهذا الانتصار التاريخي، واجتمعت كل شرائح المجتمع لإظهار الوحدة على الرغم من الصراعات الطائفية التي كانت سائدة. وفيما يلي نص الحوار.
كيف تقيم مستوى الجيل العراقي الحالي؟
الحمد لله، هناك ولادة لجيل عراقي جديد في هذه البطولة. الكل كان متخوفاً في المباراة الأولى أمام العنابي بسبب الغيابات، لكن المدرب واللاعبين عرفوا كيف يتعاملون مع المباراة وخرجوا بثلاث نقاط غالية أمام بطل كأس آسيا، وهذه تُحسب للاعبين والمدرب.
هل كان لديك تخوف من الجيل الجديد؟
لا شك أن الثقة موجودة باللاعبين، لكن لا بد من وجود شك في البداية لأن المباراة الأولى كانت بمواجهة بطل آسيا، وهو فريق مستقر ويمتلك واحداً من أقوى الدوريات في المنطقة نظراً للإمكانيات المتوفرة، وهذا ما يجعل الظروف مختلفة .. لكن إمكانيات اللاعبين العراقيين وإصرارهم، والشعور بالمسؤولية التي تقع على عاتقهم، فضلا عن ظروف البلاد والآمال التي وضعها الشعب عليهم، كلها عوامل شكلت دافعاً كبيراً للبداية الجيدة.
ما هو السر في تألق اللاعب العراقي في عز الأزمات والمِحن؟
اللاعب العراقي "يتوارث" جيلا بعد جيل هذا التألق والإصرار أثناء الأزمات التي تتعرض لها بلاده، وأذكر جيدا خلال أولمبياد أثينا 2004 حين قدمنا عروضاً رائعة تحت قيادة الكابتن عدنان حمد، واحتل منتخبنا وقتها المركز الرابع في أفضل إنجاز للكرة العراقية في الألعاب الأولمبية .. وكانت البلاد حينها ترزح تحت ظروف الغزو الأميركي.
ونفس الجيل عاد وتألق وأحرز لقب كأس آسيا عام 2007 وتوحد الشعب رغم كل الصراعات الطائفية. هذا ما يملكه الشعب العراقي، وحتى اليوم نلاحظ أن معظم المتظاهرين في الشارع هم من جيل الشباب. بالتأكيد، الانتماء للبلاد والشعور بالمسؤولية والظروف والمعاناة التي يعانيها الشعب العراقي تجعل اللاعبين يضاعفون جهودهم ليفرِحوا هذا الشعب.
وكما توحد الشعب في 2007 بعد الحرب الطائفية، واليوم نرى أن خروج الناس للمطالبة بالحقوق يضاعف المسؤولية على اللاعبين، وقد شاهدنا في طريقة احتفال اللاعبين كيف وجهوا تحية إلى المتظاهرين في العراق، وهذا يدل أننا كعراقيين نعيش نفس الأجواء الموجودة في ساحة التحرير في بغداد وفي كل المحافظات.
كيف تنظر إلى المواجهة مع البحرين في نصف النهائي، وهل ثمة مقارنة مع المواجهات السابقة في التصفيات المزدوجة وبطولة غرب آسيا؟
أعتقد أن المباراة ستكون مختلفة هذه المرة مع البحرين. نحن لعبنا ثلاث مباريات مؤخرا، وواجهنا صعوبة شديدة في التسجيل لأنه منتخب منظم وجيد، ويلعب في كل مباراة بتشكيلة مختلفة. لكن أعتقد أن الظروف هذه المرة تبدو مغايرة. فلدي ثقة كبيرة باللاعبين، وأتوجه إليهم بالقول: أفرحوا شعبكم وذويكم. أنا أتابع حاليا المنتخب العراقي بصفتي مشجعا وكأخ كبير لكل اللاعبين، وأتمنى لهم كل التوفيق.
وبشكل عام ليس هناك مباراة سهلة بكأس الخليج، كل المباريات صعبة وكل منتخب يحرص على ألا يتعرض للخسارة من المنتخب الشقيق والقريب منه، لكن بالنسبة إلينا تعرضنا للخسارة أمام البحرين في نهائي بطولة غرب آسيا على أرضنا، وأعتقد أن الفرصة متاحة اليوم لرد الدين.
كيف تقيم عمل المدرب كاتانيتش الذي تعرض لانتقادات شديدة قبل "خليجي 24"؟
لو أتينا على ذكر الأرقام، يجب التأكيد أن المدرب اليوم هو متصدر في التصفيات الآسيوية المزدوجة، وفي كأس الخليج أيضا. على المستوى الشخصي لا تربطني بالمدرب أي علاقة، لكن بالنتائج يبدو أن المدرب يقوم بعمله بشكل جيد. قبل التصفيات المزدوجة، كل التقديرات كانت تقول إن المنتخب الإيراني سيكون في صدارة مجموعته، لكن ما حصل حتى الآن هو أن منتخبنا في الصدارة. صحيح أن هناك أمورا تنقص المنتخب العراقي مثل الاستحواذ ونقل الكرة، لكن المدرب بالمقابل يحقق الانتصارات حتى الآن.
من ترشح أن يكون نشأت أكرم الجديد؟
بداية أتمنى ألا يكون هناك لاعب نشبّهه بيونس محمود، ونشأت أكرم، وأحمد راضي، وليث حسين. كل لاعب لديه إمكانياته وحضوره وأسلوبه. صحيح أنني أفضّل بعض اللاعبين وأرى نفسي فيهم، لكن أتمنى لكل لاعب أن يسلك طريقه بنفسه. على سبيل المثال هناك صفاء هادي، فهو لاعب ممتاز، ولديه جوانب مميزة بإمكانه أن يزيدها تميزاً، وأيضا هناك محمد قاسم الذي لديه القدرة اللافتة على التمريرات الطويلة والقصيرة والتي كنت أتميز بها.
رسالة توجهها للقطري أكرم عفيف أفضل لاعب في آسيا؟
مبروك لأكرم .. عريس آسيا كما أطلقت عليه، يستحق عن جدارة واستحقاق وهو إضافة كبيرة لمنتخب قطر وأحد خريجي أكاديمية أسباير. لقد عشت لسنوات في قطر وأعلم جيداً التخطيط الممتاز الذي أثمر التتويج ببطولة كأس آسيا. الحصول على اللقب القاري لم يأت من فراغ، ونتج عنه أيضا ولادة نجوم جدد منهم أكرم عفيف الذي أتوجه إليه بالقول إن الوصول إلى القمة سهل، لكن المحافظة عليها أصعب، خصوصا أنك ما زلت شاباً وفي بداية المشوار.