من مدريد إلى باريس مروراً بتشيلسي.. ميركاتو بارد جداً

11 يوليو 2015
ميركاتو الصيف هادئ (العربي الجديد)
+ الخط -

ينتظر جمهور النادي الملكي صفقة بيريز السنوية، حيث إن رئيس ريال مدريد اعتاد التوقيع مع نجم كبير خلال السنوات الماضية، وبالطبع لا صوت يعلو فوق صوت صفقة جاريث بيل، مع مزيد من التألق مع الكولومبي خايمس رودريغز، اللاعب الذي تألق خلال مونديال 2014، ليجد نفسه بعد البطولة وسط كتيبة "النيو جلاكتيكوس" تحت قيادة الإيطالي كارلو أنشيلوتي.

ريال مدريد
يبدو أن الأمر هذه المرة مختلفاً، مدير فني جديد وإدارة كروية متغيّرة، رافا بينيتيز لا يحب التعامل مع الأسماء الرنانة، ويهوى بشدة بناء نظام تكتيكي قائم على الجماعية المفرطة في الأداء، لذلك سياسة الريال هذا الصيف هي التعاقد فقط مع الضروريات الفنية. كاسياس في الغالب سيرحل، وبديله المحتمل سيكون دي خيا، حارس مانشستر يونايتد، وفي حالة إصرار راموس على ترك العاصمة، فإن أوتاميندي أو بونوتشي في الصورة، وهكذا.

هذا عن حراسة المرمى والدفاع، الخط الذي تم تدعيمه بالظهير البرازيلي دانيلو لمساندة كارفخال على اليمين. بينما على صعيد الوسط، كاسيميرو هو الارتكاز الدفاعي الصريح، من أجل اللعب بأكثر من استراتيجية تكتيكية خلال المباراة الواحدة، كاسيميرو بجوار كروس وأمامهما مودريتش بمثابة الخيار المنطقي في المواجهات المعقدة سواء في الليغا أو عصبة الأبطال.

ويبقى السؤال، هل يحتاج ريال مدريد لصفقة أخرى؟ وجود أسماء بقيمة إيسكو، رودريغز، لوكا، بيل، رونالدو، خيسي، يعتبر أمراً كافياً أمام المدرب رافا بينيتيز. وإذا أراد الجهاز الفني البحث عن لاعب جديد، فعليه البحث فوراً عن مهاجم آخر مع كريم بنزيما، لاعب 9 بالمعنى القديم، هداف يجيد اللعب بالرأس والقدمين، مع استغلال الفرص داخل منطقة الجزاء، خيار يفيد المجموعة في بعض المواجهات، كما تألق المكسيكي خافيير هيرنانديز أمام أتليتكو مدريد، خلال إياب ربع نهائي دوري الأبطال 2015.

تشيلسي
مورينيو غاضب هذه المرة من أبراموفيتش، فتّش عن بيتر تشيك وانتقاله إلى آرسنال، إذا أردت معرفة السبب وراء فتور العلاقة بين الثنائي الحاكم بأمره داخل أورقة تشيلسي. جوزيه لا يريد أبداً تقوية أحد منافسيه بصفقة سوبر، لذلك كان يريد رحيل تشيك إلى فريق خارج الدوري الإنجليزي، لكن حدث العكس وفاز أرسين فينغر بالحارس التشيكي، ليقرر الزرق سريعاً التعويض، والعين على أسمير بيغوفيتش، حارس عرين ستوك سيتي.

عرف البرتغالي من أين تؤكل الكتف بالبريمييرليغ، لذلك حرص دائماً على تقوية فريقه بأكثر من مهاجم، لأن هناك مباريات تحتاج إلى مهاجم من نوع خاص، يشارك في دقائق معدودة ويسجل من أنصاف الفرص. بالموسم الماضي، لعب كل من دييغو كوستا، ديديه دروجبا، لوك ريمي، ومع رحيل الفيل الإيفواري، تعاقد الفريق سريعاً مع فالكاو، المهاجم الذي يرغب في استعادة أيامه الجميلة، بعد فترة من الركود مع مان يونايتد.

حارس مرمى ومهاجم صريح، لكن هناك هامش للتحسن، بإضافة لاعب وسط "بوكس تو بوكس"، يلعب بين ماتيتش وسيسك في منطقة الارتكاز، يدافع ويهاجم في آن واحد دون توقف، على طريقة أرانغويز شيلي، وأرتو فيدال يوفنتوس. مدرب تشيلسي يعشق هذه التركيبة القريبة من دور مايكل إيسيان سابقاً برفقة "البلوز"، وفي حالة قدوم هذا اللاعب، سيكون تشيلسي مختلفاً بشدة خلال الموسم المقبل، خصوصاً على المستوى الأوروبي.

ويأتي الخيار الأخير، ألا وهو مستقبل الكولومبي كوادرادو، اللاعب الذي لم يجد له مكاناً في تشكيلة بطل الدوري الإنجليزي، ولا يعرف حتى الآن السر وراء التعاقد معه، لذلك فرص خروجه أكثر من بقائه. ومع انتقال أردا توران إلى برشلونة، تبقى الفرصة كبيرة للوصول إلى بيدرو رودريغز، الجناح الهداف المؤمن تماماً بأداء الواجبات الدفاعية.

باريس
يقدم باريس سان جيرمان حالة فريدة من نوعها، بالنسبة للأندية التي تعتمد بشكل أساسي على ضخ الاستثمارات المالية الكبيرة، لأن الفريق الفرنسي يملك مشروعاً رياضياً مميّزاً، بغض النظر عن الناحية الاقتصادية القوية. لذلك لا يتم الصرف ببذخ من قبل المسؤولين في مدينة النور، وتتم الصفقات الكروية بطريقة مدروسة، بعيدة كل البُعد عن الاندفاع غير المبرر.

في وقت يعتقد البعض أن زلاتان إبراهيموفيتش هو النجم الأول لباريس، لكن الحقيقة فيراتي هو حجر الأساس لتشكيلة النادي الفرنسي، سواء داخل الملعب من خلال دوره المحوري أثناء بناء الهجمة، وقدرته على قطع الكرات أمام خط الدفاع، مع الإضافة الهجومية المرجوّة إلى الأمام. كذلك إن تمسك الفرنسيين بالريجستا الإيطالي الصغير، يعتبر مؤشراً إيجابياً على معرفة قيمته التكتيكية، ومدى تأثيره على طريقة لعب المدرب لوران بلان.

في المقابل، حقق الباريسيون كل البطولات المحلية الممكنة، وأقصى الفريق المميّز تشيلسي من ثمن نهائي الأبطال، قبل أن يخرج أمام البطل برشلونة في ربع النهائي، لذلك يعلم بلان جيداً أن فريقه يحتاج فقط إلى تعديلات بسيطة، وهذا الأمر يتفق معه عليه أيضاً السيد ناصر الخليفي، رئيس النادي، الرجل الذي واصل رهانه على المدرب الفرنسي، ولم ينسف المشروع مبكراً بالتعاقد مع دماء جديدة.

يُضاف إلى ذلك أن باريس سان جيرمان ينقصه لاعب يشبه "حبة الكرز"، أي الركيزة التي تصنع الفارق في المباريات المصيرية. لاعب مثل بوجبا يعتبر خياراً مثالياً لأباطرة حديقة الأمراء، نصف لاعب وسط ونصف جناح، هداف ومهاري، مع شخصية قوية رغم سنه الصغير، وبالطبع جنسيته الفرنسية ترجّح الكفّة أمام الجماهير. فهل يفعلها الخليفي ويقلب طاولة "الميركاتو" رأساً على عقب؟ أم يستمر البرود الكبير من زعماء السوق الصيفي؟

اقرأ أيضاً: رسمياً..شفاينشتايغر إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي

المساهمون