جماهير جزائرية تجتاح الشوارع وتندد بعقوبات الاتحاد على فريقهم

16 ابريل 2019
العنف والشغب يتواصلان بالدوري الجزائري (Getty)
+ الخط -
 

يتواصل مسلسل العنف والشغب بالدوري الجزائري لكرة القدم، امتداداً للأزمات التي تعيشها الكرة الجزائرية منذ فترة طويلة، خاصة خلال المواسم الكروية الأخيرة، ويعد الموسم الحالي ربما الأعنف على الإطلاق، إذ لا تمر أي جولة من جولات الدوري دون أن تحمل معها مشاهد العنف بين المشجعين أو ضد اللاعبين والحكام.

خرج المئات من مشجعي فريق نجم شباب مقرة إلى شوارع المدينة التابعة لمقاطعة المسيلة شرقي البلاد، إذ قاموا بوضع المتاريس وحرق الإطارات المطاطية، وغلق الطريق الوطني الرابط بين مقاطعتي المسيلة وباتنة، فضلاً عن غلق بعض الطرقات بالمدينة، كما عرف الوضع مشادات بين المشجعين الغاضبين وعناصر الأمن، احتجاجاً من المشجعين على العقوبات التي أصدرتها لجنة الانضباط التابعة لاتحاد الكرة الجزائري ضد فريقهم.

وكان نجم مقرة متصدراً لدوري الدرجة الثانية برصيد 49 نقطة مناصفة مع فريقي وداد تلمسان وجمعية أولمبي الشلف، بعد تعادله في الجولة الـ27 من الدوري على أرضه مع فريق مولودية سعيدة بنتيجة 1/1، وشهدت المباراة نهاية مؤسفة، بعد اقتحام مشجعي الفريق المحلي لأرض الملعب، وأظهرت فيديوهات تم تداولها بمواقع التواصل الاجتماعي، قيام المشجعين بالاعتداء على لاعبي الفريق الضيف وجهازه الفني وحكام المباراة، وتسبب لهم ذلك في إصابات متفاوتة.

قامت لجنة الانضباط على إثرها بخصم 3 نقاط من رصيد نجم مقرة، مع الإقرار بخسارته المباراة أمام مولودية سعيدة، ما يعني بأنه خسر إجمالاً 4 نقاط من رصيده، الذي أصبح 44 نقطة هوت به إلى المركز الخامس، ما يهدد آماله في تحقيق الصعود إلى دوري الدرجة الأولى، كما سلطت لجنة الانضباط عقوبات أخرى وهي حرمان مقرة من اللعب أمام جماهيره في أربع مباريات، منها اثنتان خارج ملعبه، إضافة إلى غرامة مالية قدرها حوالي 4 آلاف دولار أميركي.

وبعد صدور القرار ليلة الإثنين قام مشجعو نجم مقرة، بالخروج إلى الشارع للتعبير عن غضبهم وشهد الاحتجاجات أعمال شغب، ومطالبات بضرورة التراجع عن القرارات التي وصفوها بـ"الظالمة"، كما ردد المشجعون عبارات انتقدوا فيها رابطة الدوري والاتحاد الجزائري للعبة، واستمرت الاحتجاجات يوم الثلاثاء إذ توجه الأنصار إلى مقر مقاطعة المسيلة وتجمهروا أمامه حاملين يافطات يطالبون فيها باستعادة حقوق فريقهم.

وبالرغم من أن لجنة الانضباط كشفت خلال بيان لها نشرته على موقع رابطة الدوري، بأنها استندت لمواد قانونية واضحة وكذلك تقارير الحكام وفيديوهات لأعمال الشغب التي جرت خلال مباراة مقرة وسعيدة، إلا أن المشجعين الغاضبين رأوا في ذلك إجحافاً في حق فريقهم، كون لجنة الانضباط لم تطبق القوانين في حالات كثيرة مماثلة لأعمال شغب وعنف جرت في مباريات أخرى في الدوري هذا الموسم، منددين بانتهاج لجنة الانضباط لـ"سياسة الكيل بمكيالين".

ونقلت وسائل إعلام محلية عن رئيس نجم مقرة بناصر، تصريحه بأن فريقه راح ضحية "مؤامرة"، وقال في هذا الشأن لموقع (النهار): "هناك من لا يتقبل فكرة أن يصعد فريقنا إلى دوري الأضواء، خاصة وأننا الفريق الوحيد الذي لن تكون لديه مواجهات مباشرة مع الأندية المعنية بتحقيق الصعود"، مضيفاً: "هناك من ينسج مؤامرة ضدنا، وقام بتوظيف أحداث الشغب التي حدثت في اللقاء الأخير كي يحطمنا ويمنعنا من تحقيق أهدافنا".

وطالب بناصر من مسؤولي رابطة الدوري تحمل مسؤولياتهم، قائلاً: "الرابطة تكيل بمكيالين، كون الجميع شاهد ما حدث في مباريات سابقة في الدوري على غرار الأحداث التي وقعت في برج بوعريرج وفي كل الملاعب الجزائرية، هناك من اللاعبين من تعرض لضربة خنجر، واعتداءات، لكن ولا فريق تم خصم نقاط من رصيده عدا فريقنا، هذا هو الظلم بعينه، نحن جزائريون مثلنا مثل باقي الأندية وسنطالب بحقوقنا لأننا نثق في اتحاد الكرة".

المساهمون