جزر القمر... نسخة موريتانية جديدة أم صحوة كروية مؤقتة؟

17 نوفمبر 2019
حققت جزر القمر نتائج جيدة بتصفيات أفريقيا الماضية (Getty)
+ الخط -

استقلت جزر القمر رسمياً في منتصف السبعينيات عن فرنسا، لتبدأ رحلتها الإنسانية وأخيراً الكروية التي أصبح يشار لها بالبنان، إذ يراقب أكثر من 100 مليون مصري بعد ساعاتٍ لقاء كروياً يجمع بين منتخبي "الفراعنة" وجزر القمر، ضمن منافسات الجولة الثانية من عمر المجموعة السابعة لتصفيات كأس الأمم الأفريقية المقبلة في الكاميرون 2021.

ولم يكن متوقعاً أن يصبح منتخب جزر القمر حديث الصباح والمساء كروياً، لولا طفرة كرة القدم التي تعيشها حالياً ودشنتها بالفوز الغالي على توغو بهدف من دون رد في عقر دار الأخيرة في افتتاح التصفيات الأفريقية، لتحصد 3 نقاط تتصدر بها المجموعة السابعة، وبات الجميع يطرح السؤال نفسه "هل نحن أمام قوة كروية عربية جديدة؟" وهل تكرر جزر القمر سيناريو موريتانيا وتحصد تأشيرة التأهل إلى أمم أفريقيا لأول مرة في 2021 مثلما فعلها "المرابطون" في 2019؟

كل المؤشرات تسير نحو تحول الدولة التي لا يزيد عدد سكانها عن مليون نسمة (ما بين 870 ألف إلى 950 ألف نسمة) وفقا لأحدث التقديرات، إلى قوة كروية كبرى في السنوات المقبلة إذا ما استمرت رحلتها التصاعدية ونتائجها الجيدة يوماً بعد يوم.

ويعود سر صحوة الكرة في جزر القمر، بسبب حملة البحث عن نجوم الكرة الواعدين المحترفين في أوروبا، وبناء جيل من اللاعبين تتراوح أعمارهم بين 21 إلى 29 عاماً ممن يلعبون في دوريات مختلفة بما فيها الأندية المغمورة، يتصدرهم المحترفون في فرنسا مثل بنجالود يوسف مدافع أوكسير وشاكر الهدهور مدافع شاتورو، وقاسم عبدالله مدافع أتلتيكو الفرنسي، ونسيم عبدو مدافع مارتيغ الفرنسي، ويوسف ماشانغاما لاعب غانغون، بالإضافة إلى مجموعة أخرى محترفة في بلجيكا ورومانيا وهولندا والسويد وصربيا والنرويج، مثل علي أحمد حارس مرمى كونغسفينغر، وباكاري سعيد لاعب وسط فالفيك، وفايز سليماني هداف كورترايك، وألفاردو محمد هداف ريد ستارز، وناصر ماشد لاعب وسط غازميتان.

والمثير في الأمر أن تشكيلة جزر القمر الحالية المقررة لها ملاقاة المنتخب المصري لا تضم سوى لاعب وحيد في الدوري المحلي، وهو فواز فيداني لاعب وسط فولكان كلوب بطل جزر القمر، ولاعب آخر محترف في القارة السمراء وتحديداً في ناميبيا، وهو إبراهيم يوسف مهاجم نادي أفريكان ستارز، وأحد العناصر التي يراهن عليها المدير الفني أمير عبدو، ويعتبره بديلاً للثنائي سليماني وألفاردو بقيادة الهجوم، الذي يعد أقوى خطوط الفريق حالياً في ظل المستوى والخبرات التي وصل لها الثنائي، خاصة ألفاردو محمد المتألق في الدوري الصربي، الذي كان هدافاً لجزر القمر في التصفيات الماضية.

وبدأ الحديث عن جزر القمر كقوة كروية كبرى في العام الماضي 2018، عندما تعادلت فجأة مع المغرب 2-2 في تصفيات أمم أفريقيا، وتسببت جزر القمر في إشعال الغضب بين المدرب الفرنسي هيرفي رينار وجماهير "أسود الأطلس"، بسبب الأداء والنتيجة ووصفت وقتها بالفضيحة.

ولم ينتبه أحد إلى المنتخب الذي حقق بدوره نتيجة إيجابية أخرى ملفتة للنظر تمثلت في التعادل مع الكاميرون بطلة القارة سلبياً، وثالثة بالفوز على مالاوي 2-1 واحتلت جزر القمر المركز الثالث في مجموعته، برصيد 5 نقاط، وكان منافسا شرساً على وصافة المجموعة والحصول على تأشيرة التأهل إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية الماضية في مصر.

لكن منتخب جزر القمر نجح بإضافة خبرات كبيرة للاعبيه أملاً بتحقيق المعادلة الموريتانية "نسخة 2019" بالوصول إلى كأس الأمم الأفريقية المقبلة في الكاميرون نسخة 2021، وتعويض الإخفاق بتخطي المرحلة الأولى من تصفيات كأس العالم 2022، بعد التعثر أمام توغو بالتعادل 1-1 ذهاباً في جزر القمر، ثم الخسارة بهدفين دون رد في ملعب توغو إياباً، هي الهزيمة التي ثأر منها المنتخب العربي سريعاً وحقق الفوز على توغو بهدف من دون رد في افتتاح تصفيات كان 2021.

المساهمون