يُشكل لاعب خط الوسط الحجر الأساس في أي فريق، وظيفته الأساسية الربط بين الدفاع وخط الوسط، والحجر الأساسي الذي يُحرك المجموعة بأكملها. لكن ما يُميز لاعب خط وسط عادي من لاعب متفوق، هو قدرته على ضبط الإيقاع من خلال التمرير وقدرته على الاعتراض ورؤيته في الكرات الطويلة.
لكن لا يملك جميع لاعبي خط الوسط كل هذه الخصائص التي ذُكرت أعلاه، بعضهم طريقة اللعب تعتمد على الانطلاق بالكرة من الثلث الأول لفريقه، هذه النوعية من لاعبي خط الوسط تُسمى "الريجيستا" أو "صانع الألعاب المتأخر".
"الريجيستا" باللغة الإيطالية تعني "المخرج". تعني حرفياً الرجل الذي يُخرج المشهد، وكروياً مخرج العمل الهجومي لأي فريق. اللاعب "الريجيستا" ليس الذي يركض حول الملعب خلف الكرة، لكنه الذي يبدأ التحرك عبر التراجع للخلف قليلاً أمام قلبي الدفاع والبحث عن زملائه في الملعب.
ربما أفضل من شغل هذا المركز "الريجيستا" الملك "بيرلو" وإلى جانبه أساطير مثل غوارديولا، زيدان، تشافي وحالياً يمكن اعتبار سيرجيو بوسكيتس وتوني كروس وجوريجينيو "ريجيستا" مع برشلونة وريال مدريد وتشيلسي. وهناك طبعاً ميراليم بيانيتش الذي يملك صفات "الريجيستا" على أرض الملعب.
"ريجيستا" جديد في برشلونة؟
ارتبط اسم ميراليم بيانيتش مؤخراً بفريق برشلونة ويبدو أن الصفقة تسير في الطريق الصحيح بانتظار الاتفاق الأخير مع فريق يوفنتوس الإيطالي. سيكون لاعب خط وسط مُتكاملا مع النادي "الكتالوني" من دون شك، فما هو دور بيانيتش التكتيكي على أرض الملعب؟
الخروج بالكرة
يتمركز بيانيتش كثيراً أمام قلبي الدفاع لاستلام الكرة وهي طريقة يفضلها المدرب كيكي سيتين في برشلونة كثيراً ومن أهم أدواره الهجومية "الخروج الصحيح بالكرة". يتمركز في المساحة المناسبة دائماً وينتظر كرة الزميل أو الحارس. وحتى أمام فريق ضاغط بيانيتش قادر على المحافظة على هدوئه ثم التمرير بدقة.
من أبرز ميزات بيانيتش في الخروج بالكرة:
- التراجع خطوة للاستلام الصحيح
- رؤية واضحة للملعب قبل التمرير
- التمركز في المساحة (خصوصاً أمام قلبي الدفاع)
- التعامل بهدوء مع ضغط المنافس
- إقصاء المنافسين من اللعبة بتمريرة واحدة
إيصال الكرة للثلث الأخير
يتحرك بيانيتش نحو المساحة الفارغة دائماً وهو الأمر الذي يساعده على خلق خيارات لنفسه لتمرير الكرة بدقة، وطبعاً ميزة "الرجل الثالث" على أرض الملعب لكي يجد نفسه دائماً في المساحة المناسبة. بعد ذلك تُساعده رؤيته في صناعة تمريرات مُميزة في الثلث الأخير تصنع كل الخطورة على مرمى المنافس.
يُحافظ بيانيتش دائماً على "المثلث" مع قلبي الدفاع ودائماً ما يخلق لنفسه المساحة للاستلام والتسليم السريع للمهاجمين في الثلث الأخير. وفي حال لم يصنع التمريرة الحاسمة، يُساهم في صناعة الخطورة إما عبر الاستلام والتسليم لخرق خطوط الدفاع أو الوقوف على خط المنطقة ومتابعة كرة مرتدة بتسديدة.
أدوار دفاعية
في يوفنتوس لعب بيانيتش في خط وسط مؤلف من ثلاثة لاعبين أحياناً ومع ثنائي يركض كثيراً، يحاول في معظم الأحيان المحافظة على خط واحد مع الثنائي وأحياناً يخرج للضغط على أول حامل كرة من المنافس. بينما في حال ضغط الفريق نحو الأمام، يُحافظ بيانيتش على موقعه في الوسط ويتأخر ولا يضغط كثيراً.
وبسبب تمركزه المتأخر في حالة الضغط العالي أحياناً من زملائه، ينجح بيانيتش في قطع معظم الكرات وصناعة هجمات مرتدة سريعة مُثمرة. وفي حالة وصول المنافس إلى داخل منطقة الجزاء، يتمركز بيانيتش دائماً في المكان المناسب لاعتراض الكرة العرضية.
من أبرز صفاته الدفاعية:
- التمركز الدائم أمام المدافعين لاسترجاع الكرة الثانية
- قطع مسار الكرات العرضية
- عدم الإفراط في الضغط والبقاء متأخراً في الوسط
- الرؤية الواضحة لمسار الكرة المتوقع
في النهاية نجاح بيانيتش مع برشلونة، وإن تمت الصفقة طبعاً، يعتمد على طريقة توظيفه على أرض الملعب إن كان في مركز خط وسط (CM) أو (DCM). وبالطبع بيانيتش ليس مثالياً فهو يملك نقاط ضعف أهمها الكرات الهوائية والتدخلات، لكنه يملك خصائص "الريجيستا" القادر على نقل الهجمة وصناعة التمريرات الأنيقة والمساهمة في الواجبات الدفاعية والهجومية بطريقة راقية.