إقصاء الكبار من "الكوبا": أخطاء كيكي وزيدان

07 فبراير 2020
خروج مُدوٍ للكبار (Getty)
+ الخط -
في حدث لم تشهده الكرة الإسبانية منذ عشر سنوات، لن يحضر أي فريق كبير في الدور نصف النهائي من بطولة كأس ملك إسبانيا وخصوصاً ريال مدريد وبرشلونة، وذلك بعد الإقصاء المفاجئ لكل من النادي "الملكي" والنادي "الكتالوني" أمام ريال سوسييداد وأتلتيك بلباو. فكيف كانت الليلة السوداء على بطل "الليغا" وبطل "السوبر" الإسباني؟

برشلونة سقط رغم الأداء القوي

قدم فريق برشلونة أفضل أداء له خارج الأرض مع المدرب كيكي سيتين وأثبت الأخير أنه يعمل بجهد كبير بغية استعادة النادي "الكتالوني" مستواه المعهود، إلا أن هذا الأداء لم يكن كافياً لتأهل وصيف النسخة الماضية للمربع الذهبي. وربما مشكلة برشلونة في هذه المواجهة كانت هجومية وتمثلت في عدم استغلال للفرص التي سنحت، والتي كانت كفيلة بمنح النادي "الكتالوني" بطاقة التأهل.

فنياً، قدم كيكي فريقاً قوياً لأول خارج الأرض ربما من سنوات. الفريق لم يسقط دفاعياً أمام التحولات السريعة ومنع فريق أتلتيك بلباو من ميزة المرتدات وقطع عليه الطريق سريعاً، وذلك عبر الضغط العالي بلاعبين أو أكثر واستعادة الكرة سريعاً، بالإضافة للاستحواذ على الكرة وحرمان المنافس من اللعب راحة كبيرة من الخلف.

ونجح برشلونة في فرض أسلوبه هجومياً عبر الزيادة العددية على الأطراف والتي خلقت أكثر من فرصة سانحة للتسجيل. لكن أبرز سؤال يمكن طرحه للمدرب كيكي سيتين هو لماذا اختار الأسماء الهجومية (سيرجي روبيرتو، ميسي وفاتي) بدلاً من طريقة (ميسي، غريزمان وأنسو فاتي).

قد يكون اختيار كيكي لسيرجي روبيرتو على الجناح الأيمن هو الزيادة العددية في خط الوسط خصوصاً في المرتدات، وذلك لحماية الفريق أكثر من التحولات السريعة. لكن المشكلة أن الفريق فقد ميزة الجهة اليُمنى التي يشغلها ميسي، الذي يستلم الكرة ويشق طريقه ثم يصنع لزملائه أو يُسدد أو يراوغ ويُسجل.

وحتى في الشوط الثاني لم يُخرج سيتين روبيرتو لمنح الهجوم قوة أكبر، وكل هذا رغم السيطرة الكاملة للنادي "الكتالوني" وصناعة أكثر من فرصة للتسجيل. وفي وقت رفض كيكي إخراج روبيرتو، أخرج أحد أفضل اللاعبين في المباراة أنسو فاتي وأدخل غريزمان بدلاً منه. وهنا ربما، كان يجب على كيكي إدخال غريزمان في العمق الهجومي وتحويل ميسي نحو اليمين والمحافظة على أنسو فاتي على اليسار.


وبهذه الطريقة كان برشلونة سيصنع فرصاً أخطر وربما يأتي الهدف الذي كان ينتظر كيكي في المواجهة، إلا أن الحظ لم يُحالف النادي "الكتالوني" فجاءت الضربة القاضية من رأس ويليامز في الدقيقة 93، ليتأهل أتلتيك بلباو للدور نصف النهائي ويفشل برشلونة في هز الشباك بعد سيطرة كاملة طوال 90 دقيقة.

زيدان يتحمل المسؤولية
يتحمل المدرب الفرنسي زيدان وبشكل كبير مسؤولية الإقصاء من بطولة كأس ملك إسبانيا، وذلك بسبب الاختيارات الدفاعية في مباراة مصيرية وحساسة. فزيدان قرر أن يكون ميلياتو إلى جانب راموس في المحور وناتشو كظهير أيمن بدلاً من داني كارباخال.

بالنسبة لميليتاو فهو غير متفاهم كثيراً مع المدافع المخضرم سيرجيو راموس، وظهر في المباراة بعيداً وخارج اللعبة كثيراً، وترك وراءه فراغات كبيرة تسببت بالعديد من الثغرات الدفاعية. ووفقاً لمجريات المباراة، فإن 3 أهداف ريال سوسييداد جاءت نتيجة سوء تغطية في المحور الدفاعي بين ميليتاو وراموس، بينما سجل سوسييداد هدفاً من تسديدة أوديغارد الذي استغل عدم الرقابة من محور الدفاع.

وعانى فريق ريال مدريد كثيراً أمام الهجمات السريعة والتحولات المباشرة لفريق ريال سوسييداد، والتي ضربت الخط الدفاعي للنادي "الملكي"، خصوصاً في المحور الذي وُجِد فيه كل من راموس وميليتاو. وربما لو كانت اختيارات زيدان الدفاعية مُتمثلة في وجود فاران وراموس وكارباخال على الجهة اليُمنى لكانت طريقة الدفاع أفضل أمام هجمات سوسييداد.

ورغم الأداء الدفاعي الكارثي لريال مدريد في ملعب "سانتياغو برنابيو"، إلا أنه هجومياً كان فريقاً قوياً وتُرفع القبعة على الأداء القوي والروح القتالية التي كاد ينتج منها "ريمونتادا" أسطورية، إذ وعندما كان الفريق "الملكي" متأخراً (4 – 1)، قلب الطاولة هجومياً وقلص الفارق إلى (4 – 3).

وفي 90 دقيقة، تلقى أفضل دفاع في أوروبا أربعة أهداف على أرضه وأمام جماهيره في ملعب "سانتياغو برنابيو"، فدفع زيدان الثمن بالخروج من بطولة محلية. ليطرح السؤال الأهم: لماذا لم يلعب برافاييل فاران وسيرجيو راموس في المحور، فيرلاند ماندي ومارسيلو على الأجنحة في مباراة مهمة ومصيرية أمام منافس قوي وصعب؟


في النهاية دفع المدرب كيكي سيتين ثمن الاختيارات الهجومية وعدم الاعتماد على غريزمان رأس حربة، ميسي على اليمن وفاتي على اليسار. في المقابل، دفع المدرب زيدان ثمن مغامرته الدفاعية بأسماء غير منسجمة كثيراً ولا تلعب مع بضعها مباريات كثيرة هذا الموسم.

وبهذه النتائج، التحق كل من ريال مدريد وبرشلونة بالكبار إلى خارج بطولة كأس ملك إسبانيا، بعد أن سبقهما كل من أتلتيكو مدريد، فالنسيا وفياريال إلى الخارج.

المساهمون