نصيحة ذهبية سبب تألق ليونيل ميسي في الملاعب

26 أكتوبر 2018
النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي قائد برشلونة (Getty)
+ الخط -

انشغل العالم في الأيام الماضية بإصابة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في الكوع، التي سيغيب على إثرها أسبوعين آخرين عن الملاعب، وهو الذي سُلطت عليه الأضواء في مباراة إنتر بدوري أبطال أوروبا في كامب نو، بالرغم من جلوسه في المدرجات.

ويعود الحديث عن ميسي وتفوقه في عالم كرة القدم، وعن تلك الهالة التي صنعها لنفسه بسبب تألقه، والتي وجعلت الجميع يركز عليه حتى حين يصاب، فهل من الممكن أن يتراجع مستواه بسبب الغياب لفترة عن الملاعب؟

أدرك ميسي أن عليه تغيير نمط حياته الذي اعتاده، بعد خروج منتخب بلاده من بطولة كأس العالم التي جرت في البرازيل عام 2014، إثر نصيحة تلقاها من صديقه المدافع السابق مارتن ديميكيليس، والتي تمثلت في أن عليه الحصول على قواعد جديدة في الأكل.

وبالفعل، بدأ البرغوث الأرجنتيني، التزامه بنظام غذائي مدروس بعناية فائقة، ما جعله يفقد ثلاثة كيلوغرامات كاملة في صيف 2014، ليستعيد تألقه ويحقق مع البلاوغرانا الثلاثية، ليقرر بعدها ليونيل ميسي المحافظة على وزنه البالغ 67 كيلوغراماً حتى الآن، ولكن السؤال هنا، ما الذي دفعه إلى اتخاذ مثل هذا القرار؟

سبب التحول
من ينظر إلى ليونيل ميسي بين عامي 2006 و2013، يدرك جيداً أن النجم الأرجنتيني كان يعاني من أمر يخفيه عن محبيه، فقائد برشلونة الحالي أصيب 11 مرة في تلك الفترة، بسبب الغذاء السيئ، بالإضافة إلى ابتعاده عن الطعام الصحي المغذي، ما جعله عرضة للإصابات والغياب عن الملاعب (الإصابة الأخيرة حصلت في كوع الذراع اليمنى بعد سقوطه على الأرض، بالتالي لا تتعلق بالإصابات الرياضة المعروفة).

وكان ميسي يفضّل الوجبات السريعة والمشروبات الغازية بكثرة، حتى إن المدرب السابق لبرشلونة والحالي لمانشستر سيتي، بيب غوارديولا، خاض العديد من المعارك بكل ما تحمل الكلمة من معنى معه، بسبب نظامه الغذائي السيئ الذي اتبعه خلال تلك السنوات، لدرجة أن المدير الفني السابق أمر إدارة الفريق بالتخلص من آلة المشروبات الغازية التي كانت بقرب غرف تبديل ملابس اللاعبين، بسبب الأرجنتيني، بحسب ما نقلته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

وذكر هانز باك، مدرب نيويورك ريد بولز، في مقابلة أجراها مع قناة سويدية، أن ليونيل ميسي قاطع حديث بيب غوارديولا للاعبيه، قبل مباراة واحدة من نهاية موسم 2008/2009، كي يطلب الإذن لجلب علبة "كوكاكولا"، لكن طلبه قوبل بالرفض، ليقوم الأرجنتيني بتحدي المدرب.

أما الإسباني شارلي ريكساك، فاعترف بأن ليونيل ميسي أكل من البيتزا أكثر مما يأكل الإنسان في حياته كلها، حتى إن البرغوث أقرّ بأنه يحب أكل شرائح اللحم البقري المقلية مع فتات الخبز.

البداية
اضطر ليونيل ميسي إلى التخلص من العادات الغذائية السيئة التي كان يتبعها، بعد إدراكه جيداً أنه يتقدم في السن، وأن جسمه لم يعد قادراً على التعامل مع الأطعمة التي يأكلها، لذلك سارع إلى البحث عن نظام غذائي متكامل يحافظ على رشاقة جسمه، ويعطيه الحيوية اللازمة.

وجد ميسي نظاماً غذائياً يُدعى "بوتر"، وتقوم فكرته على أن الأطعمة الثقيلة في السكريات والوجبات السريعة، هي العدو الأول في إصلاح العضلات التي تتعرض للإصابة، لذلك عليه الاعتماد على الفواكه الطازجة والمجففة والمكسرات، والبذور، والسلطات المحضرة فقط بزيت الزيتون.

وقام ميسي بتخفيض استهلاك اللحوم، فعل ذلك من أجل مستقبله الكروي، بسبب المعاناة التي تتسبب بها قطع اللحم الكثيرة للجهاز الهضمي، الذي يجب عليه العمل بشدة حتى يقوم بهضمها، مع اعتماده أيضاً على الأرز الكامل أو المعكرونة، واستبداله المشروبات الغازية بشاي "ماتي" التقليدي الغني بالكافيين.

وبالفعل، أصبح ميسي ملتزماً بالنظام الغذائي الجديد في حياته، حتى إنه أصبح يستعين بطبيبة نادي برشلونة، ماريا أنطونيا دالو، من أجل أن تستمر في إعطائه النصائح الغذائية الجديدة، إذ أوصته منذ مدة بأكل سلطة المعكرونة أو السوشي بعد خوضه المباريات.

وأوصت الطبيبة ميسي بتناول الكركم الطبيعي المضاد للالتهابات، والأسماك الغنية بالأحماض الدهنية التي تحوي "الأوميغا 3"، لكن النظام الغذائي وحدة لا يكفي، بل عليه الالتزام التام بالكميات التي يأكلها حتى ينال ثمار ما يقوم به.

النتائج
تمكن النظام الغذائي الذي اتبعه ليونيل ميسي، من إبعاده بشكل كبير عن الإصابات التي كان يعاني منها بين عامي 2006 و2013، لذلك أثبت قدرته على التحمل، والعمل على أمر كان في صالحه، بعد أن أصبح يسجل 40 هدفاً في الموسم الواحد، خلال السنوات العشر الماضية، وكأنه لم يصل إلى سن 31 من العمر.

عندما عاد ليونيل ميسي إلى غرف خلع الملابس في ملعب "ويمبلي" في العاصمة البريطانية، بعد أن قاد البرسا إلى التغلب على توتنهام، بأربعة أهداف مقابل هدفين في بطولة دوري أبطال أوروبا، تحلق حوله زملاؤه وأصبحوا يرددون أغنية له تقول: "من هو الأفضل الآن"، في إشارة واضحة إلى تغاضي لجنة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، عن اختياره كأفضل لاعب في العالم لعام 2018، بعد موسم حافل بالإنجازات مع ناديه.


ويأتي التألق اللافت للأرجنتيني بعد أن تعلم كيفية المحافظة على طاقته. وهناك عامل آخر يدفعه إلى التألق، ألا وهو طفلاه تياغو وتيفاني، اللذان تعلق بهما بشكل كبير، حتى بات يهديهما كل هدف يحرزه، وهو ما حصل في "ويمبلي".

وهذا النظام الغذائي يُمكنه زرع الطمأنينة في قلوب محبي البرسا رغم إصابة ميسي، إذ لن يتراجع مستواه خلال فترة العلاج من الإصابة التي ستسمر لمدة ثلاثة أسابيع.


المساهمون