موسم مجهول للتنس في عام 2020

05 ابريل 2020
هل تعود منافسات التنس في عام 2020 (Getty)
+ الخط -
استمتع اللاعبون واللاعبات والجماهير باللعب فقط في الشهرين الأولين من هذا العام مع بعض الدورات الاستعراضية والتحضيرية لبطولة أستراليا، أولى بطولات "الغراند سلام"، والتي كانت أبرز حدث كبير في اللعبة الصفراء وتوج بلقبها الصربي نوفاك ديوكوفيتش، قبل أن يفرض فيروس كورونا نفسه ويتسبب في تأجيل بطولة فرنسا المفتوحة، على غير العادة إلى النصف الثاني من سبتمبر/أيلول المقبل، وإلغاء بطولة ويمبلدون.


وإذا كانت بطولة الولايات المتحدة الكبرى على ملاعب فلاشينغ ميدوز أبقت على مواعيدها الأساسية بين 31 أغسطس/آب و13 سبتمبر/أيلول، فإن الغموض يكتنف إقامتها بالنظر الى العدد المتزايد للمصابين بالوباء في الولايات المتحدة. وتستعرض "فرانس برس" السيناريوهات المحتملة لما تبقى من موسم الكرة الصفراء في العام 2020.

"
ديوكوفيتش، الفائز أم الخاسر الأكبر؟
قبل توقف الموسم، توج ديوكوفيتش بلقبه الثامن في بطولة أستراليا وحقق العلامة الكاملة في 18 مباراة منذ بداية المنافسات هذا العام. كان الحديث وقتها أن الصربي الذي رفع غلته من الألقاب الكبرى الى 17 خلال مسيرته، في طريقه إلى تكرار موسميه الرائعين في 2011 و2015.

في عام 2011، حقق ديوكوفيتش 41 فوزاً متتالياً قبل أن ينهيه بـ70 فوزاً مقابل ست هزائم فقط، وتوج خلاله بعشرة القاب بينها ثلاثة كبرى في أستراليا وويمبلدون وفلاشينغ ميدوز. في عام 2015، فاز ديوكوفيتش بالألقاب الثلاثة الكبرى نفسها من أصل 11 لقباً حصدها في ذلك الموسم مع ست هزائم أيضاً، لكنه حقق 82 فوزاً.

بعد تتويجه بلقبه الـ79 في مسيرته الاحترافية عندما نال دورة دبي الدولية في اليوم الأخير من شهر فبراير/ شباط الماضي، أعلن ديوكوفيتش أن "أحد أهدافي هذا الموسم هو الحفاظ على سجلي خالياً من الخسارة. أنا لا أمزح".


ومع تأجيل بطولة فرنسا التي توج بلقبها مرة واحدة، إلى شهر سبتمبر المقبل، وإلغاء بطولة ويمبلدون التي كان سيدافع فيها عن اللقب للعام الثالث على التوالي، يبقى ديوكوفيتش دون خسارة بالتأكيد لكن غلته من الانتصارات ستتقلص مقارنة مع ما حققه في موسمي 2011 و2015، حتى أن البعض اعتبره أكبر خاسر في الموسم الحالي.

وقال النجم السويدي السابق المتوج بسبعة ألقاب كبرى ماتس فيلاندر لصحيفة "ليكيب" الرياضية الفرنسية "الخاسر الأكبر هو ديوكوفيتش"، وأضاف خلال حديثه "لم يخسر هذا العام حتى الآن، لكن هذا الفيروس أوقفه في مسيرته".

هل ستعود المنافسات في عام 2020؟
بعد إلغاء بطولة ويمبلدون للمرة الأولى منذ 75 سنة، قال رئيس الفريق الإنكليزي للتنس ريتشارد لويس إنه يأمل في الأفضل لكنه يخشى الأسوأ. وقال "لا أعتقد أنه من غير الواقعي القول إنه قد لا يكون هناك المزيد من كرة المضرب هذا العام".

وأضاف لويس "لكني أود أن أعتقد بأن الأمور ستستقر بحيث تمكن إقامة البطولات عاجلا وليس آجلاً. من يعلم ماذا سيحدث؟". وبقرار تأجيل استئناف المنافسات إلى النصف الثاني من يوليو/تموز المقبل، انتهى الموسم على الملاعب الترابية والعشبية، حيث تأثرت 21 دورة وبطولة على الأرضيتين بهذا القرار.


كما تم تأجيل بطولة رولان غاروس إلى سبتمبر-أكتوبر/تشرين الأول، وتحديداً إلى ما بعد أسبوع واحد فقط من  المباراة النهائية لبطولة الولايات المتحدة المفتوحة في نيويورك. كما أن الموعد الجديد للبطولة الفرنسية يتعارض مع ست دورات لرابطتي المحترفين والمحترفات، ومنافسات كأس لايفر الاستعراضية المقررة هذا العام بين 25 سبتمبر و27 منه في مدينة بوسطن الأميركية، والتي تجمع بين فريقين أحدهما يمثل قارة أوروبا والثاني بقية العالم.


يُضاف إلى ذلك أنه لا توجد ضمانات بأن يتوقف انتشار الفيروس القاتل بحلول الصيف، وغردت في هذا لإطار النجمة الفرنسية السابقة أميلي موريسمو، التي تصدرت خلال مسيرتها ترتيب اللاعبات وتوجت بلقبين كبيرين، بتشاؤم قائلة "أعتقد أننا سنضطر إلى رسم خط تحت موسم التنس 2020".

وأضافت "الاتحاد الدولي لكرة المضرب، اللاعبون واللاعبات من جميع الجنسيات بما في ذلك جهازهم التدريبي والجماهير والأشخاص من جميع أنحاء العالم، هم من يساهمون في بقاء هذه البطولات والدورات على قيد الحياة. عدم وجود لقاح يعني ليس هناك منافسات في كرة المضرب".

نهاية الطريق للأقل دخلاً؟
حصل لاعبون أمثال ديوكوفيتش والسويسري روجيه فيدرر والإسباني رافايل نادال على أكثر من 100 مليون دولار من جوائز الدورات والبطولات في مسيرتهم الاحترافية، لكن العديد من اللاعبين واللاعبات خارج دائرة الكبار والكبيرات يجدون أنفسهم في مأزق حالياً، اذ يعانون لتوفير مدخول في ظل توقف منافسات اللعبة.



وهناك على سبيل المثال لا الحصر الروسية كسينيا كوليسنيكوفا، المصنفة 1283 عالميا والبالغة من العمر 27 عاما، والتي كسبت 68 دولاراً فقط هذا العام. وحذرت الجورجية صوفيا شاباتافا المصنفة 371 عالمياً من أن "اللاعبين المصنفين تحت 250 عالمياً لن يعودوا قادرين على توفير قوتهم اليومي بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع".

وتقدمت شاباتافا البالغة من العمر 31 سنة بعريضة الى الاتحاد الدولي لكرة المضرب للمطالبة بتوفير مساعدة لها ولغيرها من الأسماء المغمورة في اللعبة، لكنها ليست متفائلة من أن الهيئة الدولية للعبة ستتعامل بإيجابية مع مطلبها.

(العربي الجديد، فرانس برس)

المساهمون