من النتائج إلى كوتينيو...كيف أسكت برشلونة الجميع واستعاد "هيبته"؟

09 يناير 2018
برشلونة يسير في الطريق الصحيح (العربي الجديد)
+ الخط -

عاش فريق برشلونة صيفاً صعباً قبل بداية موسم 2017-2018، حيثُ تلقى عدة ضربات وانهالت الانتقادات القاسية بسبب أداء الإدارة، وخصوصاً الرئيس جوسيب بارتوميو، الذي اعتبره كثيرون لم يفِ بوعوده. لكن وبعد أشهر قليلة يعيش النادي "الكتالوني" أفضل فتراته، منذ سنوات، والأهم أنه وفى بكل وعوده وأسكت كل المنتقدين الذين شككوا به.

رحيل نيمار والصفقات
رحل نيمار عن برشلونة واعتقد الجميع أن الفريق سيسقط خصوصاً ميسي وسواريز اللذين لن يظهرا بالأداء الجيد بسبب فقدان صديقهم المُحبب. بعد رحيل البرازيلي بدأ برشلونة البحث عن البديل المثالي وطُرحت أسماء مُميزة على الطاولة مثل الفرنسي عثمان ديمبيلي والبرازيلي كوتينيو.

بعد ذلك بدأ فيلم كوتينيو وديمبيلي الطويل، حيثُ تولت الصحف الكتالونية مهمة توتير الجماهير "الكتالونية" بسبب نشرها أخباراً تؤكد اقتراب الفريق من التعاقد مع النجمين من أجل تدعيم الصفوف قبل بداية الموسم الجديد، لكن الأمور لم تسر كما تمنت الجماهير للتعرض للخيبات الكثيرة خلال الصيف.

انتهى "ميركاتو" الصيف على تعاقد برشلونة مع باولينيو الذي اعتبره النقاد صفقة فاشلة، كما وخطف النادي "الكتالوني" الفرنسي ديمبيلي والذي تعرض لإصابة سريعة أبعدته أربعة أشهر، وفشلت الإدارة في خطف كوتينيو رغم الوعود الكثيرة والتأكيدات بأنه سيكون مع الفريق. كابوس صعب عاشه برشلونة، خلال الصيف، وصل إلى حد المطالبة باستقالة الإدارة.

الانتفاضة وكوتينيو
أسكتت إدارة برشلونة جميع المنتقدين بعد النتائج الباهرة التي قدمها الفريق على أرض الملعب منذ بداية موسم 2017-2018. فهو متصدر للدوري الإسباني برصيد 48 نقطة من دون أي خسارة وبفارق تسع نقاط عن أتلتيكو مدريد الوصيف و16 نقطة عن غريمه التقليدي ريال مدريد قبل نهاية مرحلة الذهاب.

لم يخسر برشلونة بقيادة المدرب، إرنستو فالفيردي، حتى الآن، في أي بطولة وأثبت خصوصاً في مباراة "الكلاسيكو" في ملعب "سانتياغو برنابيو" أنه مدرب يملك تكتيكاً كروياً مُميزاً. في وقت يعيش الأرجنتيني، ليونيل ميسي، فترة ذهبية ويتصدر هدافي الليغا برصيد 16 هدفاً.

ومع مرور المباريات ظهر برشلونة بأداء ناري وقوي والأهم أنه تحول إلى فريق صلب بقيادة فالفيردي، وعلى عكس ما أشار إليه المنتقدون، أن برشلونة سيعاني من دون نيمار، وخصوصاً ميسي وسواريز، بدا وكأن الفريق تحرر ووجد خططاً جديدة على أرض الملعب وثنائية جوردي ألبا وميسي التي صنعت خمسة أهداف حتى الآن.

واللافت، أن إدارة برشلونة كسبت رهان البرازيلي باولينيو، إذ تعرضت الأخيرة لانتقادات لاذعة بسبب التعاقد مع لاعب يلعب في الدوري الصيني وأن الصفقة لا تليق بالنادي "الكتالوني". لكن باولينيو أسكت كل المنتقدين بتقديمه مستوى كروياً رائعاً، والمثير أنه سجل سبعة أهداف مع برشلونة، حتى الآن، في الدوري وهو ثالث هدافي الفريق بعد ميسي (16) وسواريز (11).

وأخيراً، أكملت إدارة برشلونة ما وعدت به الجميع وهي الصفقات القوية ونجحت في إنهاء مسلسل كوتينيو الطويل، وتعاقدت معه رسمياً في سوق الانتقالات الشتوية، وكأنها توجه رسالة قاسية لكل المنتقدين، أنها نجحت في كل مهامها الإدارية، في وقت أثبت الرئيس، جوسيب بارتوميو، أنه الرئيس القوي الذي، إن وعد صدق وما حصل في الصيف هو مجرد صفحة سوداء انطوت بسبب بعض العراقيل التي وضعتها الأندية الأخرى من أجل الضغط.

ما بدأه برشلونة في الصيف أنهاه أول الشتاء بسبب بعض الصعوبات، ديمبيلي وكوتينيو في برشلونة وباولينيو الصفقة المفاجأة أبهرت الجميع. الفريق متصدر للدوري الإسباني والطريق الصحيح نحو اللقب. مدرب يقدم لوحة تكتيكية من أعلى طراز وأخيراً، إدارة تعمل نهاراً وليلاً من أجل تحقيق أحلام جماهير النادي التي عليها أن تقف الآن خلف الفريق لأنه استعاد قوته وهيبته.

المساهمون