لم نكن نتوقع أن يظهر المنتخب الأردني في أمم آسيا لكرة القدم، التي يشارك في منافساتها للمرة الثالثة في تاريخه بهذا الشكل، بعدما قدم نفسه منتخباً مرشحاً للمضيّ صوب أدوار متقدمة في العرس الآسيوي.
منذ المشاركة التاريخية الأولى عام 2004 في الصين، حين أبهر النشامى بقيادة المدرب الأسطوري الراحل محمود الجوهري، الجميع بأدائه وقدراته وتأهله للدور الثاني، وتوجته على هرم الكرة الأردنية التاريخي في آسيا كجيل استثنائي، حاله قليلاً مثل جيل أمم آسيا 2011 في قطر، ومن ذلك الحين بات اللاعبون هم الأفضل في تشكيلة النشامى حتى يومنا هذا، إذ ظهر المنتخب الأردني بثوب مغاير تماماً وقلب التوقعات.
كل المؤشرات السابقة تقول بأن الجماهير الأردنية والنقّاد يتوقعون الظهور بشكل مخيب، لأسباب كثيرة على رأسها قيادة "مدرب أجنبي" لدفة النشامى، وهو أحد أبرز العوامل التي تشعر جلّ متابعي الكرة الأردنية بعدم الثقة، والدليل تاريخ المنتخب المخيب معهم، إضافة للنتائج التي سبقت المشاركة في البطولة، وأقصد هنا التصفيات والمباريات الودّية والجدل الذي أحاط الأسماء التي استدعيت للمنتخب، واستبعاد مدرب عربي أو وطني لقيادة الفريق، وغيرها من الأسباب التي وضعها الجمهور والنقاد لتشير على الأقل إلى أن المشاركة قد تكون محفوفة بالمخاطر، كل حسب رأيه.
كل ذلك وأكثر، جعل الجميع يتوقع ظهوراً عادياً للنشامى في أمم آسيا؛ لكن ما الذي حدث وكيف أبهر رجال المنتخب الأردني المتابعين بأداء ساحر للغاية، ميزته الانضباط التكتيكي العالي والذكاء في التعامل مع المجريات في مشهد، نقولها بصراحة، لم نعتده كثيراً؟
اقــرأ أيضاً
وجد المدرب البلجيكي فيتال ترياقاً للمنتخب؛ فمنذ سنين طويلة كنا نقول ونؤكد بأن الكرة الأردنية تملك لاعبين مميزين قادرين على العطاء والتألق، لكن مشكلتهم غالباً ما تكون في العقلية الاحترافية وكيفية تطبيق التعليمات التكتيكية على أرضية الملعب، إضافة لبعض المشاكل التي تواجه "نفسية" اللاعب الأردني تحديداً، لكن كل ذلك لم نعد نسمع به ويبدو أننا بدأنا نسير على الطريق الصحيح بفضل هذا الجيل.
من الممكن القول بأن المنتخب الأردني في أمم آسيا هو الأفضل تاريخياً حتى الآن لأسباب عديدة، على رأسها النتائج المحصودة حتى الآن ولأن اللاعبين مؤمنون بأفكار المدرب، وكذلك الإصرار والتحدي الذي جاء كرد على الانتقادات السابقة من اللاعبين، أضف إلى هذا علاقة "المدرب واللاعب" التي يمكن وصفها أيضاً بأنها استثنائية، لأننا نتكلم عن مدرب أجنبي نشر الأجواء الأسرية التي نشاهدها بين الفترة والأخرى على صفحات التواصل الاجتماعي، في مقاطع فيديو يقوم فيها بالمزاح مع اللاعبين بل حتى الرقص معهم!
من بين الأسباب أيضاً لهذا الظهور التاريخي، وجود "نجم فريق"، وأقصد هنا موسى التعمري، فهو اللاعب الأردني المحترف في القارّة الأوروبية، ومسماه يعطي دفعة كبيرة ولو على الصعيد النفسي إن صح التعبير، والأضواء الإعلامية التي سلطت عليه ساهمت في رفع شأنه، ومن ثم بات المنتخب يملك لاعباً كبيراً يدبّ في نفوس زملائه الثقة والأمل على أرضية الميدان.
ومما يذكر أيضاً، التشكيلة التي اعتمدها فيتال والممزوجة بين الشباب والخبرة، ثم تثبيتها كان من بين أبرز العوامل التي دفعت النشامى للتألق في أول مباراتين، وهنا لا بد من الإشادة بالمدرب فيتال الذي أسعد الجميع بخياراته؛ بل إن الطريقة التكتيكية التي قدمها للجميع، باعتماد اللعب على طريقة المدرب الألماني يورغن كلوب الشهيرة مع ليفربول، بالاعتماد على الثلاثي صلاح وفيرمينو وساديو ماني واللعب بـ "مهاجم وهمي"، كان لها الوقع الأكبر مع النجاح في تطبيقها من اللاعبين.
تمكن المدرب البلجيكي ولاعبوه المميزون من قلب المعادلة من الانتقادات والتشاؤم العام، إلى المديح والبحث عن مزيد من طموح لن يتوقف، حتى نشاهد النشامى في نهائي القارّة كحدث سيكون بمثابة الحلم الذي يراود الأردنيين.
منذ المشاركة التاريخية الأولى عام 2004 في الصين، حين أبهر النشامى بقيادة المدرب الأسطوري الراحل محمود الجوهري، الجميع بأدائه وقدراته وتأهله للدور الثاني، وتوجته على هرم الكرة الأردنية التاريخي في آسيا كجيل استثنائي، حاله قليلاً مثل جيل أمم آسيا 2011 في قطر، ومن ذلك الحين بات اللاعبون هم الأفضل في تشكيلة النشامى حتى يومنا هذا، إذ ظهر المنتخب الأردني بثوب مغاير تماماً وقلب التوقعات.
كل المؤشرات السابقة تقول بأن الجماهير الأردنية والنقّاد يتوقعون الظهور بشكل مخيب، لأسباب كثيرة على رأسها قيادة "مدرب أجنبي" لدفة النشامى، وهو أحد أبرز العوامل التي تشعر جلّ متابعي الكرة الأردنية بعدم الثقة، والدليل تاريخ المنتخب المخيب معهم، إضافة للنتائج التي سبقت المشاركة في البطولة، وأقصد هنا التصفيات والمباريات الودّية والجدل الذي أحاط الأسماء التي استدعيت للمنتخب، واستبعاد مدرب عربي أو وطني لقيادة الفريق، وغيرها من الأسباب التي وضعها الجمهور والنقاد لتشير على الأقل إلى أن المشاركة قد تكون محفوفة بالمخاطر، كل حسب رأيه.
كل ذلك وأكثر، جعل الجميع يتوقع ظهوراً عادياً للنشامى في أمم آسيا؛ لكن ما الذي حدث وكيف أبهر رجال المنتخب الأردني المتابعين بأداء ساحر للغاية، ميزته الانضباط التكتيكي العالي والذكاء في التعامل مع المجريات في مشهد، نقولها بصراحة، لم نعتده كثيراً؟
وجد المدرب البلجيكي فيتال ترياقاً للمنتخب؛ فمنذ سنين طويلة كنا نقول ونؤكد بأن الكرة الأردنية تملك لاعبين مميزين قادرين على العطاء والتألق، لكن مشكلتهم غالباً ما تكون في العقلية الاحترافية وكيفية تطبيق التعليمات التكتيكية على أرضية الملعب، إضافة لبعض المشاكل التي تواجه "نفسية" اللاعب الأردني تحديداً، لكن كل ذلك لم نعد نسمع به ويبدو أننا بدأنا نسير على الطريق الصحيح بفضل هذا الجيل.
من الممكن القول بأن المنتخب الأردني في أمم آسيا هو الأفضل تاريخياً حتى الآن لأسباب عديدة، على رأسها النتائج المحصودة حتى الآن ولأن اللاعبين مؤمنون بأفكار المدرب، وكذلك الإصرار والتحدي الذي جاء كرد على الانتقادات السابقة من اللاعبين، أضف إلى هذا علاقة "المدرب واللاعب" التي يمكن وصفها أيضاً بأنها استثنائية، لأننا نتكلم عن مدرب أجنبي نشر الأجواء الأسرية التي نشاهدها بين الفترة والأخرى على صفحات التواصل الاجتماعي، في مقاطع فيديو يقوم فيها بالمزاح مع اللاعبين بل حتى الرقص معهم!
من بين الأسباب أيضاً لهذا الظهور التاريخي، وجود "نجم فريق"، وأقصد هنا موسى التعمري، فهو اللاعب الأردني المحترف في القارّة الأوروبية، ومسماه يعطي دفعة كبيرة ولو على الصعيد النفسي إن صح التعبير، والأضواء الإعلامية التي سلطت عليه ساهمت في رفع شأنه، ومن ثم بات المنتخب يملك لاعباً كبيراً يدبّ في نفوس زملائه الثقة والأمل على أرضية الميدان.
ومما يذكر أيضاً، التشكيلة التي اعتمدها فيتال والممزوجة بين الشباب والخبرة، ثم تثبيتها كان من بين أبرز العوامل التي دفعت النشامى للتألق في أول مباراتين، وهنا لا بد من الإشادة بالمدرب فيتال الذي أسعد الجميع بخياراته؛ بل إن الطريقة التكتيكية التي قدمها للجميع، باعتماد اللعب على طريقة المدرب الألماني يورغن كلوب الشهيرة مع ليفربول، بالاعتماد على الثلاثي صلاح وفيرمينو وساديو ماني واللعب بـ "مهاجم وهمي"، كان لها الوقع الأكبر مع النجاح في تطبيقها من اللاعبين.
تمكن المدرب البلجيكي ولاعبوه المميزون من قلب المعادلة من الانتقادات والتشاؤم العام، إلى المديح والبحث عن مزيد من طموح لن يتوقف، حتى نشاهد النشامى في نهائي القارّة كحدث سيكون بمثابة الحلم الذي يراود الأردنيين.