نعم قدمت الأرجنتين أفضل أداء لها في "كوبا أميركا" وليس فقط هنا، بل قدمت أفضل أداء لها منذ أشهر طويلة. يوم لعب ميسي وقدمت الأرجنتين كل شيء لكي تُسجل سقطت أمام البرازيل. هدفان أشبه بخدعة سينمائية لا أكثر، فالأول صناعة مُخرج فنان وخبير اسمه داني ألفيش والثاني هو سيناريو مكتوب ثمنه الاندفاع الإيجابي.
في الشوط الأول كانت الأفضلية للبرازيل في بعض الفترات وتمثل التفوق فقط في المهارات الفردية والانضباط التكتيكي ونجومية داني ألفيش. وقبل أن تتلقى الأرجنتين الهدف الأول في الدقيقة 19، كانت متماسكة لكنها غابت هجومياً بدون ترابط بين الخطوط وغياب تام للأطراف.
لكن ما حصل في الشوط الثاني أنصف الأرجنتين فنياً وبدنياً وحتى تكتيكياً. ضغط على حامل الكرة، استرجاع سريع للكرة، شراسة في الهجوم، استخدام للأطراف بأفضل طريقة ممكنة وفرص خطيرة بالجملة. لكن هذا الأداء الكبير للمنتخب الأرجنتيني لم يُثمر عن شيء ولم تهتز شباك أليسون بيكير وكأن الحظ وقف سداً منيعاً أمام ميسي وزملائه وقال لا للأهداف اليوم.
وبطبيعة الحال ومع اختيار مدرب البرازيل الاعتماد على المرتدات في ظل ضغط شرس من الأرجنتين وتقدم خطوطه، ظهرت المساحات الشاسعة في ظهر منتخب "التانغو"، لتأتي الرصاصة القاتلة في صدر المنتخب الأرجنتيني بهدف ثان جاء من مرتدة توجت خطة المدرب تيتي في الشوط الثاني وأنهت كل أحلام ميسي والأرجنتين.
صحيح أن الأهداف هي كل شيء في كرة القدم، وصحيح أن الأداء لا يصنع الألقاب أو الأبطال، إلا أن ما قدمته الأرجنتين في مباراتها أمام البرازيل تستحق عليه جائزة وكانت تستحق هدف التعادل قبل حسم البرازيل للأمور بالهدف الثاني. وفي يوم مثل هذا صنعت فيه الأرجنتين كل شيء بإمكانات متواضعة وأحرجت البرازيل الأقوى فنيا وفي النهاية خسرت، لا يمكن الخروج إلا بخلاصة واحدة لا سواها: "فلتذهب الأهداف إلى الجحيم".