تُعد مواجهة "كلاسيكو الأرض" المباراة الأكثر شعبية في العالم، حيث يصل عدد مشاهديها إلى مئات الملايين حول العالم، والتي تجمع ريال مدريد وبرشلونة، اللذين يعدان من أبرز الأندية نجاحًا في كرة القدم، ويستمدان نفوذهما من خلال التعاقد مع أفضل اللاعبين في العالم على مر التاريخ.
ومن بين أبرز هده الأسماء يقف النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي صنع خلال تسعة مواسم في الليغا إثارة من نوع خاص، حيث خاض 30 مباراة لريال مدريد ضد برشلونة، وسجل 18 هدفاً.
وأفقد انتقاله إلى يوفنتوس في صيف عام 2018 الكلاسيكو رونقه في العديد من النواحي، وسنسلط الضوء في هذ التقرير على 3 عوامل أثرت على جودة مواجهة الريال وبرشلونة منذ رحيل رونالدو.
1- تحديه مع ميسي.. صراع داخل المواجهة
يعتبر كل من كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي من أشهر النجوم، إذ كان جمهور كرة القدم شاهداً على الوقت الذي ساعد فيه التنافس بينهما على إعادة مجد الكلاسيكو، وجاء انتقال رونالدو القياسي إلى "برنابيو" ليكتب ملحمة جديدة في تاريخ الساحرة المستديرة.
ونظرًا لقاعدتي اللاعبين الجماهيرية الهائلة، دارت مناقشات حول هوية اللاعب الأفضل، على الرغم من أنه قد يكون من المستحيل تقريبًا تحديد الطرف الأجدر بلقب الأكثر تميزاً.
وتعرض ميسي لإصابة بعد فترة وجيزة من رحيل رونالدو لإيطاليا، لكن نتيجة الكلاسيكو جاءت 5-1 لمصلحة البرسا، وهي الهزيمة المدوية التي تعرض لها الملكي في أكتوبر/ تشرين الأول 2018، وهو كان أول كلاسيكو منذ فترة طويلة لم يوجد فيه النجمان.
قدمت لنا منافسة رونالدو وميسي قصة مميزة قد لا تتكرر في أي مكان بعالم الرياضة، حيث كان النجم المولود في "ماديرا" هو اللاعب الوحيد الذي يمكنه العمل على نفس مستوى غريمه الأرجنتيني، وقد أخلى رحيله الساحة لميسي ليتصدر المشهد في مواجهات "كلاسيكو الأرض".
2- الريال فرّط بمصدر الأهداف الرئيسي
مع امتلاكه 450 هدفًا من 438 مباراة، يعتبر رونالدو أعظم هداف في تاريخ ريال مدريد مع تقديم 131 تمريرة حاسمة، علاوة على ذلك، فإن أهدافه الـ18 هي ثاني أعلى رصيد في تاريخ الكلاسيكو، خلف ميسي الذي سجل في 26 مناسبة.
ولم يعد سراً أن الريال كافح من أجل تعويض أهداف رونالدو، وعلى الرغم من أن بنزيمة ربما يكون قد بدأ الموسم بشكل جيد، لكنه سجل هدفين فقط من آخر 13 مباراة له.
وفي خمس مباريات ضد برشلونة منذ مغادرة رونالدو، سجل الملكي هدفين فقط، في حين أنه تلقى 10 أهداف، ومن الصعب أن يستعيد الريال طريق الصدارة، إذا بقي سجله التهديفي بهذا الخط المتراجع.
3-رونالدو.. حاسم المواجهات المهمة
بعد وصول بيب غوارديولا كمدرب لبرشلونة في صيف عام 2008، استعاد النادي سكة التألق، واستمر في حصد الألقاب، ليصبح أفضل فريق في تاريخ كرة القدم.
وكان فوزه 6-2 على ريال مدريد بـ "سانتياغو بيرنابيو" في مايو/ أيار 2009 بمثابة صدمة للعاصمة الإسبانية، ما أدى إلى تغييرات جذرية فيه، بما في ذلك عودة فلورنتينو بيريز رئيساً للنادي، واستعادة عصر الـ"غلاكتيكوس" وتعيين البرتغالي جوزيه مورينيو مدرباً للفريق.
وتفاقمت هيمنة الفريق الكتالوني منذ رحيل رونالدو، إذ فشل الريال في الفوز بأي من المباريات الخمس أمام برشلونة منذ ذلك الحين، وهذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن الملكي كان لا يُقهر ضد برشلونة، حيث حقق في عصر رونالدو ثمانية انتصارات وثمانية تعادلات مع 14 خسارة، من 30 مباراة كلاسيكو.
ومع ذلك، فإن النجم البرتغالي هو موهبة يمكن أن تحدث فرقاً، إذ أظهر اللاعب البالغ من العمر 35 عامًا مكانته خلال المباريات الحاسمة، وجاء معظم أهدافه الـ 18 ضد برشلونة في لحظات مميزة تركت أثراً دائمًا.
وكان هناك هدف رائع في الوقت الإضافي خلال نهائي مسابقة الكأس 2011 في فالنسيا، والذي أهدى فريقه الفوز بلقب الكأس الأول منذ عقدين تقريبًا، كما سجل في الانتصار 2-1 على ملعب "كامب نو" في إبريل/ نيسان 2012، لينهي هيمنة برشلونة على ثلاثة ألقاب متتالية في الدوري و55 مباراة لم يخسر فيها على أرضه بجميع المسابقات، وعلى الرغم من أن تفوق البلوغرانا كان واضحاً، فإن وجود رونالدو كان عاملاً وضع دفاعات المنافس في حالة تأهب قصوى.