الريجستا المتحرك.. الصيحة الجديدة في عالم التكتيك

31 ديسمبر 2016
تألق ملحوظ لألكانتارا ونزونزي هذا الموسم (Getty)
+ الخط -
"لن أرحل مع بيب، أنا لاعب أملك شخصية وضع قوية وسأثبت نجاحي بمفردي في أي مكان". أثبت تياغو ألكانتارا صدق كلماته هذا الموسم، مع أداء استثنائي رفقة كارلو أنشيلوتي في مغامرته الجديدة مع بايرن ميونخ، ليخطف اللاعب البرازيلي الأصل الإسباني الجنسية الأضواء من الجميع، ويقدم نفسه كواحد من أبرز نجوم البافاري، في دلالة جديدة على أهمية لاعب الوسط المتحرك في التكتيك الجديد.

بديل ألونسو
وضع أنشيلوتي الثنائي فيدال وألونسو في المحور أمام لايبزيغ، مع إعطاء تياغو الحرية الكاملة في المركز 10 خلف الهجوم، وقدم اللاعب مباراة مثالية في كل شيء، بسبب قدرته على شغل المساحات في وبين الخطوط، مع تحركه المستمر تجاه الأطراف وداخل القنوات الشاغرة بين قلبي الدفاع وظهيري الخصم، لذلك فاز بايرن بكل سهولة واستحق مسجل الهدف الأول نجومية قمة البوندسليغا قبل فترة التوقف.

ويبقى السؤال في بافاريا، من يخلف ألونسو في خانة الارتكاز في حالة إرهاقه لعامل السن أو إصابته؟ ومع ذهاب أغلب التوقعات إلى كيميتش أو فيدال نتيجة قوتهما الدفاعية، فإن آراء أبرز المختصين في التكتيك ترجح كفة تياغو في هذا المركز الحساس أمام خط الدفاع، ليتماشى إنتاجه مع وصف فالدانو العبقري الذي يلخص فيه مركز قائد الأوركسترا في منطقة الارتكاز الدفاعي.

لديه القوة لتغيير مجريات اللعب، وفرض نفسه على أي مباراة، مثل أي قائد حقيقي، لذلك مهما كبر في السن، يستطيع التألق في المواجهات التي تحتاج إلى منظم للوسط. وبالتالي يمكن لألكانتارا شغل مكان ألونسو مستقبلا، ليتحول إلى نسخة قريبة من "الريجستا" لكنها متحركة أكثر بسبب عامل المراوغة، الذي يمنحه أفضلية الاحتفاظ بالكرة تحت الضغط وهزيمة المدافعين أثناء التحولات من الدفاع إلى الهجوم.

مفاجأة الأندلس
أدت ترشيحات وضع ألكانتارا في خانة الارتكاز إلى تسليط الضوء على لاعب آخر يؤدي بامتياز هذا الموسم، إنه ستفين نزونزي نجم إشبيلية في الليغا، واللاعب الذي تغير كثيرا تحت قيادة المدرب الأرجنتيني سامباولي، فالفرنسي تألق سابقا في البريميرليغ مع ستوك سيتي، لكن خلال طريقة لعب 4-2-3-1 التي تعتمد على ثنائية الارتكاز.

يلعب نزونزي غالبا بجوار لاعب آخر، أحدهما يصعد للهجوم بينما يبقى الآخر في مناطقه للحماية، وحصل اللاعب على مكان أساسي سريعا بسبب قوته البدنية وتميزه في ألعاب الهواء، ليتمركز أكثر أسفل دائرة المنتصف في الحالة الدفاعية، بينما يصعد أكثر إلى الهجوم مع ثبات زميله الآخر خلفه أو على مقربة منه.

وخلال فترته مع إشبيلية إيمري، لعب الوسط بنفس الطريقة تقريبا، مجرد ارتكاز مساند في محور فارس الأندلس، لا يلعب بمفرده أبدا ولا ينطلق للأمام إلا بحساب، مع تبادله أداء الواجبات الدفاعية رفقة لاعب آخر، هكذا ظل لسنوات طويلة بنفس النسق، حتى مجيء سامباولي، الرجل الذي حوله إلى مركز جديد نوعا ما، يعرف بالارتكاز الحر أو الريجستا القوي بدنيا.

صيحة جديدة
إذا كان تياغو يستطيع اللعب كريجستا بسبب مهارته، فإن نزونزي يقوم بدور قريب مع إشبيلية لكن نتيجة خفته وسرعته واندفاعه البدني، فاللاعب هو صمام الأمان في خطة 3-1-3-3 للمدير الفني القادم من أميركا اللاتينية. يشبه خورخي مثله الأعلى بييلسا، لذلك يلعب أكثر بثلاثي في الخلف، مع لاعب ارتكاز وحيد في الوسط، وستيفن هو الخيار المنطقي حتى الآن.

يمتاز الارتكاز الممرر بالتفكير بعيد المدى، واستخدامه العقل قبل القدم مثل بيرلو وأقرانه، ومع التأكيد على صعوبة وضع نزونزي في هذه المنزلة بالقرب من الإيطالي القدير وحتى تياغو ألكانتارا، فإن نجم إشبيلية الجديد قدم أبعادا أخرى لهذا المركز، بسبب قوته في الاحتفاظ بالكرة نتيجة حجزه أمام المدافعين، وسرعته في الانتقال بالهجمة من الخلف إلى نصف ملعب الخصم، لذلك هو أقرب نسخة إلى الريجستا على طريقة شيلي بييلسا وسامباولي، حيث السرعة والقوة البدنية هما المعيار.

نزونزي ليس ريجستا صريحاً ولا يشبه نجوماً بقيمة بوسكيتس وفيراتي وفيغل، لكنه يتفوق على كل هؤلاء في لعبة الركض المتواصل، لذلك يناسب بشدة الفرق التي تلعب بضغط مستمر، ومن تبحث دائما عن التفوق في الهواء والحصول على الكرة الثانية إنكليزيا، لذلك لا غرابة في اهتمام كبار الأندية بطريقة لعبه وأولها مانشستر سيتي.

المساهمون