من الـ "3-5-2" إلى كارثة جونز...أسباب سقوط "يونايتد" مورينيو

28 اغسطس 2018
هل يُقال جوزيه مورينيو قريباً؟ (العربي الجديد، Getty)
+ الخط -
تعرَّض مانشستر يونايتد لخسارة قاسية على أرضه في ملعب "أولد ترافورد" أمام توتنهام بثلاثة أهداف نظيفة، وهي الخسارة الثانية للمدرب البرتغالي جوزيه مورينيو في ثلاث مباريات، الأمر الذي يُنذر بكارثة كبيرة قادمة. لكن ما هي الأسباب الأربعة التي جعلت "يونايتد" يسقط بهذه النتيجة العريضة أمام جماهيره؟


3-5-2: حسابات غير دقيقة
كان على مورينيو أن يقلب الأمور بعد الخسارة أمام برايتون في الأسبوع الماضي. لذلك اختار المدرب النظام الذي ساعده كثيراً خلال فترة التحضيرات الصيفية واعتمد على خطة (3 – 5 – 2). وبتوظيف أندير هيريرا بدور دفاعي صريح بدا واضحاً أن مورينيو يتجه أكثر نحو (2-2-4-2) نظرياً وهو النظام الذي نجح في إسقاط تشلسي في الموسم الماضي. وربما مهمة هيريرا كانت الرقابة (رجل ضد رجل) على لوكاس مورا أو ديلي آلي مثلما فعل مع إدين هازارد في السابق.

لكن جوزيه مورينيو أغفل أن فوزه على تشلسي بهذه الطريقة حصل بسبب تواجد لاعبين (رجل لرجل) هما هيريرا ودارميان آنذاك. هذا النظام السلس الذي جعل "يونايتد" يصنع جداراً يتحرك براحة مؤلف من (لاعب خط وسط ومهاجمين) والذي صنع الخطورة الكبيرة ضد تشلسي خصوصاً عند التحول من الدفاع إلى الهجوم بسبب الكثافة العددية في الثلث الأخير من الملعب.

ضد توتنهام، هيريرا كان الوحيد الذي يلعب دور الرقابة (رجل لرجل). نيمانجا ماتيتش أصبح لاعب الوسط في قلب الوسط المُجرد من الحماية أمام هجمات توتنهام السريعة، وهو الأمر الذي تكرر في أكثر من هجمة خلال المباراة. هيريرا راقب هاري كين فقط (رجل لرجل) وتحول في اللقاء إلى ما يُشبه قلب دفاع ثالث. الأمر لم يكن مشكلة في الشوط الأول، لكن عندما قرر توتنهام الخروج ولعب كرة القدم وقعت الكارثة...

لوكاكو فقد أعصابه
لوكاكو مُتهم بأنه لا يظهر بأداء قوي في المباريات الكبيرة، وتأكد الأمر رسمياً في مواجهة فريق توتنهام على ملعب "أولد ترافورد"، خصوصاً في الكرة الانفرادية التي أهدرها بطريقة غريبة أمام مرمى خالٍ من حارسه. زاوية الرؤية بالنسبة للوكاكو كانت جيدة واستعمل القدم الصحيحة لكنه أخطأ الشباك لأنه لم ينظر إلى المرمى أبداً وفقد أعصابه خلال لعب الكرة، وطبعاً هدف في هذا التوقيت كان سيُغير الكثير من الأمور تكتيكياً.

بعد ذلك أهدر لوكاكو رأسية خطيرة أيضاً وأضاع في الشوط الثاني فرصة خطيرة، ثلاث فرص كانت كفيلة بترتيب أوراق مانشستر يونايتد على أرض الملعب وتفادي الهدفين اللذين قتلا كل شيء في اللقاء.

كارثة فيل جونز
تعرض جوزيه مورينيو لانتقادات كثيرة بسبب خط دفاعه الهش والذي يفتقد للكثير من الثقة، خصوصاً في المباريات الكبيرة. وبعيداً عن إريك بايلي وفيكتور لينديلوف، فإن فيل جونز كان المشكلة الكبيرة، وربما كان هذا خطأ مورينيو الكبير أمام توتنهام.

في الشوط الأول حاول جونز بكل ما يملك أن يحرص على عدم تسجيل توتنهام لأي هدف ونجح بذلك مع بعض التحفظات. في الشوط الثاني أصبح اللاعب في خبر كان، ففي لقطة الهدف الأول أفلت هاري كين منه بسهولة وسجل في دي خيا.

وفي لقطة الهدف الثاني انطلق كريستيان إريكسن وحيداً دون رقابة من جونز والذي بدوره مرر الكرة للوكاس مورا الذي تابع الكرة في الشباك مباشرةً. كان جونز خارج نطاق التغطية أصلاً في الحالتين. بعد ذلك تعرض لإصابة وخسر مورينيو تبديلاً لأنه بدل مركزاً بمركز فقط.



اليأس والحظ العاثر
لم تسر الأمور بشكل جيد لمانشستر يونايتد في المباراة وكل شيء كان يسير عكس جوزيه مورينيو وفريقه. أخطاء في التمرير دفاعياً، المهاجمون يهدرون الفرصة تلو الفرصة، سوء تحرك فيل جونز، سوء أداء توتنهام في أول 30 دقيقة، لم يستغله "يونايتد" أبداً.

انقلبت الأمور بعد ذلك في غمضة عين وبهجمات مرتدة قاتلة من توتنهام قضت على "الشياطين الحُمر" تماماً. يبدو أن الأمور ليست بخير في مانشستر وبدأ اليأس يُسيطر على الجماهير واللاعبين وربما المدرب، وقد تنهي إدارة مانشستر هذه الأزمة بقرار بسيط وهو إقالة جوزيه مورينيو من منصبه.

المساهمون