يعيش العالم بأسره في معاناة كبيرة بسبب انتشار فيروس كورونا الجديد، ويقضي عدد هائل من الناس أيامهم هذه في الحجر المنزلي، ويحاول كلّ شخص بطريقته تمضية الوقت وإضاعته إن كان من خلال ممارسة ألعاب الفيديو أو على مواقع التواصل الاجتماعي أو القراءة وكذلك مشاهدة الأفلام.
تضرب الشائعات حول فيروس كورونا عزيمة القاطنين في منازلهم حتى لو كانوا يعلمون أن ما يقال ليس صحيحاً، لم لا نبتعد عن هذه السلبية لنغوص في عالم التحفيز، لنتحدث معاً عن قصص رياضية من شأنها أن تعيد النشاط والحيوية وأن تؤكد لكم أن هذا الأمر لن يستمرّ طويلاً وستعود الحياة ومعها الرياضة وكرة القدم مجدداً.
لسنوات خلت عشنا مع عالم الرياضة لحظاتٍ أسطورية، واليوم في الحلقة الثالثة نستكمل تلك القصص.
حوَّل الفقر إلى تحدٍّ
"أنا أعلم معنى الفقر، لن أنسى أبداً أين بدأ كل شيء، فهذا الأمر جعلني أصل إلى ما أنا عليه الآن"، هذه الجملة قالها الملاكم الفيليبيني ماني باكياو يوماً، وهو الذي تحول إلى ملاكم من الطراز العالمي.
كان باكياو كسوبر مان، يُهرول إلى الحلبة ليفجّر طاقاته في تأدية عمله ومن ثم يعود إلى حياته الطبيعية تماماً كالإنسان العادي.
إذا ظننت أن الحجر في المنزل لشهرٍ أو ربما اثنين وربما 3 قد يكون نهاية العالم فعليك معرفة ما حصل مع باكياو أولاً، كان يتدرب في مكان مزرٍ للغاية، منطقة تمارينه ضيقة لا تكاد تكفي لشخصين، غرفة موحشة سقفها منخفض والهواء فيها معدوم بدون أي نوافذ ومراوح، حارة للغاية والرطوبة فيها قاتلة، الهواء هناك كان مشبعاً برائحة العرق والبول القادمة من المراحيض في الأعلى؟ ماذا هل تشعر الآن أن وضعك جراء كورونا بات أسوأ؟ انتظر ما سيحدث.
كان باكياو يحول تلك الظروف إلى أمل والأمل إلى النجاح والنجاح إلى أسطورة في عالم الملاكمة، هناك تعلّم في أصعب الظروف أن الإنسان الناجح لا يأتي من العدم والفراغ، ففي عقله تبنى فكرة عدم الاستسلام.
لا تفقد الأمل
دائماً نسمع عبارة لدى المعلقين على التلفاز أن الألمان لا يستسلمون حتى الدقيقة الأخيرة، مقولة تربينا عليها منذ الصغر وعاشت معنا جيلاً وراء جيل في عالم كرة القدم.
في عام 1999 ربما تخلى بايرن ميونخ عن هذه الميزة، أو بطريقة ما استطاع مانشستر يونايتد سرقتها منه، وكأن السير أليكس فيرغسون أراد يومها أن يؤكد تلك الجملة التي باتت أشهر من نارٍ على علم في الكرة الإنكليزية "Fergie Time"، أي التسجيل في الوقت القاتل وقلب الطاولة على الخصم.
في مدرجات ملعب كامب نو بنهائي دوري أبطال أوروبا في ذلك العام، كانت جماهير النادي البافاري قد أطلقت أهازيج وأغاني الاحتفالات بالفعل، هي قاب قوسين أو أدنى من التتويج باللقب بعد سنواتٍ من الغياب تحديداً منذ موسم 1975-1976.
الخصم في تلك المواجهة كان نادي الشياطين الحمر، لكن ذلك لم يكن يُشكل خوفاً للمدرب القدير أوتمار هيتسفيلد رغم قوة المنافس الذي كان يضمّ تشكيلة مميزة، وبالفعل كان سيناريو البداية مثالياً لفريقه بعدما سجل ماريو باسلر هدف التقدم في الدقيقة السادسة.
كان الحارس أوليفر يومها فرحاً للغاية وهو يقترب لرفع اللقب كقائد للنادي البافاري، في المقابل قائد مانشستر يونايتد الحارس الأسطوري الآخر، الدنماركي بيتر شمايكل كان ينتظر ردّة فعلٍ من زملائه.
لم يقدر آندي كول ولا دوايت يوركي ولا حتى دافيد بيكهام وراين غيغز من اختراق شباك الفريق الألماني، قبل أن يُشرك فيرغسون تيدي شيرينغهام في الدقيقة 67 ومن ثم أوليه غونار سولسكاير في الدقيقة 81، فيما أهدر بايرن أكثر من فرصة خطرة، بينها كرتان ارتطمتا بالعارضة والقائم.
على ساعة يده كان الحكم الإيطالي المخضرم بييرلويجي كولينا يُناظر الوقت المتبقي مع حلول الدقيقة 90، وما هي إلا ثوان حتى أعلن حكم الراية عن 3 دقائق وقتاً بدل ضائع.
في المدرجات بدأت الاحتفالات باللقب لكن الصدمة كانت حين عادل شيرنغهام الكفة، هذا الأمر لم يكن النهاية، لذلك ليس عليك الاستسلام أو الترنح جراء الجلوس في المنزل بسبب كورونا، مانشستر يونايتد صبر 90 دقيقة لتسجيل الهدف الأول ثم جاء سولسكاير ليقتل أحلام الألمان بهدفٍ ثانٍ في الدقيقة 93، ليرفع اللقب التاريخي في ليلة لا يُمكن نسيانها.
هزيمة الرباط الصليبي
عانى النجم البرازيلي رونالدو من إصابات عديدة خلال مسيرته وعاش أزمات حقيقية قبل مونديال 2002، لم تكن البرازيل حتى يومها في أفضل حال، عانت في التصفيات تحت قيادة المدرب لوكسمبورغو وكانت قاب قوسين أو أدنى من الفشل في التأهل للمرة الأولى في تاريخها قبل أن يتسلّم لويس فيليب سكولاري الدفة ويغير المعادلة.
لم تكن البرازيل مرشحة للقب لكن الظاهرة رونالدو تحدّى الإصابة ناثراً سحره في تلك النسخة التي أقيمت في كوريا الجنوبية واليابان، حيث قاد البرازيل إلى النهائي لمواجهة منتخب ألمانيا، واستطاع بعدها أن يكون حاسماً في أصعب الظروف أمام تركيا حين هزّ شباك الحارس روشتو بوجه القدم على طريقة الأسطورة مواطنه روماريو، ليتأهل نجوم السامبا إلى المباراة النهائية وتحديداً لمواجهة ألمانيا.
اقــرأ أيضاً
هناك استطاع رونالدو أن يؤكد للعالم بأسره أن الخوف من عدم النجاح قد يكون سبباً في الفشل فعلاً، فسجل هدفين في شباك أوليفر سيبقيان في الذاكرة حتى نهاية العالم، إذ منح يومها السيليساو وشعبه فرحة عارمة بتحقيق لقب المونديال الخامس في التاريخ.
لسنوات خلت عشنا مع عالم الرياضة لحظاتٍ أسطورية، واليوم في الحلقة الثالثة نستكمل تلك القصص.
حوَّل الفقر إلى تحدٍّ
"أنا أعلم معنى الفقر، لن أنسى أبداً أين بدأ كل شيء، فهذا الأمر جعلني أصل إلى ما أنا عليه الآن"، هذه الجملة قالها الملاكم الفيليبيني ماني باكياو يوماً، وهو الذي تحول إلى ملاكم من الطراز العالمي.
كان باكياو كسوبر مان، يُهرول إلى الحلبة ليفجّر طاقاته في تأدية عمله ومن ثم يعود إلى حياته الطبيعية تماماً كالإنسان العادي.
إذا ظننت أن الحجر في المنزل لشهرٍ أو ربما اثنين وربما 3 قد يكون نهاية العالم فعليك معرفة ما حصل مع باكياو أولاً، كان يتدرب في مكان مزرٍ للغاية، منطقة تمارينه ضيقة لا تكاد تكفي لشخصين، غرفة موحشة سقفها منخفض والهواء فيها معدوم بدون أي نوافذ ومراوح، حارة للغاية والرطوبة فيها قاتلة، الهواء هناك كان مشبعاً برائحة العرق والبول القادمة من المراحيض في الأعلى؟ ماذا هل تشعر الآن أن وضعك جراء كورونا بات أسوأ؟ انتظر ما سيحدث.
كان باكياو يحول تلك الظروف إلى أمل والأمل إلى النجاح والنجاح إلى أسطورة في عالم الملاكمة، هناك تعلّم في أصعب الظروف أن الإنسان الناجح لا يأتي من العدم والفراغ، ففي عقله تبنى فكرة عدم الاستسلام.
لا تفقد الأمل
دائماً نسمع عبارة لدى المعلقين على التلفاز أن الألمان لا يستسلمون حتى الدقيقة الأخيرة، مقولة تربينا عليها منذ الصغر وعاشت معنا جيلاً وراء جيل في عالم كرة القدم.
في عام 1999 ربما تخلى بايرن ميونخ عن هذه الميزة، أو بطريقة ما استطاع مانشستر يونايتد سرقتها منه، وكأن السير أليكس فيرغسون أراد يومها أن يؤكد تلك الجملة التي باتت أشهر من نارٍ على علم في الكرة الإنكليزية "Fergie Time"، أي التسجيل في الوقت القاتل وقلب الطاولة على الخصم.
في مدرجات ملعب كامب نو بنهائي دوري أبطال أوروبا في ذلك العام، كانت جماهير النادي البافاري قد أطلقت أهازيج وأغاني الاحتفالات بالفعل، هي قاب قوسين أو أدنى من التتويج باللقب بعد سنواتٍ من الغياب تحديداً منذ موسم 1975-1976.
الخصم في تلك المواجهة كان نادي الشياطين الحمر، لكن ذلك لم يكن يُشكل خوفاً للمدرب القدير أوتمار هيتسفيلد رغم قوة المنافس الذي كان يضمّ تشكيلة مميزة، وبالفعل كان سيناريو البداية مثالياً لفريقه بعدما سجل ماريو باسلر هدف التقدم في الدقيقة السادسة.
كان الحارس أوليفر يومها فرحاً للغاية وهو يقترب لرفع اللقب كقائد للنادي البافاري، في المقابل قائد مانشستر يونايتد الحارس الأسطوري الآخر، الدنماركي بيتر شمايكل كان ينتظر ردّة فعلٍ من زملائه.
لم يقدر آندي كول ولا دوايت يوركي ولا حتى دافيد بيكهام وراين غيغز من اختراق شباك الفريق الألماني، قبل أن يُشرك فيرغسون تيدي شيرينغهام في الدقيقة 67 ومن ثم أوليه غونار سولسكاير في الدقيقة 81، فيما أهدر بايرن أكثر من فرصة خطرة، بينها كرتان ارتطمتا بالعارضة والقائم.
على ساعة يده كان الحكم الإيطالي المخضرم بييرلويجي كولينا يُناظر الوقت المتبقي مع حلول الدقيقة 90، وما هي إلا ثوان حتى أعلن حكم الراية عن 3 دقائق وقتاً بدل ضائع.
في المدرجات بدأت الاحتفالات باللقب لكن الصدمة كانت حين عادل شيرنغهام الكفة، هذا الأمر لم يكن النهاية، لذلك ليس عليك الاستسلام أو الترنح جراء الجلوس في المنزل بسبب كورونا، مانشستر يونايتد صبر 90 دقيقة لتسجيل الهدف الأول ثم جاء سولسكاير ليقتل أحلام الألمان بهدفٍ ثانٍ في الدقيقة 93، ليرفع اللقب التاريخي في ليلة لا يُمكن نسيانها.
هزيمة الرباط الصليبي
عانى النجم البرازيلي رونالدو من إصابات عديدة خلال مسيرته وعاش أزمات حقيقية قبل مونديال 2002، لم تكن البرازيل حتى يومها في أفضل حال، عانت في التصفيات تحت قيادة المدرب لوكسمبورغو وكانت قاب قوسين أو أدنى من الفشل في التأهل للمرة الأولى في تاريخها قبل أن يتسلّم لويس فيليب سكولاري الدفة ويغير المعادلة.
لم تكن البرازيل مرشحة للقب لكن الظاهرة رونالدو تحدّى الإصابة ناثراً سحره في تلك النسخة التي أقيمت في كوريا الجنوبية واليابان، حيث قاد البرازيل إلى النهائي لمواجهة منتخب ألمانيا، واستطاع بعدها أن يكون حاسماً في أصعب الظروف أمام تركيا حين هزّ شباك الحارس روشتو بوجه القدم على طريقة الأسطورة مواطنه روماريو، ليتأهل نجوم السامبا إلى المباراة النهائية وتحديداً لمواجهة ألمانيا.