هل ألابا حقاً أفضل ظهير أيسر في العالم!؟

07 نوفمبر 2015
ألابا لاعب شامل ورائع (العربي الجديد)
+ الخط -

من هو نموذجك الرائع في كرة القدم؟ إنه دافيد ألابا، اللاعب الذي يشارك في كل مراكز الملعب، ويضع بصمته في كافة الفراغات. كانت هذه إجابة بيب غوارديولا عندما سئل عن لاعبه الأكمل في تشكيلة البافاري هذا العام، ليضع المدير الفني الكتالوني كامل رهاناته على النجم النمساوي، ويؤكد أنه افتقده كثيراً حينما أصيب الموسم الماضي.

وخلال قمة الجولة الرابعة من دوري الأبطال، سجل دافيد ألابا هدفاً صاروخياً في شباك العملاق بيتر تشيك، ورغم أن الظهير السريع لا يحتاج إلى هدف أو "أسيست" من أجل إثبات قدراته، إلا أن طريقة تسجيله وأسلوب لعبه تركا انطباعا رائعا لدي أغلب المتابعين، مع تأكيد واضح أنه أفضل ظهير أيسر في العالم، لكن هل هذه المقولة صحيحة حقاً؟

ظهير ومدافع
يلعب ألابا مع بايرن في مركز الظهير الأيسر، هذا هو مكانه التقليدي مع العملاق البافاري، لكن خلال الآونة الأخيرة، تغير مركزه بعض الشيء، وأصبح يشارك أكثر في خانة قلب الدفاع، أو المدافع الثالث "Third Back" في طريقة الثلاثي الخلفي لبيب، لكنه في الأساس ظهير حقيقي، يلعب على الخط ويشترك مع الجناح في هجمات فريقه.

يسجل ألابا أهدافاً عديدة من الضربات الثابتة، ويصنع أيضاً أهدافاً إلى زملائه داخل منطقة الجزاء، وبالتالي هو ظهير مميز جداً، يستحق أن يوضع مع أقرانه، كمارسيلو ريال مدريد، ألبا برشلونة، كولاروف مان سيتي، والبقية. لكنه يتفوق على كل هؤلاء في انضباطه الدفاعي القوي، خصوصاً أنه يستطيع اللعب كقلب دفاع.

رقمياً، قام ألابا بـ 6 عرقلات مشروعة، مع 17 محاولة هوائية سليمة، وخلال الفترة الحالية، يمتاز النمساوي بقدرته على ضبط التحولات، وحماية مرمى فريقه أثناء مرتدات الخصم، خصوصاً أن مدربه غوارديولا يلعب بضغط مرتفع، مع خط دفاع بعيد عن المرمى، لذلك من الممكن تصنيف ألابا بأنه الظهير اليساري الأفضل، لكن مع تقدير حقيقي لكافة الأسماء المذكورة، وعلى رأسها ثنائي برشلونة وريال مدريد.

لاعب وسط
لعب بايرن ميونخ بخطة تعود أصولها إلى القرن التاسع عشر، 2-3-5 "خطة الهرم" أمام كولن بالبوندسليغا، ولم يشارك ألابا في مركز قلب الدفاع أو حتى الظهير الأيسر، بل لعب كجناح حقيقي ولاعب وسط مهاجم، مع الاكتفاء بالثنائي رافينيا وبواتينغ في الخلف أمام مرمى نوير.

يتحرك الثلاثي لام، تياغو، ألونسو في المنتصف، ويشترك ألابا مع كومان في فتح الجبهة اليسرى، عن طريق بقاء النمساوي على الخط، ودخول زميله في العمق، وفي حالة تحول كومان إلى الخط الجانبي، يدخل ألابا سريعاً إلى حافة منطقة الجزاء، في أنصاف المسافة بين ظهير المنافس وقلب دفاعه.

ولا يكتفي ألابا بهذا المركز الحديث، بل أيضاً يصبح ظهيرا وهميا، ويتمركز أكثر في منطقة الوسط، مع عودة الأجنحة إلى دائرة المنتصف، ودخول لاعبي الأطراف إلى عمق الملعب، ألابا أقرب إلى لاعب الوسط الصريح، ودوغلاس كوستا في دور صانع اللعب رقم 10، من أجل ديناميكية أكبر وسرعة في نقل الهجمة من الخلف إلى قلب الهجوم.

مهاجم
يلعب بايرن في الفترة الأخيرة بأكثر من لاعب في الوسط، مع التركيز على أصحاب المهارات على الخط، حتى يتفوق الفريق في مواقف الـ 1 ضد 1، لذلك يتألق بشدة كومان في المواجهات المعقدة، لكن الجديد في مركز ألابا، من قلب الدفاع إلى لاعب الوسط، وأخيراً في الثلث الهجومي الأخير، كصانع لعب ومهاجم متأخر عند الحاجة.

يميل تياغو إلى اليسار ليصنع ثنائية رفقة كومان، بينما يتعاون كوستا ومولر على اليمين، في سبيل فتح فراغات أكبر أمام القادمين من الوسط، وعلى رأسهم دافيد ألابا، المنطلق الذي يجد الفراغ اللازم للتسديد، خلف ليفاندوفيسكي وعلى مقربة من كوستا، مما يجعله في موقف رائع فيما يخص تسجيل الأهداف، كما حدث أمام أرسنال مؤخراً.

ونتيجة كل هذه اللامركزية في التموقع، من الصعب والمجحف تصنيف ألابا بأنه ظهير أيسر، لذلك تبقى مقولة "أفضل ظهير" واردة على الورق، لكنها خيالية داخل الملعب، لأن دافيد لاعب شمولي، تتسع خريطته الحرارية لكل متر داخل المستطيل.

اقرأ أيضاً:بالفيديو..لاعب "مغربي الأصل" يثير الجدل برفضه "مصافحة" صحافية هولندية

المساهمون