ذاكرة مونديالية... يوم النكبة البرازيلية والحداد الوطني بسبب مباراة

01 يوليو 2015
البرازيل والخسارة المُدوية في "الماراكانا" (العربي الجديد)
+ الخط -

في الحلقة الـ13 من سلسة "ذاكرة مونديالية"، يتابع "العربي الجديد" عرض الفقرات لأبرز الأحداث التي تشهدها بطولات كأس العالم على مر التاريخ، واليوم ستكون القصة عن خسارة البرازيل من الأوروغواي التي تحولت إلى نكبة برازيلية.

17 حالة وفاة. يوم حداد وطني. رغبة في الانتحار. اضراب واحتجاجات. أمور حصلت في البرازيل، ليس بسبب حرب أو انفجار إرهابي، بل لأن البرازيل خسرت نهائي مونديال 1950 على أرضها أمام الأوروغواي.

تحوّل يوم 16 تموز/ يوليو من العام 1950 إلى يوم أسود في تاريخ البرازيل، تحوّل نهائي مونديال 1950 إلى يوم الكارثة الوطنية على أراضي "السامبا"، فبعد أن تقدم المنتخب البرازيلي في النهائي على الأوروغواي بهدف نظيف في الدقيقة 47 من الشوط الثاني، جن جنون جماهير ملعب "ماراكانا" لأن هذا الهدف قد يكون بطعم الذهب بالنسبة للبرازيل بأكملها، لكن ما حصل خلال 13 دقيقة من الشوط الثاني حوّل الفرحة إلى كابوس كروي لن تنساه البرازيل أبداً.

ففي الدقيقة 66، سجلت الأوروغواي هدف التعادل عن طريق خوان ألبيرتو شيافينو، وبعد 13 دقيقة فقط سجل المنتخب الأوروغواياني الهدف الثاني عبر ألسيدس شيجيا، ليصدم الجماهير البرازيلية المتواجدة في المدرجات، ويبدأ الكابوس الأسود، حيثُ انتهت المباراة بفوز الأوروغواي (2 – 1) على البرازيل صاحبة الأرض والجمهور، الأمر الذي شكل صدمة كبيرة للبرازيليين الذين لم يصدقوا ما حصل على ملعب "ماراكانا".

نتج عن خسارة البرازيل أمور لا تحدث إلا في حالات الحرب والزلازل أو الحروب الأهلية، إذ أعلنت السلطات البرازيلية عن وفاة 17 شخصاً بسبب الخسارة المؤلمة، في وقت أعلن الحداد الوطني في اليوم نفسه بعد الخسارة، إذ أقفلت المؤسسات الحكومية ورفض العمال الذهاب إلى العمل احتجاجاً على هذه الخسارة القاسية للنهائي.

لكن من أكثر الأمور المؤلمة هي ما عانى منه الحارس البرازيلي مواكير باربوسا، الذي ما زال يشعر حتى اليوم بعذاب الضمير لأنه تسبب بدخول الهدف الثاني الذي منح الأوروغواي الذهب، في وقت أشار في إحدى المقابلات التلفزيونية إلى أنه كان يفكر بالانتحار هرباً من الواقع المرير الذي عاشه.        

اقرأ أيضاً: ذاكرة مونديالية... يوم سقوط إسبانيا المُدوي وانتهاء عصر "الماتادور"

المساهمون