2018.. سنة كابوس ماجر الذي انتهى بحلم بلماضي

02 يناير 2019
المدرب جمال بلماضي (Getty)
+ الخط -

الآن وقد ودعنا سنة 2018 بكل ما حملته أيامها من أحداث كروية، منها ما كان مثيراً مفرحاً، ومنها ما كان محزناً محبطاً، فعالم الكرة مليء بالتغيرات التي لا يمكن لأحد أن تخطر في باله، فجماهير ريال مدريد لم تتجرع بعد الرحيل المزدوج لزيدان ورونالدو عرابي الثلاثية التاريخية، وجماهير ليفربول لا تزال في دهشة من المستوى الثابت لفريقها وسيطرته على البريميرليغ، محبو المنتخب الفرنسي عاشوا حلما رائعا خلال كأس العالم، والمنتخبات العربية لم تفهم جماهيرها بعد المستوى الباهت والخروج المبكر من المونديال.

في الجزائر الأمور تختلف، اختلاف وتباين الأحاسيس التي عاشتها الجماهير خلال مشوار المنتخب الجزائري هذا العام، فالبداية كانت والسواد القاتم يبسط ظلمته على أفكار الجميع، فحال منتخبها كان في وضع كارثي مع المدرب السابق رابح ماجر، الذي شكل الاستثناء، حيث اجتمعت كل الآراء حوله، جمهوراً وإعلاماً وأهل الاختصاص، أن الفشل هو مصير هذا المدرب، وألا أمل يترك الاتحادية تحافظ عليه.

ماجر الذي كتب اسمه بحروف من ذهب كلاعب في مختلف الملاعب العربية، يكفيه فخراً أنه أول لاعب عربي يحمل لقب دوري الأبطال الأوروبي أكبر إنجاز يحلم به أي لاعب، وأي تتويج، فقد زُين بهدف عالمي بالكعب، جعل جميع المعلقين يذكرونه كلما سُجل هدف بنفس الطريقة، فصار ماركة مسجلة باسمه، غير أن ماجر المدرب وقبله ماجر المحلل قضيا على كل ما بناه ماجر اللاعب.

كابوس ماجر اشتد ظلامه ليصل إلى درجة الانهزام على أرضية ملعب 5 جويلية، في المباراة التي كتبت تفاصيل الليلة الأخيرة، التي جرت وقائعها في العاصمة البرتغالية أمام رفاق رونالدو، لتنجلي الغيوم عن المنتخب وتظهر بوادر الأمل مستقبلا.

وسط الخوف من تكرار نفس السيناريو وأن تكون الشمس التي أشرقت أنوارها على المنتخب مجرد شمس شتاء خداعة سرعان ما تتلبد غيوم الفشل من جديد، خاصة بعد سقوط بعض الأسماء المرشحة الواحد تلو الآخر، كتبت على هذه الصفحات، أن الحل سهل وبسيط يتمثل في المدرب الشاب جمال بلماضي، الذي شكل رقما صعبا في معادلة الكرة القطرية لأكثر من عشر سنوات، سواء مع منتخبها الوطني أو نادي الدحيل.

في الأخير جاءت الرياح كما اشتهت سفن عشاق المنتخب الجزائري، وهب نسيم عليل على الخضر قادما من قطر، وتم تعيين جمال مدرباً، ورغم رؤية بعضهم المتشائمة، أكدنا أن المستقبل كبير أمام المنتخب بوجود هذا الطاقم، الذي يتسم بالحيوية من جهة وبالاطلاع على كل تفاصيل كواليس الخضر.



الكابوس الذي خلق جوا من التشاؤم انتهت أطواره بحلم وردي يتقاسمه كل عشاق المنتخب الجزائر، سواء من داخل الجزائر أو من خارجها، كأن سنة 2018 شابهت الليل بتفاصيله، فقبل أن تطلع شمس الفجر، تصبح السماء أكثر ظلاما.

إن كان الحلم قد بدأ، غير أن المبالغة في التفاؤل سبق أن قضت على الخضر وأدخلته دوامة الشك من جديد، فالأحلام وجدت لتتحقق بعد الاستفاقة، ولأن فترة الأحلام قد انتهت بنهاية عام 2018، فقد حان الوقت للواقع خلال السنة الجديدة 2019، بواقع يجب أن يكون مبينا على حقائق من دون نفاق، وعلى أسس صحيحة، وتفادي أي ضجيج يعكر الأجواء ويكسر صمت التركيز.

بلماضي ليس ساحرا جاء يحمل معه عصاً تحول أي تراب إلى ذهب، لكنه مجرد جزء من سلسلة طويلة مسؤولة عن مستقبل الخضر، فالجميع مطالب بالعمل الجاد و تفادي الصراعات، والبحث عن رسم خريطة الطريق نحو النجمة الأفريقية الثانية والمشاركة في المونديال للمرة الخامسة.

المساهمون